منذ حوالي ساعة
قافلة (هَمَسات .. في كلمات) متواصلة بفضل من الله وتوفيق، وقد وصلت إلى الحلقة الـ (23) نسأل الله أن ينفع بها الكاتب والناشر والقارئ
قافلة (هَمَسات .. في كلمات) متواصلة بفضل من الله وتوفيق، وقد وصلت إلى الحلقة الـ (23) نسأل الله أن ينفع بها الكاتب والناشر والقارئ:
✹ الشهوة الجنسية والميل إلى الجنس الآخر غريزة مركبة في البشر، وليست خطأ ولا عيبا في حد ذاتها، ولكنها كالسيل إن لم توضع أمامه الحواجز والسدود دمَّر وأهلك ما أمامه، والإسلام جاء بتهذيب هذه الشهوة، والسمو بها وجعلها مورد للحسنات ومحاسن الأخلاق والتآلف والتراحم، بينما في المناهج البشرية الوضعية الوضيعة كالعلمانية واللبرالية والديمقراطية أطلقوا للشهوة العنان فاكتووا بنارها واصطلوا بلظاها، وتخبطوا وانحدروا إلى مستوى أسفل من الحيوانات، فأقروا عمل قوم لوط، بل حتى نكاح المحارم والبهائم، وأصبح الأمر عندهم سعار وفوضى، حيث تفشى التحرش وانتشر الاغتصاب وتفككت الأسر، وقتلت الأنفس البشرية البريئة بالملايين فيما يسمى بـ (حق الإجهاض) ووصل الأمر بهم بأن يفرضوا على الناس قسرًا تأييد الفواحش عامة وعمل قوم لوط خاصة والعياذ بالله، أَلَا فلا نمش في نفس الطريق فنصل إلى ما وصلوا، ونهوي في هوة سحيقة من الباطل، {(فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ)} .
—————
✹ عالم الأدوية واسع ومنوع، ولا تؤخذ الأدوية إلا عن طريق متخصص وإلا حصلت للشخص الكوارث وربما الوفاة، وتعاطي الأدوية بدون علم أو خبرة متخصص تؤدي إلى اعتلال الجسد، ومرض الجسم وقد يهلك، هذا يكاد ينطبق على القراءة، فالقراءة لا يُنكَر أهميتها ومركزيتها، والداعين الناس إلى القراءة كُثر، ومنهم صنف يدعو للقراءة لمجرد القراءة، ويحث الناس خصوصًا الشباب على القراءة في كل مجال ولأي كتاب ومن أي موقع، وهذا خطأ فادح، فالكتب تشبه الأدوية إذا أخذها شخص عن طريق الخطأ أوفي الزمان الخطأ قد تهلكه، وكم من شاب انحرف وانجرف في طريق الشبهات بسبب كتاب وقع بين يديه وهو غير مناسب له كونه غير محصن بما فيه الكفاية ليعرف السم المدسوس في ثنايا السطور، وكم كتاب مضل زعزع عقيدة في نفس فتى أو فتاة، فلندعو إلى القراءة النافعة وليست أي قراءة فقد (كانَ مِن دعاءِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ مِن عِلمٍ لا ينفعُ ومِن دعاءٍ لا يُسمَعُ ومِن قلبٍ لا يَخشعُ ومِن نفسٍ لا تشبعُ) فالعلوم الضارة والكتب المضلة لا يُطَّلع عليها إلا متخصص بغرض معرفة ما فيها من باطل ودحضة والتحذير منه، وخلاف ذلك فشر مستطير.
—————
✹ من الأخطاء التربوية الفادحة والشائعة في نفس الوقت، تخلص الكثير من الأسر خصوصًا الأمهات من إزعاج الأطفال بقذفهم إلى شاشة التلفاز وقنوات الأفلام الكرتونية، فهذه الأفلام تحمل في طياتها سمًا زعافا، وشرًا مستطيرًا، يبدأ من الخطر الصحي إلى الأخلاقي وانتهاء بالعقدي، نعم! كثير من هذه الأفلام الكرتوينة يلوث فطرة الطفل بأخلاق ساقطة، وعقائد فاسدة، ومفاسد لها رأس وليس لها ذنب، وحلُّ هذه المعضلة يكمن في التقليل من مشاهدة الأطفال لهذه الأفلام إن لم تكن مقاطعتها، كما يجب علينا أن نختار النافع وإن قلَّ على الضار وما أكثره، فما كل ما عرض على الشاشة نتلقفه نحن وأبناؤنا، والحقيقة أن على الحكومات وأيضا التجار مسؤولية عظيمة تجاه هذا الخطر المحدق بفلذات أكبادنا فيجب بذل الكثير من الأموال والجهود والطاقات لإنتاج مواد للأطفال تدعوا إلى مكارم الأخلاق وترسخ المعتقد الصحيح وذلك لمزاحمة ومنافسة أهل الباطل وحتى تجد الأسرة المسلمة مادة نظيفة ونافعة تطمئن لمشاهدة أبنائها لها، وتكون قريرة العين في جانب من أهم جوانب التأثير على الطفل والمراهق.
—————
✹ للاجتماع للعبادة في حياة المسلم صور كثيرة منها الواجب وبعضها مستحب، كصلاة الجماعة والعيدين وصلاة الكسوف والاستسقاء والحج والعمرة، وهذه الاجتماعات شرعت لحِكَمٍ عظيمة وفوائد جليلة، ولعلَّ من هذه الفوائد حمل المسلم على ملازمة النظافة والعناية برائحته طيبة، فإن الإنسان إذا حضر في مجتمع من الناس ولو كانوا قليلا أحبَّ أن يكون حسن الهيئة طيب الرائحة، والمسلم المحافظ على صلاة الجماعة يعرف أنه سيقف بجانب أخوة له وسيخالطهم ويقترب منهم جسديًا فيعزُّ عليه ترك العناية بنظافته، وقل مثل ذلك في صلاة الجمعة والعيدين، ولا ننسى أن أخذ الزينة قد جاء الأمر به في القرآن (يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) فما أعظم ديننا وأكمل شريعة الإسلام.
—————
✹ قسوة القلوب داء عضال، معه تكون الصلاة بلا روح، وتلاوة القرآن بلا تدبر وخشوع، والعبادة بلا لذة، والقيام بالعبادة أمر عسير، والانجراف نحو المعصية سهل ويسير، وعندها يكون ذكر الموت نادرا وإن وجد فبلا أثر، ورؤية المقابر أمر عاديا، والسير والجنازة محمولة لا يحرك في الجسم شعرة، كما أن قسوة القلب تجلب التعلق بالدنيا، والنظر إلى ما في أيدي الآخرين من متاع الدنيا وربما حسدهم، والقلب القاسي عليه جدران سميكة تحول بينه وبين التأثر بكلام الله، والقلب القاسي متوعَّد صاحبه في كتاب الله {(فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)} ، أما عن علاج هذه المعضلة، وتفتيت هذه الصخرة، وإزاحة هذه الران فيكون بـ(تدبُّر القرآن، استشعار عظمة الرحمن، حلقات العلم الشرعي، تنويع العبادات، كثرة ذِكْر الموت، كفالة اليتيم، الانكسار بين يدي الله)[1] وغيرها
—————
وإلى الملتقى في هسمات قادمة بمشيئة المولى جل في علاه
[1]علاج قسوة القلب – الشيخ وحيد عبدالسلام بالي – شبكة الألوكة.
Source link