منذ حوالي ساعة
إن هذه الظاهرة منتشرة في جميع المجتمعات في العالم نظرا لتوفر الجوالات والانترنت بين جميع الفئات العمرية، فالإدمان على شبكات التواصل هو اضطراب في السلوك نتيجة الاستخدام المرضي لشبكات التواصل الاجتماعي.
لشبكات التواصل الاجتماعي فوائد كثيرة، فهي تساعدنا على التواصل مع أصدقائنا وأهلنا بشكل سريع، ولكنها أيضا ضارة بصحتنا، فالصحة من النعم التي أنعمها الله علينا ومن الواجب علينا أن نحافظ عليها، قال رسول الله صلى اللَّه عليه وسلم): «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا»، (والضرر يأتي نتيجة إدمان الناس لهذه البرامج) .
إدمان شبكات التواصل:
إن هذه الظاهرة منتشرة في جميع المجتمعات في العالم نظرا لتوفر الجوالات والانترنت بين جميع الفئات العمرية، فالإدمان على شبكات التواصل هو اضطراب في السلوك نتيجة الاستخدام المرضي لشبكات التواصل الاجتماعي.
ولهذا الإدمان أسباب عدة منها: الفراغ والوحدة والملل، وما توفره شبكات التواصل من مغريات، بالإضافة إلى مشاكل الحياة اليومية والتي تدفع الناس للهروب إلى الإعلام الجديد فيوفر لهم عالما افتراضيا مغاير لعالمهم، وهناك أسباب أخرى تشجعهم على الإدمان منها صفات شخصية كالخجل والانطوائية وعدم استطاعة الفرد على تكوين صداقات في الواقع فيلجأ لبرامج التواصل لسد هذا الثغرة فيقوم بتكوين صدقات جديدة مع ناس لا يعرفهم ولا يراهم وربما باسم مستعار ويغير من شخصيته ويعوض عن المهارات الاجتماعية التي يفتقدها في الواقع حتى يشعر بأهميته بين الناس، فالشعور بالنقص وانخفاض تقدير الذات والخوف الاجتماعي والانطوائية من الصفات البارزة في مدمن شبكات التواصل الاجتماعي.
وتوجد علامات تدل على إدمان برامج التواصل منها: انشغال الفرد بها بشكل مفرط وسيطرتها عليه، تزايد المشاعر السلبية نتيجة استخدام البرامج، عدم اهتمام الفرد بالنشاطات الاجتماعية لأنه يفضل استخدام شبكات التواصل على الأنشطة مع الأهل والأصدقاء.
برامج التواصل الاجتماعي والنوم:
النوم من الوظائف الحيوية التي يحتاجها الجسم لاستعادة النشاط وإمداد الجسم بالطاقة اللازمة لمواصلة العمل والمحافظة على الاتزان الداخلي، فأي خلل في النوم يؤثر على الفرد فيصبح متقلب المزاج وشارد الذهن وطاقته الجسمية ضعيفة مما يؤثر على انتاجه، بالإضافة إلى سوء علاقته بالآخرين، وليس المقصود بالخلل في النوم هو قلته فحسب بل أيضا كثرته له أثر سيء على صحة الجسم، إن المسبب الرئيسي لاضطراب النوم هو كثرة الجلوس على شبكات التواصل الاجتماعي، فمعظم الناس قبل النوم يقومون بتصفح هواتفهم فيضيع الوقت دون أن يشعروا وينامون في وقت متأخر جدا، فتجدهم لم يناموا إلا ساعة أو ساعتين حتى يأتي موعد دراستهم أو عملهم، مما يؤثر سلبا على أدائهم الوظيفي أو دراستهم كما يقلل من مناعتهم فيكونون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، وهذا يعني أن الصحة الجسمية والعقلية مرتبطة بسلوكيات الفرد.
برامج التواصل الاجتماعي والصحة النفسية:
الهدف من شبكات التواصل الاجتماعي هو الترفيه عن النفس والتواصل مع الأهل والأصدقاء، ورغم أثره الإيجابي على النفس إلا أن آثاره السلبية أكثر، فقد جاءت بعض الدراسات بأن الشباب الذين يستخدمون برامج التواصل يصابون بالقلق وانعدام التركيز وفي بعض الأحيان الاكتئاب، وبذلك نجد أن العلاقات الاجتماعية التي تقوم على التفاعل وجها لوجه في تراجع، ومن الملاحظ أن مع زيادة استخدام هذه البرامج يضعف التقدير الذاتي للنفس كما يشعر الفرد بالانطوائية والانعزالية والوحدة، وهذه البرامج قد تشكل تهديدا كبيرا على ثقه الإنسان بنفسه والشعور بالسوء بسبب المقارنة الاجتماعية فيها وبسبب العلاقات المزيفة والوقتية التي كونها من خلال هذه البرامج.
إن هذه السلبيات تجعلنا نلاحظ سلوكياتنا ونضبط تصرفاتنا ولا ننجر وراء سلبيات شبكات التواصل.
وللتقليل من مساوئ الإعلام الجديد هناك بعض الحلول المقترحة منها تقديم برنامج إرشادي للأسر يقوم على توعيتهم بمخاطر كثرة استخدام شبكات التواصل وأن يحرصوا على زيادة العلاقة العاطفية الحية مع أبنائهم منذ مرحلة الطفولة، وبالنسبة للشباب يمكن تقديم دورات وبرامج تدريبية تساعدهم في النظرة الواقعية للحياة وتبعدهم عن الوحدة النفسية والقلق والاكتئاب، والقيام بدراسات متنوعة حول إدمان شبكات التواصل وأثره السلبي على صحة الإنسان لوضع برامج علاجية ووقائية لهذه المشكلة.
Source link