حتى رياض الأطفال.. الغلاء في تونس يسرق فرحة عودة المدارس

مع انطلاق العام الدراسي الجديد، يواجه أولياء الأمور في تونس تحديات غلاء الأسعار التي باتت تثقل كاهلهم لتأمين مستلزمات أبنائهم الدراسية، فكل شي أصبح باهظ الثمن وأصبح من الصعب توفير كل الأدوات المدرسية، وهذا يعود إلى متطلبات كل مادة دراسية.

فعلى كافة المراحل الدراسية، كل مادة مطلوب لها ستة كراسات وثمن الكراس ستة آلاف دينار (2.5 دولار) والكتب نفس الشيء سواء في التعليم الخاص أو العام.. فإذا كان للأب طفلان فسيصعب عليه الأمر ولا يستطيع العيش في تونس”.

أزمة كبيرة

وعن الأزمة التي يواجهونها، قال أشرف، أحد أولياء الأمور “هذه الأزمة التي تمر بها البلاد أثرت على كل القطاعات، فغلاء المعيشة ونزول سوق الصرف أثر سلبا على المواطن التونسي. التونسي أول هدف عنده أن يرى أولاده ناجحين، ويرغب أن يكون له أبناء متفوقون في الدراسة سواء في القطاع الخاص أو العام”.

في الوقت نفسه تشكو أمينة وهي أم لطفلة صغيرة تبدأ عامها الدراسي الجديد في إحدى روضات الأطفال بالعاصمة التونسية أن كل شيء أصبح باهظ الثمن وأنها وأقرانها يجدون صعوبة في توفير كل الأدوات المدرسية.

وتساءلت أمينة عن وضع الأب إذا كان لديه طفلان أو أكثر في المدرسة سواء في التعليم الخاص أو العام.

شكوى أمينة كررها أشرف الذي رأى أن الأزمة التي تمر بها تونس قد أثرت على كل القطاعات وعلى المواطن التونسي، لكنه يصر على أن هدف كل تونسي أن يرى أولاده ناجحين، ويقول “يرغب التونسي أن يكون له أبناء متفوقون في الدراسة سواء في القطاع الخاص أو العام”.

وضع اقتصادي صعب

وتعيش تونس وضعا اقتصاديا صعبا في السنوات القليلة الماضية، فمعدلات التضخم لامست حدودا غير مسبوقة، ودخل هذا البلد في مفاوضات مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بقيمة نحو ملياري دولار.

ونقلت وسائل إعلام تونسية عن رئيسة غرفة رياض الأطفال، نبيهة كمون، وجود تراجع بنسبة 50% في أعداد الأطفال المسجلين في رياض الأطفال للعالم الدراسي 2023/ 2024.

ورأت كمون أن ذلك قد يؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، فضلاً عن حرمان فئات واسعة من الأطفال من حق اكتساب المعارف في مرحلة ما قبل الدراسة.

خطط مستقبلية

من جهته، يفيد سمير ين مريم، مدير عام الطفولة في تونس، أن الإحصائيات الموجودة لدى المديرية عن سنة 2022/ 2023 تبين أن نسب التغطية بلغت نحو 42%، وتمكنت المؤسسات من احتضان أكثر من 260 ألف طفل، لافتاً إلى سعي المديرية إلى رفع العدد في السنوات المقبلة، وتسجيل 499 ألف طفل في عام 2030 ليفوق نسبة 60%”.

تنقسم مرحلة إيواء الأطفال في تونس في مؤسسات ما قبل الدراسة الإجبارية إلى ثلاث مراحل، وهي محاضن الرضع، ثم فترة ما بين ثلاث إلى خمس سنوات، والمرحلة التحضيرية لما قبل الدراسة، وهي مراحل يكون فيها تعليم الأطفال اختياريا على عكس مرحلة التعليم الأساسي التي يكون فيها الالتحاق بالمدارس إجباريا.


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

لماذا تربك أسعار الصادرات الروسية أسواق القمح؟

قُدمت جميع عروض القمح الروسي في ممارسة شراء طرحتها مصر في الآونة الأخيرة بالسعر نفسه، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *