وفاة الشيخ  القاريء عبد الله كامل

بقي صوته بالقرآن حيا إلى ما شاء الله .
وبقي خشوعه يخاطب القلوب ويملؤها إيناسا بربه .

كتب الشيخ : حامد أحمد الطاهر

مات الشيخ  القاريء عبد الله كامل  ودفن  أمس رحمه الله، ووسد جسده الثرى كغيره من بقية البشر .

غاب الجسد حينما أهيل عليه التراب ، وانصرف الناس من حيث أتوا وقد تركوه لربه .

ولكن !!

بقي صوته بالقرآن حيا إلى ما شاء الله .

وبقي خشوعه يخاطب القلوب ويملؤها إيناسا بربه .

وبقيت خطبه ولقاءاته ترنيمة عذبة لمن أراد الذكرى .

وعاشت من بعده أعمال لم يوفق إلى معشارها غيره وهو ابن ستين أو سبعين .

توفي وقد شهد له أهل السنة بالصلاح والتقوى ، والله حسيبه ، ولا يشمت فيه ولا يشنؤه إلا قليل الدين أو الأصل ممن لم يتلق تربية لا في بيت أهله ، ولا بين من زعم أنهم شيوخه .

سترتفع الأيادي دعاء له ، وتنعقد عليه الخناصر ترضيا عليه وسلاما ومحبة .

لقد ذهب جسد وبقيت روح وذكرى .

وغاب بدن وبقي درس واحد يعلمه الله تعالى لعباده :

أن من تولاه الله فقد كفاه ، وسخر له من الأسباب ما يرفع به الذكر ، ويجدد له المحبة ، ويعلن به عن بشراه له في الدنيا .

فلعلها وجبت يا عبد الله.

وإني لأغبط أرضا شهدت وفاتك ودفنك والصلاة عليك.

سلام عليك يا أخي ما بقي الكون بأمر خالقه .

وسلام عليك ما دعا لك المؤمنون .

وسلام عليك بعدد أنفاسك التي جعلتها لله دعوة .

وسلام عليك بعدد حروف ما قرأت من كتاب ربك .

وسلام عليك بعدد ما تلوت القرآن وذكرت ربك .

وسلام عليك بعدد ما صليت على نبيك وتركت خلفك ما يترنم به عليه صلاة وتسليما .

تولى الله خلفك وذريتك وأهلك.

وألحقك بنبيك وصحبه والسلف ، ومن كنت لهم تابعا .

رحم الله ضعفك ، وجازاك بفقد كريمتيك وحبيبتيك جنانا وفردوسا.

سلام عليك يا عبد الله !!


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث

منذ حوالي ساعة وفيما يستفّ الجوع أجساد الغزاويين، يقرع صوت غزة أسماع عالم عربي طويل، ثم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *