إن نعمة الابن من أعظم النعم في الحياة بعد الإيمان بالله سبحانه وتعالى، فمن رزقه الله ابنًا فليقم بتربيته تربية إسلامية ذات إيمان، وخلق، وعلم حتى لو ينفق عليه ملء الأرض ذهبًا لصلاح ابنه.
إن الفتن قد كثرت، وانتشرت الشهوات، وظهرت الشبهات في البر والبحر والجوِّ، وأرسلت الشياطين جنودهم بأسلحتهم يصطادون العقول، ويشككون في القلوب جهلًا، وظلمًا، وإثمًا إلا مَنْ عَصَمَه الله.
عباد الله؛ إن نعمة الابن من أعظم النعم في الحياة بعد الإيمان بالله سبحانه وتعالى، فمن رزقه الله ابنًا فليقم بتربيته تربية إسلامية ذات إيمان، وخلق، وعلم حتى لو ينفق عليه ملء الأرض ذهبًا لصلاح ابنه.
عباد الله؛ ومن أهم الوسائل لصلاح الابن قبل الولادة، وبعدها، هي الدعاء؛ فإن للدعاء تأثيرًا وآثارًا في الأبناء.
وهذا المنهج من ديدن الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم أجمعين؛ وهذا نبي الله إبراهيم عليه السلام لما عسر عليه الولادة دعا ربَّه بأن يرزقه ابنًا صالحًا؛ قال الله تعالى على لسانه: ﴿ {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ} ﴾ [الصافات: 100، 101]، وبعدما رزقه الله ذرية صالحة سأل ربَّه أن يوفقهم بالعبادة؛ قال تعالى على لسانه: ﴿ {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ} ﴾ [إبراهيم: 40].
وكذلك زكرياء عليه السلام، لما وهن عظمه، وشاب رأسه لم ييأس من دعاء ربه لذرية صالحة؛ لأن الابن هو الذي يرثك؛ قال تعالى على لسان زكرياء عليه السلام: ﴿ {كهيعص * ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا * قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} ﴾ [مريم: 1 – 6].
فإن الله سبحانه وتعالى ذكر في محكم تنزيله حُبَّ العبد للذرية الصالحة؛ قال تعالى: ﴿ {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} ﴾ [الأحقاف: 15]، كما ذكر الله سبحانه وتعالى أن من صفات عباد الرحمن يدعون ربهم ذرية طيبة؛ قال تعالى: ﴿ {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} ﴾ [الفرقان: 74].
عباد الله؛ احذروا لعنة الأبناء أثناء غضبكم، وفي مزاحكم، فو الله ما توافقون ساعة الاستجابة إلا وقعت عليهم، وإليكم قصة العلامة الزمخشري صاحب تفسير الكشاف حين دعت عليه أمُّه.
كان الزمخشري مقطوع الساق يمشي على ساق من خشب، وذات يوم جلس يحكي لأصدقائه سبب قطع رِجْله، فـقــال: أمسكت عصفورًا صغيرًا، وربطته بخيط في رجله، فدخل بين حَجَرين، فجذبته بالخيط بعُنْف فانقطعت رجله، فـتألـمـت أمي وقـالـت: قطع الله رِجْلك كما قطعت رجل العصفور.
فلما كَبِرت وأردت السفر لطلب العلم، سقطت من فوق الدابَّة، فانكـســرت رجلي وقُطِعَت واسـتـجـاب الله لـدعـاء أُمِّي.
_____________________________________________________
الكاتب: عبد الإله جاورا أبو الخير
Source link