ديننا الإسلامي دعانا لأن نكون أشد حرصًا على الوقت، ولا نهمله، ولا نضيعه، فقد قال رسول الله – ﷺ -: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن: عمره فيم أفناه، وعن علمه …»
إذا أردنا أن ننهض من جديد ونبني حضارتنا، فلا بد إذًا منَ المُحَافَظة على الأوقات، والتخلُّص من الأشياء التي تضيع الوقت، فما أحوجنا أن نخطِّط كيف نُنَظم أوقاتنا؛ فن ننهض ونبني حضارتنا فلا بد إذن من المحافظة على الوقت والتخلص من مضيعات الأوقات الوقتُ له قيمة عالية في حياة كل إنسان؛ فالوقت أغلى من الذهب، كيف ذلك؟
الوقت إذا ضاع لا يمكن إرجاعه، أما الذهب فمنَ الممكن أن تعوضه إذا فقدته، وديننا الإسلامي دعانا لأن نكون أشد حرصًا على الوقت، ولا نهمله، ولا نضيعه، فقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن: عمره فيم أفناه، وعن علمه …»، وفي الحديث الآخر: «اغتنم خمسًا قبل خمس: فراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك …»، فبما أن الوقت هو الحياة؛ فيكون المعنى: اغتنم وقتك هذا الذي هو حياتك، قبل أن يأتيك الموتُ فتنقطع عن الدنيا؛ ولذلك يجب على المسلم أن تكون عنده غيرة شديدة على وقته، يجب أن يَتَضَايَق جدًّا إذا ضاع وقته فيما لا ينفع، فهذا من شأن عباد الله العقلاء.
ولكن هناك الكثير من الناس يقولون: لا ندري كيف نقضي أوقاتنا، ولا ندري كيف نمضي هذا الوقت، لا ندري كيف نقتله، ولذلك تسمع منهم عبارات: “زهق، وطفش، وضيق، وملل”، ونحو ذلك.
قال ابن القيِّم – رحمه الله -: “وكذلك يغار المسلم على أوقاته أن يذهب منها وقت في غير رضا محبوبه، وهو الله – عز وجل – فهذه الغيرة من جهة العبد غيرة من المزاحم المعوق القاطع له عن مرضاة محبوبه، لماذا تغار الزوجة من الزوجة الأخرى؟ تغار منها على مَن؟ تغار على الزوج من الزوجة الأخرى؛ لأنها زاحمتها فيه”.
ويصبح الوقت ذا قيمة عندما يكون هناك هدف ورسالة يصبح وقت الإنسان ثمينًا جدًّا، ومن ليس لديهم رسالة ولا هدف أوقاتهم لا قيمة لها، ولذلك لا يشعرون بالوقت وهو يَمضي، ونحن المسلمين أصحابُ رسالة وهَدَف؛ لذلك يجب أن يكونَ لوقتنا أهمية كبيرة جدًّا في إحساسنا وفي شعورنا.
إننا بحاجة إلى أن نستيقظ ونعرف قيمة الحياة، لماذا لا نستشعر المسؤوليَّات التي أُنيطت بنا؟! {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُم إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون: 115]، {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 16]؛ لأننا أصحاب رسالة وأصحاب هَدَف، أصحاب دعوة، أصحاب مسؤوليات.
لا بد من شغل الوقت، وعدم ترْك النفس نهبًا للفراغ، فنفسك إن لم تشغلها بالحقِّ شغلتْكَ بالباطل؛ ولذا يقول رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – لرجل، وهو يعظه: «اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك»؛ هذا حديث صحيح على شرط الشيخَيْن.
فلا بد للمسلم أن يشغل نفسه بطاعة الله، وعليه بالاجتِهاد في العبادة، وقراءة القرآن، وأن يجعل له وردًا يقرؤه كل يوم؛ فقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «خيركم من تعلَّم القرآن وعلمه»، «يقال لقارئ القرآن: اقرأ وارتقِ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا»، ويقول الله – تبارك وتعالى -: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء: 82]، فبذلك تنتصر على أعدائك الحقيقيين: إبليس، والدنيا، والنفس، والهوى.
ولا بد للمسلم أن يحضرَ دروس العلم، ويسمع المحاضرات والخطب الدينية، ويقرأ الكتب المفيدة التي تثقل مواهبه، وتنمِّي ثقافته، ولا يحرم نفسه من هذا الخير الكثير، ولا يُعرِض عن ذكْر الله فيَشْقى؛ {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} [طه: 123 – 126].
وكذلك لا بد للمسلم أن يصلي لله بالليل، ويقرأ القرآن، ويكثر من الدعاء؛ كي يفرج الله كرْبه، ويصلح له أمره – إن شاء الله – وعندما يأنس المسلم بمعية الله تعالى، يشعر بسعادة لا تعدلها سعادة.
فلا بد أن يكون المسلم واعيًا، لا بد أن يكون مخططًا لما يريد أن يفعله، فعلى سبيل المثال: إن إنفاق عشر دقائق في أول كل يوم لكتابة مذكرة صغيرة بما ينبغي أن يتم في هذا اليوم، أو مثل ذلك في آخر كل يوم لما ينوي الإنسان أن يفعله في اليوم التالي – يوفر عناءً كبيرًا، ويجنب المسلم نسيان ما يجب أن يفعله في المستقبل.
كيف تنظِّم وقتك، أخي المسلم؟
من وسائل تنظيم الوقت:
1- تحديد مواعيد الأشياء الثابتة في كل يوم:
مثل تحديد موعد النوم – تحديد موعد الوجبات – وتحديد موعد الزيارات – وتحديد موعد القراءة والمطالَعة… إلخ.
2- التخطيط للمشاوير:
نحن نجد أن المشاوير التي نذهب إليها يوميًّا تأخذ وقتًا من حياتنا؛ ولذلك لا بد أن يفكِّرَ الإنسانُ قبل أن يخرجَ في مشوار ما، ماذا سيفعل؟ وإذا كان عنده أكثر من حاجة يشتريها، يفكِّر قبل أن يخرج: ما هي جميع الحاجات؟
3- عليك أن تعرف قدرتك وسرعتك:
أي تعرف فعليًّا الوقت الذي يتطلبه أداء نشاط معين؛ وذلك حتى يمكنك أن تخطط فعليًّا لأنشطتك المستقبلية.
4- خطط يوميًّا حسب الأولوية:
خُذ وقتًا يوميًّا كل ليلة؛ لتستفيد من اليوم القادم، وسجِّل قائمة بكلِّ ما لديك لتفعله، ثم اختر أي الأشياء ذات الأولوية لتفعله في يومك التالي، بدون تخطيط لليوم، من الممكن جدًّا أن ترتبك، تحتار ويصرف انتباهك للعديد من الأشياء غير النافعة، وإن لم يكن متيسرًا لدينا ما نود فعله، فسنفعل ما تيسر لنا.
5- تجنب التسويف والتأجيل:
أكثر الخطط فعالية هي ما تتضمن فقط ما عليك أن تفعل، وأن تظل تعمل عليه حتى تنتهي منه، ولا تسوف أو تؤجل ذلك العمل.
6- اعمل على شيء واحد أمامك:
وهو ما يعني ألا تدعَ الأشياء الأخرى تربكك وتلهيك عن الشيء المحدد الذي تقوم بإنجازه، دع بقية الأشياء بعيدًا عن ذهنك، بعيدًا عن مجال رؤيتك. إذا فعلتَ ما عليك فقط، فستجد لديك العديد من الأعمال المنجزة، بما يعني إنتاجية عالية وإنجازًا عاليًا، وهو ما يدفعك لمزيدٍ من الاندفاع، وبالتالي المزيد منَ الإنجاز، وهكذا تدور الدائرة.
7- استثمِر وقتك في تعلُّم كيف تؤدِّي الأعمال بكفاءة وفعالية: حدد دومًا موضوعات للتنمية الشخصية، واعمل على تحقيق ذلك.
8- لا تخطط لكل دقيقة من وقتك: لكن فقط حدِّد الأشياء المهمة التي عليك إنجازها، واعرف – بعد ملاحظتك – كم تنفق من الوقت لأداء كل عمل، لتعرف ما الذي يمكن أن يستوعبه يومك فعليًّا، واترك مسافات بينيَّة مناسبة بين كل نشاط وآخر.
9- بعد المراقبة والمعرفة والتخطيط يجيء العمل بهمة وحماس على ما قررت عمله: استعن بالله ولا تعجز، قم فورًا لتحقِّق ما تحلم به.
نصائح العلاَّمة ابن القيم:
ويذكر ابن القيِّم – رحمه الله – أمورًا تساعد في استغلال الوقت، فيقول: إضاعة الوقت أشد من الموت؛ لأنَّ إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها؛ أي: إذا أنت مت انقطعت عن الدنيا، وإذا اشتغلتَ بالأشياء التي تضيع الوقت بلا فائدة، فإنك تكون قد انقطعت عن الله والدار الآخرة.
ولا بد أن يكون عندنا مفهوم واضح للأشياء التي تضيع الأوقات، فليس من ضياع الوقت ما كان في طاعة الله؛ لذلك فإن مساعدة الوالدَيْن، وشراء الأغراض لهما، أو الذهاب بالولد إلى العيادة، ومساعدة أخ في الله في إصلاح سيارته مثلاً، هذه الأشياء لا يمكن أن نعتبرها مضيعة للوقت؛ لأنها من طاعة الله، ولذلك تجد بعض الناس عندهم مفاهيم غريبة في خسارة المال أو ضياع الوقت، يقول: والله نحن ضيعنا من وقتنا العام الماضي عشرة أيام في الحج، ونحن خسرنا آلاف الجنيهات في الحج، هكذا يقولون: كيف تسمونها خسارة؟!
وليس من إضاعة الوقت مثلاً: الصبر على التربية اللازمة لإقامة المجتمع المسلم، ومن لا يقبل ذلك فهو متهور يريد اختصار ما لا يمكن اختصاره، بزعمه أن طريق التربية بطيء وهو مضيعة للوقت؛ ولذا تجد أكثر هؤلاء شعارهم العنف؛ لأنهم يريدون تغيير كل شيء بالقوة وبأسرع طريقة.
كيف تضيع الأوقات؟
تضيع الأوقات في أمور متعددة؛ منها ما يلي:
1- النوم، والأكل، والكلام:
كما ذكر ابن القيم – رحمه الله – فالإسرافُ فيها مضيعة للوقت، فإذا زادت عن حدها صارت مضيعة للوقت، النوم مثلاً نعمة من نِعَم الله، لولا النوم لعشْنا في شقاء، الإنسان مطلوب منه أن يعطي جسده حقه؛ «وإن لجسدك عليك حقًّا»، ولكن ليس معنى هذا أن ينام الإنسان الساعات الطويلة المتواصلة.
بعض الناس يحتاجون ثماني ساعات فعلاً، وبعض الناس تكفيهم ست ساعات، وبعض الناس يكفيهم أقل، وبعض الناس يكفيهم أكثر، والمسألة تعتمد كثيرًا على التعوُّد، وتعتمد على طبيعة جسم الإنسان، وعلى نوع الوظيفة التي يقوم بها… وهكذا.
ومن الأمور المهمة في النوم: القيلولة؛ لقوله – عليه الصلاة والسلام -: «قيلوا؛ فإن الشياطين لا تقيل»، ففي الوقت الذي يكون الشيطان فيه سارحًا يمرح، المفروض أن نكون نحن في نوم، ولا نتأخر في السهر؛ فهو – عليه الصلاة والسلام – قد كره السهر بعد العشاء الآخرة إلا للعلم، أو للأشياء المهمة، أو للضيف مثلاً.
نحن الآن انعكست عندنا الآيات، في وقت نشاط الشياطين نحن ننشط ونشتغل ونعمل، والمفروض أن ننام؛ ولكننا نستفيق، ووقتما ينبغي أن نكون مستفيقين ننام… وهكذا، صحيح أن طريقة الحياة المعاصرة تجبرنا على نظام للاستيقاظ؛ يعني مثلاً: انظر الآن في قضية الدوام وقضية الحصص و… إلخ، تجد أن الحياة مصمَّمة على أنك تستيقظ في وقت القيلولة، ومع ذلك لو استطعت أن تقيل فافعل، ولو استطعت أن تنظِّم جدولك بحيث تنام في وقت القيلولة فافعل.
2- وسائل اللهْو منَ البرامج والمسلسلات، والجرائد والمجلات، والألعاب والمباريات والمسابقات، وغيرها:
فإنها كثيرًا ما توقع في المحرمات، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وهذا حدِّث عنه ولا حرج، والخوض في هذا يدعو للأسى: كيف يضيع التلفزيون أو المسلسلات أوقات المسلمين؟ أو هذه المجلات الفارغة التافهة المنتشرة في الأسواق كيف تضيع أوقات المسلمين والمسلمات؟ هذا شيء في غاية العجب!
3- قضية التسويف:
والتسويف مشكلة كبيرة، داء كبير يحرم من خيرات كثيرة دنيوية وأخروية، والتسويف عادة يحدث للمهمات الضخمة والصعبة، متى يبدأ الناس يؤجِّلون ويسوفون عندما تكون المسألة صعبة؛ فلذلك يجد في نفسه دافعًا للتأخير.
ولا بد أن تعلم – أيها الأخ المسلم – الفرق بين التسويف والتريُّث، فالتريث يعني: أنك تنتظر الفرصة المناسبة، قد تكون الإمكانات والأدوات عندك غير متوفرة، لم يحن الوقت المناسب بعدُ، بينما التسويف أنت تدفع الأمر مع استطاعتك أن تعمله الآن، والحاجة إليه قد قامت، ووقته قد حان، ولكنك تعتذر بأعذار واهية، تقول: ما عندي وقت، لا أستطيع أن أفعله وحدي، أنتظر من غيري أن يساعدني، سأحاول.. سأحاول.
وهناك بعض الناس يشغلون أنفسهم بقضايا تشعرهم أنهم يستفيدون، مع أنهم غفلوا عن أمور أساسية كثيرة، فيتهرب من الشيء المهم ويؤجله، ويشغل نفسه بأشياء تافهة وجانبية، فلو أن إنسانًا عنده غدًا امتحان، المفروض أن ينشغل به، ولكنك تجد أنه يرتب الطاولة والخزانة والكتب، وينشغل بهذه الأشياء، ويقنع نفسه أنه يفعل شيئًا مهمًّا، بينما هو غافل عن الشيء الأساسي.
يقول الإمام ابن القيم – رحمه الله -:
أفضل العبادات في وقت الجهاد: الجهاد، وإن آل ذلك إلى ترك الأوراد، من صلاة الليل وصيام النهار… والأفضل في وقت حضور الضيف مثلاً: القيام بحقه، والأفضل في أوقات السَّحَر: الاشتغال بالصلاة، والقرآن، والدعاء، والذِّكر، والاستغفار، والأفضل في وقت استرشاد الطالب، وتعليم الجاهل: الإقبال على تعليمه.
إن الرسول – صلى الله عليه وسلم – ترك خطبته لكي يعلم أعرابيًّا، قال الأعرابي: يا رسول الله، رجل غريب يسأل عن دينه لا يدري ما دينه، فأقبل عليه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وتَرَكَ خطبته حتى انتهى إليه، فأتى بكرسي من خشب، خِلْتُ قوائمه حديدًا، فقعد عليه، وجعل يعلمني مما علمه الله تعالى.
إذًا؛ فالأفضل في كل وقت أن يكون بحسب الشيء القائم والمطلوب في ذلك الوقت، فإذا أذَّن المؤذن، أيهما يكون أفضل: قراءة القرآن أم إجابة المؤذن؟ قراءة القرآن الحرف بعشر حسنات إلى سبعمائة ضعف، ترديد الأذان أفضل، والأفضل في أوقات الصلوات الخمس: الجد والنصح في إيقاعها على أكمل الوجوه، والأفضل في أوقات ضرورة المحتاج إلى المساعدة بالجاه، أو البدن، أو المال: الاشتغال بمساعدته، وإغاثة لهفته، وإيثار ذلك على أورادك وخلوتك.
فالأفضل في العشر الأواخر من رمضان: لزوم المسجد والخلوة والاعتكاف، دون التصدِّي لمخالطة الناس والاشتغال، حتى لو كان تعليم علم وحلقات وأشياء؛ فالاعتكاف أولى، والأفضل في وقت مرض أخيك المسلم أو موته: عيادته، وحضور جنازته وتشييعه، والأفضل عند فساد الناس: الاشتغال بإصلاحهم ودعوتهم إلى الله – عز وجل.
ومن الأشياء المهمة: معرفة الأولويات، ما هو الأولى؟
ما هو الذي نبدأ به؟
مثلاً: في طلب العلم: وإذا طلبت العلم فاعلم أنه حمل، فأبصر أي شيء تحمل، وإذا علمت بأنه متفاضل، فاشغل فؤادك بالذي هو أفضل.
هل الوقت أغلى أو الذهب؟:
قالوا قديمًا: “إن الوقت من ذهب”، ولكني أقول مع النظرة الثاقبة لهذه المقولة نجد أن الوقت أغلى من الذهب، كيف ذلك؟ الوقت إذا ضاع لا يمكن إرجاعه، أما الذهب فمن الممكن أن تعوضه إذا فقدته؛ فالوقت إذًا أغلى من الذهب، وليس من ذهب – كما يقولون.
فنصيحتي لك – أيها الأخ – أن تتقي الله في عمرك، فكل يوم تطلع شمسه في هذه الدنيا ينادي ابن آدم بقوله: “أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فاغتنم مني؛ فإني لن أعود إلى يوم القيامة“، ويقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ»، ويقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: «الدنيا ملعونة ملعون ما فيها، إلا ذكر الله وما والاه، وعالمًا ومتعلمًا».
وأخيرًا أقول:
حقًّا إننا عندما غفلنا عن قيمة الوقت لقِّبنا بالعالم الثالث، عندما فقدنا أخلاقيات ديننا في العمل تراجعنا، وصرنا في آخر القائمة، فلا بد من العودة والنهوض بمقومات التقدُّم واحترام الوقت.
__________________________________________________________
الكاتب: د. جمال عبدالناصر
Source link