موجة جديدة من التصعيد والتوتر بلغتها العلاقات الهندية الكندية.
فبعد اتهام أوتاو نيودلهي بالضلوع في اغتيال زعيم السيخ في كندا أرديب سينغ نجار، مؤكدة أن لديها ما يكفي من المعلومات التي تعزز ضلوع الهند في مقتله وطردها مدير المخابرات الهندية من البلاد، ردت الهند بالمثل.
وأعلنت في بيان اليوم الثلاثاء أنها طردت دبلوماسياً كندياً ومنحته مهلة خمسة أيام لمغادرة البلاد.
ما القصة؟
فما القصة ومن هو هذا الزعيم المعارض الذي قتل على أرض كندا التي التي تضم أكبر عدد من السكان السيخ خارج ولايتهم الأصلية البنجاب في الهند؟
قُتل زعيم السيخ هذا بالرصاص في شاحنته يوم 18 يونيو 2023، على يد رجلين ملثمين أمام معبد للسيخ في ساري، كولومبيا البريطانية.
وكان الرجل البالغ من العمر 45 عاماً، والذي هاجر إلى كندا خلال التسعينات، مناصراً قوياً لحركة خاليستان، التي تدعو إلى وطن منفصل لمجتمع السيخ العرقي الذي يشكل أقل من 2٪ من سكان الهند، في منطقة البنجاب.
زعيم السيخ أرديب سينغ نجار (رويترز)
لاسيما بعد مقتل عشرات الآلاف من عناصر حركة خاليستان في ذروة التمرد خلال الثمانينات والتسعينات، ضد الجيش الهندي.
تمرد دموي
رغم لجم هذا التمرد الدموي لاحقا، ظلت لتلك الحركة الانفصالية شعبية بين سيخ الشتات، خصوصا في كندا التي تضم أكبر عدد من السكان السيخ خارج البنجاب.
وشهدت عدة مناطق كندية احتجاجات أمام البعثات الدبلوماسية الهندية مرارا وتكرارا، وفي كل مرة كانت تثير حساسية الحكومة الهندية.
فمن المعروف أن السلطات الهندية، تلاحق الانفصاليين السيخ بشراسة. وفي مارس/آذار، ذهبت إلى حد تقييد خدمات الإنترنت لنحو 30 مليون شخص لمطاردة زعيم سيخ آخر يدعم حركة خاليستان، وفق مجلة “التايم”
كما تنظر إلى الناشطين السيخ باعتبارهم تهديداً لأمنها القومي.
فيما تفتح كندا لهم الساحات تنفيذا وصونا لحرية التعبير في البلاد. ما يوتر العلاقات بين الجانبين بشكل مستمر.
السيخ في كندا (رويترز)
لقاء جاف بين ترودو ومودي
ولعل آخر فصول هذا التوتر قبل اليوم، جاء خلال قمة مجموعة الدول العشرين التي عقدت الشهر الماضي في نيودلهي، حيث أثار رئيس وزراء كندا جاستن ترودو موضوع الاغتيال هذا مع نظيره الهندي، ناريندرا مودي ما أزعج بلا شك نيودلهي.
فيما أعرب مودي خلال اللقاء عن “قلقه البالغ حيال تواصل الأنشطة المناهضة للهند التي يقوم بها عناصر متطرفون في كندا” خلال اجتماعه مع ترودو، وفق بيان صدر عن الحكومة الهندية.
ولطالما اشتكت الهند من أنشطة السيخ في الخارج، تحديدا في كندا، والتي تعتبر نيودلهي بأنها قد تؤدي إلى إحياء حركة انفصالية للسيخ.
وبدا التوتر واضحاً بين الرجلين، لاسيما بعدما امتنع الإعلام الرسمي في الهند عن تغطية نشاطات ترودو خلال تلك القمة.
والأسبوع الماضي أعلنت كندا تأجيل زيارة وزير تجارتها للهند والتي كانت مقررة في أكتوبر المقبل، دون أن تحدد سبب التأجيل.
جاء هذا الإعلان بعد أن أعلن البلدان أنهما أوقفا المحادثات التجارية مع بعضهما البعض، بعد أشهر من اتفاقهما على توقيع اتفاق مبدئي لزيادة التجارة الثنائية والاستثمار بحلول هذا العام.
Source link