فهذه فوائد مختصرة من شرح الأربعين النووية, للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين…أما بعد: فهذه فوائد مختصرة من شرح الأربعين النووية, للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
النية:
& النيات جمع نية وهي القصد…وشرعًا: العزم على فعل العبادة تقربًا إلى الله تعالى.
& المقصود من النية تمييز العادات من العبادات, وتمييز العبادات بعضها من بعض.
& قال بعض أهل العلم: عبادات أهل الغفلة عادات, وعادات أهل اليقظة عبادات
& عبادات أهل الغفلة عادات مثاله: من يقوم ويتوضأ ويصلي ويذهب على العادة وعادات أهل اليقظة عبادات مثاله: من يأكل امتثالًا لأمر الله, يريد إبقاء نفسه, ويريد التكفف عن الناس, فيكون عبادة.
& النية محلها القلب, ولا ينطق بها إطلاقًا, لأنك تتعبد لمن يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور,…لم يرد عن رسول الله صل الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضوان الله عليهم أنهم كانوا يتلفظون بالنية, ولهذا فالنطق بها بدعة, ينهي عنه سرًا أو جهرًا.
& إذا قال قائل: قول المُلبي: لبيك اللهم عمرة, ولبيك حجًا, ولبيك اللهم عمرة وحجًا, أليس هذا نطقًا بالنية؟ فالجواب: لا, هذا من إظهار شعيرة النسك.
أمور تحتّم على طلب العلم:
& هناك ثلاثة أمور تحتم على طلب العلم: الأول: بدع بدأت تظهر شرورها. الثاني: الإفتاء بغير علم. الثالث: جدل كثير في مسائل بغير علم.
الأعمال, والأعمال القلبية:
& الأعمال جمع عمل, ويشمل أعمال القلوب, وأعمال النطق, وأعمال الجوارح.
& الأعمال القلبية: ما في القلب من الأعمال: كالتوكل على الله, والإنابة إليه, والخشية منه وما أشبه ذلك.
& الغيبة فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها: ذكرك أخاك بما يكره في غيبته, فإن كان في حضوره فهو سب, وليس بغيبة, لأنه حاضر يستطيع أن يدافع عن نفسه.
غيبة العلماء, والأمراء:
& لا تتهاونوا باغتياب العلماء السابقين واللاحقين, لأن غيبة العلماء ليست قدحًا في شخصه فقط, بل في شخصه وما يحمله من الشريعة, لأنه إذا ساء ظن الناس فيه فإنهم لن يقبلوا ما يقول من شريعة الله, وتكون المصيبة على الشريعة أكبر.
& إذا وجد فيكم من لسانه منطلق في العلماء فانصحوه وحذروه وقولوا له: اتق الله أنت لم تتعبد بهذا وما الفائدة من أن تقول فلان فيه بل قل: هذا القول فيه كذا
& غيبة الأمراء أعظم من غيبة عامة الناس, لأن غيبتهم تؤدي إلى كراهتهم, وإلى التمرد عليهم, وإلى عدم تنفيذ أوامرهم التي يجب تنفيذها, وربما تؤدي إلى الخروج المسلح عليهم, فيحصل بذلك من الشر ما الله به عليم.
معنى شهادة أن لا إله إلا الله:
أي: أن يعترف الإنسان بقلبه ولسانه بأنه لا معبود حق إلا الله عز وجل, وأشهد: بمعنى أقر بقلبي ناطقًا بلساني والشهادة باللسان لا تكفي بدليل أن المنافقين يشهدون لله عز وجل بالوحدانية ولكنهم…يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم فلا ينفعهم.
الاستغاثة بالرسول عليه الصلاة والسلام:
& من الضلال البّين أن يستغيث أحد برسول الله صلى الله عليه وسلم بل هذا من الشرك فلو جاء إنسان مهموم مغموم إلى قبر النبي وقال: يا رسول الله أغثني فإنني مهموم مغموم, فيكون هذا مشركًا شركًا أكبر.
قول البعض إذا مات إنسان: انتقل إلى مثواه الأخير:
ننبه إلى ما نسمعه من قول بعض الناس…إذا مات إنسان قالوا: انتقل إلى مثواه الأخير” وهذا غلط عظيم, ولولا أننا نعلم مراد قائله لقلنا إنه ينكر البعث, لأنه إذا كان القبر مثواه الأخير فهذا يتضمن إنكار البعث, فالمسألة خطيرة.
تنبيه على كلمة دارجة:
& أود أن انبه على كلمة دارجة عند العوام, حيث يقولون: “يا من أمره بين الكاف والنون”, وهذا غلط عظيم, والصواب يا من أمره بعد الكاف والنون, لأن ما بين الكاف والنون ليس أمرًا فالأمر لا يتم إلا إذا جاءت الكاف والنون
قول منكر فاحش:
& الخيانة لا يوصف الله بها, لأنه نقص بكل حال, فلا يوصف الله تعالى بالخيانة…وبذا نعرف أن القول ” خان الله من يخون “, قول منكر فاحش, يجب النهي عنه, ووصف ذم لا يوصف الله به.
من قال: إن الملائكة عبارة عن قوى الخير وأن الشياطين كناية عن قوى الشر:
& الملائكة: أجسام بلا شك…وأما من قال إنهم أرواح لا أجسام لهم, فقوله منكر وضلال, وأشدّ منه نكارة من قال: إن الملائكة كناية عن قوى الخير التي في الإنسان, والشياطين كناية عن قوى الشر, فهو من أبطل الباطل.
الدعاء قد يرد القضاء:
& اعلم أن الدعاء قد يرد القضاء كما جاء في الحديث «(( لا يرد القدر إلا الدعاء))» وكم من إنسان افتقر غاية الافتقار حتى كاد أن يهلك فإذا دعا أجاب الله دعاءه, وكم من إنسان مرض حتى أيس من الحياة فيدعو فيستجيب الله دعاءه.
فوائد الرضا بالقضاء والقدر:
& إذا علمت أن فعل الله عز وجل الذي هو فعله كله خير اطمأننت إل مقدور الله عز وجل واستسلمت تمامًا وكنت كما قال الله {﴿ وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ يَهۡدِ قَلۡبَهُ﴾} [التغابن:11]قال علقمة هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم
& الإنسان إذا رضي بالقدر حقًا استراح من الحزن والهم.
أهل الكتاب من اليهود والنصارى:
& يخطئ خطأ كبيرًا من يقول: إن أهل الكتاب مؤمنون بالله, وكيف يكون كذلك وهم لم يقبلوا شرع الله ولم يذعنوا له,
& اليهود والنصارى حين بعث رسول الله كفروا به وليسوا بمسلمين ودينهم باطل ومن اعتقد أن دينهم صحيح مساوٍ لدين الإسلام فهو كافر خارج عن الإسلام فالإيمان قبول وإذعان.
المؤمن القوي خير وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف:
& المؤمن القوي, المراد المؤمن القوي في إيمانه لا في جسمه, فكم من إنسان قوي الجسم لكن لا خير فيه. وبالعكس.
& لو كتبت هذه الجملة ” المؤمن القوي خير وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف ” على لوحة كبيرة فوق ملعب رياضي, على أن المراد قوي العضلات فإن هذا لا يجوز.
الجنين:
& إذا سقط بعد نفخ الروح فيه فإنه يغسل, ويكفن, ويصلى عليه, ويدفن في مقابر المسلمين, ويسمى, ويعق عنه, لأنه صار آدميًا إنسانًا فيثبت له حكم الكبير.
& بعد نفخ الروح فيه يحرم إسقاطه بكل حال, فإذا نفخت فيه الروح فلا يمكن إسقاطه, لأن إسقاطه حينئذ يكون سببًا لهلاكه, ولا يجوز قتله وهو إنسان.
الحذر من الابتداع:
& تحريم إحداث شيء في دين الله ولو عن حسن قصد, ولو كان القلب يرق لذلك ويقبل عليه…هذا من عمل الشيطان.
العمل الذي يوافق الشريعة لا بد من أمور ستة:
& وليعلم أن المتابعة لا تتحقق إلا إذا كان العمل موافقًا للشريعة في أمور ستة: سببه, وجنسه, وقدره, وكيفيته, وزمانه, ومكانه.
الاهتمام والعناية بالقلب:
& المدار في الصلاح والفساد على القلب, إذا صلح صلح الجسد كله, وإذا فسد فسد الجسد كله.
& طهر قلبك من الشرك والبدع والحقد على المسلمين والبغضاء, وغير ذلك من الأخلاق أو العقائد المنافية للشريعة, فإن القلب هو الأصل.
الداعية إلى الله عز وجل:
& لا تحزن أيها الداعي إلى الله إذا لم تقبل دعوتك, فإذا أديت ما يجب عليك فقد برئت الذمة والحساب على الله تعالى…لكن اعلم أنك إذا قلت حقًا تريد به وجه الله فلا بد أن يؤثر…فلا بد لكلمة أن تؤثر, لكن قد تؤثر فورًا وقد تتأخر.
الكلام والسكوت:
& يقال إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب كم من كلمة ألقت في قلب صاحبها البلاء, والكلمة بيدك ما لم تخرج من لسانك, فإن خرجت من لسانك لم تملكها…وإذا دار الأمر بين أن أسكت أو أتكلم فالمختار السكوت, لأن ذلك أسلم
& الحث على حفظ اللسان لقوله صلى الله عليه وسلم: (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت ))…احرص على أن لا تتكلم إلا حيث كان الكلام خيرًا, فإن ذلك أقوى لإيمانك, وأحفظ للسانك, وأهيب عند إخوانك.
حسن تعليم الرسول عليه الصلاة والسلام:
& حسن تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يذكر الشيء مجملًا ثم يفصله, لقوله: (( الدين النصيحة ))
& وقوع الشيء مجملًا ثم مفصلًا من أسباب رسوخ العلم, لأنه إذا أتى مجملًا تطلعت النفس إلى بيان هذا المجمل, فيأتي البيان والنفس متطلعة إلى ذلك متشوقة, فيرسخ في الذهن أكثر مما لو جاء البيان من أول مرة.
& حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم وذلك بضرب الأمثال المحسوسة لتتبين بها المعاني المعقولة, وهذا هو طريقة القرآن الكريم, قال الله تعالى: {﴿ وَتِلۡكَ ٱلۡأَمۡثَٰلُ نَضۡرِبُهَا لِلنَّاسِۖ وَمَا يَعۡقِلُهَآ إِلَّا ٱلۡعَٰلِمُونَ ﴾} [العنكبوت:43]
& من حسن التعليم أن المعلم يقرب الأشياء المعقولة بالأشياء المحسوسة, لقوله: ((كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه ))
& حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم حيث يرد كلامه أحيانًا بالتقسيم, لأن التقسيم يحصر المسائل ويجمعها, وهو أسرع حفظًا وأبطأ نسيانًا.
كتبه/ فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
Source link