منذ حوالي ساعة
ما النساء اللاتي حذَّرنا الرسول صلى الله عليه وسلم منهن؟ وما صفاتهن؟
المرأة الصالحة سببٌ لسعادة الزوج والأولاد والأسرة، قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم: «الدنيا متاعٌ، وخيرُ متاعِ الدنيا المرأةُ الصالحةُ»؛ لذا نصحنا صلى الله عليه وسلم باختيارها والفوز بها، وبالمقابل حذَّرنا من المرأة السيئة التي تكون سببًا في تعاسة الزوج والأولاد، فقال صلى الله عليه وسلم: «إِيَّاكُمْ وخَضْرَاءَ الدِّمَنِ»، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّه، ومَا خَضْرَاءُ الدِّمَنِ؟ قَالَ: «الْمَرْأَةُ الْحَسْنَاءُ فِي مَنْبِتِ السَّوْءِ».
والسؤال هنا يا عباد الله: ما النساء اللاتي حذَّرنا الرسول صلى الله عليه وسلم منهن؟ وما صفاتهن؟
يا عباد الله، السنة النبوية جاءت مبينة لبعض الصفات السيئة التي تتصف بها بعض النساء؛ تحذيرًا وتهديدًا لمن اتصف بمثلهنَّ، ومن هذه الأحاديث:
أولًا: المرأة التي ترفض فراش زوجها، عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح»؛ (رواه البخـاري).
ثانيًا: المرأة التي لا تحتشم في لباسها، عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صنفان من أهل النار لم أَرَهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر، يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مُميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البُخْت المائلة، لا يدخلنَ الجنة ولا يَجدن ريحها، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا»؛ (رواه مسلم).
ثالثًا: المُتشبِّهات من النساء بالرجال، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمُتشبِّهات من النساء بالرجال»؛ (رواه البخاري).
رابعًا: المرأة النائحة؛ وهي التي تبكي على الميت، وتذكر خصاله، وصفاته على سبيل يُوحي بالاعتراض على قدر الله عَزَّ وَجَلَّ، عن ابن مسعود رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لطم الخدود، وشقَّ الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية»؛ (رواه البخـاري).
خامسًا: المرأة التي تبالغ في الحداد على الميت فوق ثلاث ليالٍ إلا على زوجها، عن أم عطية رضي الله عنها مرفوعًا: ” «لا تُحِدُّ امرأة على الميت فوق ثلاث، إلا على زوج أربعة أشهر وعشرًا» “؛ (متفق عليه).
سادسًا: الواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة، الواصلة هي التي تصل رأس غيرها، والمستوصلة هي التي تطلب أن يفعل ذلك بها، ووصل شعر الرأس بالشعر مُحرَّم؛ بل هو من الكبائر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن من فعله، أما وصل الشعر بغير شعر، اختلف فيه أهل العلم.
أما الوشم يا عباد الله؛ فهو أن يغرز العضو حتى يسيل الدم، ثم يحشى موضع الغرز بكحل أو نيل أو مداد أخضر، أو غير ذلك، فيخضر الموضع الموشوم أو يزرق، والواشمة هي التي تعمل الوشم، والمستوشمة التي تطلب أن يفعل ذلك لها؛ عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: “لعن النبي صلى الله عليه وسلم الوَاصِلَةَ والمُسْتَوْصِلَةَ، والوَاشِمَةَ والمُسْتَوشِمَةَ”؛ (متفق عليه).
سابعًا: النامصة والمتنمصة؛ والنامصة هي التي تأخذ من شعر حاجب غيرها، وترقِّقه ليصبح حسنًا، والمتنمصة هي التي تأمُر من يفعل بها ذلك، ورد في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمِّصات، والمتفلجات للحسن، المُغيِّرات خلق الله، فقالت له امرأة في ذلك، فقال: وما لي لا ألعن من لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في كتاب الله؟ قال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7].
قال الله سبحانه وتعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} [التحريم: 10]، أما بعد:
ومن النساء اللاتي حذر منهن الرسول صلى الله عليه وسلم:
ثامنًا: المرأة التي تخرج أمام الرجال وهي مُتعطِّرة بروائح نفَّاذة ولافتة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيما امرأة استعطرت، ثم خرجت، فمرَّت على قوم ليجدوا ريحها، فهي زانية»؛ (صحيح الجامع).
تاسعًا: المرأة التي تطلب الطلاق دون عذرٍ شرعي حقيقي، قال صلى الله عليه وسلم: «أيُّما امرأةٍ سألت زَوجَها الطلاقَ مِن غير بأسٍ، فحرامٌ علَيها رائحةُ الجنَّةِ»؛ (صححه الألباني).
يا عباد الله، حُكي عن أحد الأعراب نصيحة وجَّهها لابنه المقبل على الزواج، فقال له ما يلي: “يا بني، لا تنكح المنَّانة، ولا الأنَّانة، ولا الحنَّانة، ولا الحداقة، ولا البراقة، ولا الشداقة، ولا عشبة الدار”.
والمنانة: هي المرأة دائمة التذكير لزوجها بأنها أعطته، والأنانة: هي المرأة التي تشكو بشكل دائم من الألم والأنين، وأوجاع الأمراض، والحنانة هي التي تحنُّ لأهلها كثيرًا، وتَودُّ الذهاب إليهم، والحداقة هي المرأة التي ترهق الزوج ماديًّا، والبراقة هي المرأة كثيرة التزيُّن، والاهتمام بمظهرها بشكل مفرط لا لإسعاد زوجها، وإنما لاغترارها بجمالها أو إظهاره للناس، والشداقة هي التي تجد صوتها مرتفعًا دومًا، وكثيرة الكلام والكذب، وتجدها تافهة ولا قيمة لحديثها، وعشبة الدار هي المرأة هي التي ستحول بيتك إلى قبر من العفن والنتانة، وعدم الاهتمام بنظافة نفسها أو أولادها.
يا عباد الله، يجب على الرجل أن يكون على علم بالنساء التي حذَّر منهن الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن يبتعد عنهن قدر المُستطاع؛ حتى لا يعيش حياة تملؤها الذنوب والفواحش، وعلى الزوجة أن تعرف هذه الصفات حتى تبتعد عنها، وتحذر منها لتنال رضا الرحمن، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ النِّسَاءِ إِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهَا سَرَّتْكَ، وَإِذَا أَمَرْتَهَا أَطَاعَتْكَ، وَإِذَا غِبْتَ عَنْهَا حَفِظَتْكَ فِي مَالِكَ وَنَفْسِهَا».
______________________________________________________
الكاتب: عدنان بن سلمان الدريويش
Source link