منذ حوالي ساعة
الشيطان يخوِّف الإنسان من الفقر؛ لكيلا ينفق مما في يده في سبيل الله، ويُخيل إليه أنه إذا أنفق افتقَر واحتاج، ولكن الله يطمئن كل مؤمن موقن بقوله: {وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.
قال تعالى {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 268].
فالشيطان يخوِّف الإنسان من الفقر؛ لكيلا ينفق مما في يده في سبيل الله، ويُخيل إليه أنه إذا أنفق افتقَر واحتاج، ولكن الله يطمئن كل مؤمن موقن بقوله: {وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}، مبينًا أن فضل الله لا منتهى له، ورزق الله لا حدَّ له، وخزائنه ملأى لا تنفد أبدًا،
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا، فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ لَهُ مَالُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِلِهْزِمَتَيْهِ –يَعْنِي بِشِدْقَيْهِ– ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا مَالُكَ، أَنَا كَنْزُكَ» ، ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [آل عمران: 180][1].
ولقد بين الله – تبارك وتعالى – أن الفوز والفلاح في ترك البخل والشح فقال: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا. وَيَقُولُ الْآخَرُ: اللهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا» [2].
وعنه أيضًا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قَالَ اللَّهُ عز وجل: أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ، وَقَالَ: يَدُ اللَّهِ مَلْأَى لَا تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ، سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، وَقَالَ: أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَدِهِ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ، وَبِيَدِهِ المِيزَانُ يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ» [3]؛ (رواه البخاري ومسلم).
وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ أَنْ تَبْذُلَ الْفَضْلَ خَيْرٌ لَكَ، وَأَنْ تُمْسِكَهُ شَرٌّ لَكَ، وَلَا تُلَامُ عَلَى كَفَافٍ، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى» [4].
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أَيُّكُمْ مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ»؟، قالوا: يا رسول الله، ما منا أحد إلا ماله أحب إليه من مال وارثه، قال: «فَإِنَّ مَالَهُ مَا قَدَّمَ، وَمَالُ وَارِثِهِ مَا أَخَّرَ» [5]؛ (رواه البخاري).
وعن عبدالله بن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَا حَسَدَ إِلَّا عَلَى اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الكِتَابَ، وَقَامَ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ، وَرَجُلٌ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَالًا، فَهُوَ يَتَصَدَّقُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ» [6].
والمراد بالحسد هنا الغبطة، وهي تمني مثل ذلك، وهذا لا بأس به، بل ربما يكون طاعة، أما الحسد المذموم فهو تمني زوال النعمة وهو حرام.
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا أَنْفَقَتِ المَرْأَةُ مِنْ طَعَامِ بَيْتِهَا غَيْرَ مُفْسِدَةٍ، كَانَ لَهَا أَجْرُهَا بِمَا أَنْفَقَتْ، وَلِزَوْجِهَا أَجْرُهُ بِمَا كَسَبَ، وَلِلْخَازِنِ مِثْلُ ذَلِكَ، لَا يَنْقُصُ بَعْضُهُمْ أَجْرَ بَعْضٍ شَيْئًا» [7].
[1] صحيح: رواه البخاري رقم (1403) في «الزكاة»، باب إثم مانع الزكاة.
[2] متفق عليه: رواه البخاري رقم (1442) في «الزكاة»، باب قول الله تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ﴾ [الليل: 5]، ومسلم رقم (1010) في «الزكاة» باب في المنفق والممسك.
[3] متفق عليه: رواه البخاري رقم (4684) في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ﴾ [هود: 7]، ومسلم رقم (993) في «الزكاة»، باب الحث على النفقة وتبشير المنفق بالخلف.
[4] صحيح: رواه مسلم رقم (1036) في «الزكاة»، باب بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى.
[5] صحيح: رواه البخاري رقم (6442) في «الرقاق»، باب ما قدم من ماله فهو له.
[6] متفق عليه: رواه البخاري رقم (5025) في «فضائل القرآن»، باب اغتباط صاحب القرآن، ومسلم رقم (815) في صلاة «المسافرين»، باب فضل من يقوم بالقرآن.
[7] متفق عليه: رواه البخاري رقم (2065) في «البيوع» باب قول الله تعالى: ﴿ أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ ﴾ [البقرة: 267]، ومسلم رقم (1024) في «الزكاة» باب أجر الخازن الأمين.
Source link