بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ,, – أحمد قوشتي عبد الرحيم

منذ حوالي ساعة

وما درى المسكين أنه واحد من جملة الخلق ، لا يكاد يتميز عليهم بشيء ، وإن كان قد رزق علما أو صلاحا ففي الناس من هو أعلم وأصلح وأتقى

 

بعض الناس يظن في نفسه خيرا وينزلها فوق ما تستحقه ، ويعتقد أنه قد بخس نصيبه في هذه الدنيا ، ولم يعط ما يستحقه من حظوظ ، وربما رأى نفسه مظلوما إذا نزل به بلاء أو ضيق عليه الحال بينما فلان أو علان صحيح معافى ، وكأنه يمن على ربه ، ويشترط على مولاه

 {وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ

وما درى المسكين أنه واحد من جملة الخلق ، لا يكاد يتميز عليهم بشيء ، وإن كان قد رزق علما أو صلاحا ففي الناس من هو أعلم وأصلح وأتقى ، وإن كان قد أصيب ببلية ففي الناس من هو أشد بلاء وأفدح مصابا .

ومن هذا الذي اتخذ عند الله عهدا ، أو ضمن قبول مثقال ذرة من عمل ؟!

وإنما الفضل لله وحده أولا وآخرا ، والمنة له سبحانه على عبيده أجمعين ، وحاشا للرب أن يظلم الناس شيئا {ولكن الناس أنفسهم يظلمون }  ولو آخذ العزيز عباده بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ، لكنه سبحانه يغفر ويرحم ، ويعفو ويحلم .

ومن جميل ما قاله الفضيل بن عياض :

” يا مسكين! أنت مسيء، وترى أنك محسن، وأنت جاهل، وترى أنك عالم، وتبخل، وترى أنك كريم، وأحمق، وترى أنك عاقل، أجلك قصير، وأملك طويل.

قلت- أي الذهبي – إي والله، صدق، وأنت ظالم وترى أنك مظلوم، وآكل للحرام وترى أنك متورع، وفاسق وتعتقد أنك عدل، وطالب العلم للدنيا وترى أنك تطلبه لله” سير أعلام النبلاء 7 / 405 .


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

العلم : سبب القوة في زمن لا يحترم إلا الأقوياء

أَمَرَنَا رَبُّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِأَنْ نَعِيشَ فِي الدُّنْيَا وَنَحْنُ نَأْخُذُ بِجَمِيعِ أَسْبَابِ الْقُوَّةِ Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *