يا أهل فلسطين: اثبتوا فإنكم على الحق – أبو الهيثم محمد درويش

ما حدث ويحدث لأهلنا في فلسطين على أيدي أشد الناس عداوة للذين آمنوا تنفطر له القلوب وتذهل منه العقول، حتى أن بعض ضعاف القلوب بدأوا يهتزوا ويضعف إيمانهم.

ما حدث ويحدث لأهلنا في فلسطين على أيدي أشد الناس عداوة للذين آمنوا تنفطر له القلوب وتذهل منه العقول، حتى أن بعض ضعاف القلوب بدأوا يهتزوا ويضعف إيمانهم.

والحقيقة الناصعة أن هذا الضعف أو الشك بسبب اختلال ميزان العقيدة والتفكير القاصر على الحياة الدنيا دون حساب حقيقي لميزان الآخرة الذي ستتحقق فيه العدالة الكاملة وتكتمل كل القصص,, فقصص الدنيا ناقصة غير مكتملة، فهل اكتملت قصة يحيى عليه السلام برأسه المقطوعة من أجل بغية من بغايا بني إسرائيل، أم تكتمل عندما يكرم يحيى كرامات الشهداء ويرفع فوق الرؤوس وينتقم الله من القتلة، وكذا قصة أبيه زكريا الذي قتلوه ظلما وشقوا معه الشجرة التي احتوته خوفاً من أن يأخذ بثأر ابنه,,, إنما تكتمل هذا القصة يوم يأخذ زكريا حقه وزيادة وينال القاتل جزاءه.

أهلنا في فلسطين اليوم ثابتون صامدمون أمام أشد الناس عداوة للذين آمنوا، وعقيدة المؤمن هي الولاء المطلق للمؤمنين والعداء الكامل لليهود الغاصبين ومن عاونهم.

والمسلمون اليوم مطالبون ببذل قصارى جهدهم لنصرة إخوانهم كل بما يستطيع على مستوى الدول والجيوش والأفراد.

وأهلنا في فلسطين أهداهم النبي صلى الله عليه وسلم وصية تريح القلوب وتطرب لها الأفئدة فقتلانا في الجنة وقتلاهم في النار,,, ومواساتهم نفس مواساة الطفل لأمه يوم قال لها وهي ترمى في النار : «يا أمه، اصبري فإنك على الحق»

[روى الإمام مسلم في صحيحه عن صهيب الرومي] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” «كان ملك فيمن كان قبلكم، وكان له ساحر، فلما كبر، قال للملك: إني قد كبرت، فابعث إلي غلاما أعلمه السحر، فبعث إليه غلاما يعلمه، فكان في طريقه، إذا سلك راهب فقعد إليه وسمع كلامه، فأعجبه فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه، فإذا أتى الساحر ضربه، فشكا ذلك إلى الراهب، فقال: إذا خشيت الساحر، فقل: حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلك فقل: حبسني الساحر، فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس، فقال: اليوم أعلم آلساحر أفضل أم الراهب أفضل؟ فأخذ حجرا، فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة، حتى يمضي الناس، فرماها فقتلها، ومضى الناس، فأتى الراهب فأخبره، فقال له الراهب: أي بني أنت اليوم أفضل مني، قد بلغ من أمرك ما أرى، وإنك ستبتلى، فإن ابتليت فلا تدل علي، وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص، ويداوي الناس من سائر الأدواء، فسمع جليس للملك كان قد عمي، فأتاه بهدايا كثيرة، فقال: ما هاهنا لك أجمع، إن أنت شفيتني، فقال: إني لا أشفي أحدا إنما يشفي الله، فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك، فآمن بالله فشفاه الله، فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس، فقال له الملك: من رد عليك بصرك؟ قال: ربي، قال: ولك رب غيري؟ قال: ربي وربك الله، فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام، فجيء بالغلام، فقال له الملك: أي بني قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص، وتفعل وتفعل، فقال: إني لا أشفي أحدا، إنما يشفي الله، فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب، فجيء بالراهب، فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى، فدعا بالمئشار، فوضع المئشار في مفرق رأسه، فشقه حتى وقع شقاه، ثم جيء بجليس الملك فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى فوضع المئشار في مفرق رأسه، فشقه به حتى وقع شقاه، ثم جيء بالغلام فقيل له ارجع عن دينك، فأبى فدفعه إلى نفر من أصحابه، فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا، فاصعدوا به الجبل، فإذا بلغتم ذروته، فإن رجع عن دينه، وإلا فاطرحوه، فذهبوا به فصعدوا به الجبل، فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت، فرجف بهم الجبل فسقطوا، وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ قال: كفانيهم الله، فدفعه إلى نفر من أصحابه، فقال: اذهبوا به فاحملوه في قرقور، فتوسطوا به البحر، فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه، فذهبوا به، فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت، فانكفأت بهم السفينة فغرقوا، وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ قال: كفانيهم الله، فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به، قال: وما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد، وتصلبني على جذع، ثم خذ سهما من كنانتي، ثم ضع السهم في كبد القوس، ثم قل: باسم الله رب الغلام، ثم ارمني، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني، فجمع الناس في صعيد واحد، وصلبه على جذع، ثم أخذ سهما من كنانته، ثم وضع السهم في كبد القوس، ثم قال: باسم الله، رب الغلام، ثم رماه فوقع السهم في صدغه، فوضع يده في صدغه في موضع السهم فمات، فقال الناس: آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، فأتي الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر؟ قد والله نزل بك حذرك، قد آمن الناس، فأمر بالأخدود في أفواه السكك، فخدت وأضرم النيران، وقال: من لم يرجع عن دينه فأحموه فيها، أو قيل له: اقتحم، ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها، فقال لها الغلام: يا أمه، اصبري فإنك على الحق» “.


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

وما توفيقي إلا بالله – طريق الإسلام

ما أعظم أن يسير المرء في طريق الخير، ويستقيم عليه، وترعاه عناية الله في كل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *