وتبقى الحروب الصليبية ضد أمتنا هي العنوان العريض، ما إن تنتهي الحملة الأولى، إلَّا وتطل الثانية برأسها، وتُكشِّر عن أنيابها.
منذ بزوغ شمس الإسلام تعرَّضت أمَّتُنا الإسلامية لهزَّات عنيفة كادت أن تقضي عليها، وتمحو أثرها، وتستأصلها من جذورها.
اقرءوا إن شئتم {هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا} [الأحزاب: 11]، وأي ابتلاء أعظم من تمايُز الصفوف في معركة وجودية لا تقبل المداهنة، أو الوقوف على الحياد!
ثم توالت الأحداث الجِسام على دولة الإسلام الناشئة، فما إن لحق رسولنا صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى، إلَّا وأعلنت الكثير من القبائل العربية رِدَّتَها عن الإسلام، وتمرُّدَها على الخليفة.
أما ثالثة الأثافي، فكانت في القرن السادس الهجري حين استباح هولاكو بغداد 40 يومًا، فكانت النتيجة إبادة جماعية تشيب لهولها الولدان.
وتبقى الحروب الصليبية ضد أمتنا هي العنوان العريض، ما إن تنتهي الحملة الأولى، إلَّا وتطل الثانية برأسها، وتُكشِّر عن أنيابها.
ومع كلِّ ما سبق من تطهير عِرْقي، وإبادة جماعية ضد المسلمين لكن قوة الإسلام تكمُن في ذاته، ولا يُمكن لأي قوة من قوى الشَّر أن تهزمه، أو تحجب نوره المنبثق من نور الوحي {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 6].
إذًا لا ينبغي أن نُصاب بالإحباط، أو نسمح لليأس أن يتسلل إلى قلوبنا {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} [آل عمران: 173، 174].
________________________________________________________
الكاتب: دحان القباتلي
Source link