كلما كان المسلم صبورًا، نال الثواب من الله، وخاصة في أوقات البلاء؛ قال ﷺ: «عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء، شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء، صبر، فكان خيرًا له».
قال صلى الله عليه وسلم: «ما أُعطِيَ أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر».
كلما كان المسلم صبورًا، نال الثواب من الله، وخاصة في أوقات البلاء؛ قال صلى الله عليه وسلم: «عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء، شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء، صبر، فكان خيرًا له».
يقول ابن باز رحمه الله عن الصبر: “والصبر واجب متعيَّن، بحيث يكُفُّ يده ولسانه وجوارحه كلها عما لا ينبغي، فلا ينوح ولا يشق ثوبًا، ولا يلطم خدًّا، بل يحتسب، ويصبر، ويعلم أن ذلك من عند الله، فيحتسب ذلك، ويكف جوارحه عما لا ينبغي.
وللصبر ثلاثة أنواع:
صبر على طاعة الله بالجهاد وأداء الحقوق.
وصبر عن معاصي الله بالكف عما حرم الله قولًا وعملًا.
ونوع ثالث: هو الصبر على قضاء الله وقدره، مما يصيب الناس من جراح، أو قتل، أو مرض، أو غير ذلك”؛ [مجموع الفتاوى للشويعر].
ومن القصص المؤثرة عبر التاريخ في الصبر قصة آل ياسر.
كان آل ياسر من أوائل من أعلنوا إسلامهم من موالي قريش، وأخفَوا هذا الإسلام مدة أربع سنوات، إلى أن علِم أسياد بني مخزوم بالأمر، فغضِبوا غضبًا شديدًا، وأنزلوا بهم أشد العذاب، فإذا اشتد الحر، وارتفعت حرارة الشمس وقت الظهيرة، خرجوا بعمار وأمه وأبيه برمضاء مكة، والرمضاء: هي الرمال ذات الحرارة المرتفعة، فيعذب أحدهم تحت أشعة الشمس الحارقة حتى لا يدري ما يقول، وقصة ابتلاء آل ياسر تتمحور عندما أُحْرِقَ عمار بالنار، ووضع الصخر الملتهب على جسده، وعُذِّب والده حتى لفَظ أنفاسه تحت التعذيب، وأمه سطَّرت أروع البطولات في الصبر والثبات على المبدأ عند وقوفها في وجه أبي جهل، وإغلاظها القول له، حتى أغضبته، فطعنها طعنةً قاتلةً في قُبُلِها؛ لتكون بذلك أول شهيدة في الإسلام.
وفي خضم تلك العذابات المستمرة كان يمر عليهم الرسول عليه السلام، فيحزن لعذابهم، ويواسيهم بزفِّ البشرى لهم؛ بقوله: «صبرًا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة»، فكانت تلك البشارة سببًا في ثباتهم وصبرهم، حتى ضربوا أروع الأمثلة في الصبر والثبات على مبدأ الحق إلى يوم الدين.
فإذا ضاقت بك الدنيا، وغمرتك الأوجاع، وضجَّت في عروقك الآلام، وجاءت الأمور على غير ما تريد، واختنقت بالتعب، فلا تجزع، ولا تسخط، فالبلاء يذهب ويبقى أثره وأجره، وكيف تعاملت معه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن عِظَمَ الجزاء مع عِظَمِ البلاء، وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رَضِيَ فله الرضا، ومن سخط فله السخط».
ولا تلتفت للناس في مصيبتك، بل اجعل وجهتك لله، هو الفارج، الناصر، وتذكر مهما طال البلاء، فلا بد من أن يزول، وفي كل بلاء يجعل منك أقرب لله، استشعر نعمة الابتلاء، وهي أن الله يحبك لذلك ابتلاك، اقترب منه، واطلب عونه تنتصر بإذن الله.
Source link