منذ حوالي ساعة
من حق الشخص أن يبكي وأن يضحك، أن يفرح وأن يحزن؛ بل من حقه أن يهرب وأن يضعف من أجل أن يقوى، وكي ينشأ من جديد فقمة التهالُك الذاتي وعدم الاستقرار النفسي عندما نجبر أرواحنا أن تبدو على غير ما تشعر به…
تروي لنا الأيام قصتنا من أفواه المواقف، فحين قال الله سبحانه وتعالى لسيدنا موسى عليه السلام: {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} [طه: 41] كانت تلك الحياكة بكثرة الحكايات وسطوة المشاعر، ومن كل لبنة شعور يبني له حياة لا تمثل سواه، ستواجه ما تحتاج وترى ما تريد، ستعلم أن حقيقة الحياة تنبع من داخلك، وأنك تتعرف عليها من خلال من تعرف، ستلتمس أين تجد قبسك؟ وستشعر أين تجد هُداك؟.
ستمسك بخوفك ليعود إلى عوده، فاترك العنان لنفسك بالسطوع والنهل من مشاربها كي تصنع شخصًا لا يجيد التصنع، فمن حق الشخص أن يبكي وأن يضحك، أن يفرح وأن يحزن؛ بل من حقه أن يهرب وأن يضعف من أجل أن يقوى، وكي ينشأ من جديد فقمة التهالُك الذاتي وعدم الاستقرار النفسي عندما نجبر أرواحنا أن تبدو على غير ما تشعر به، فعندما تجتاحنا عوامل التغيير كن مستيقظًا، سيرسل الله إليك من يركض خلفك كي يدركك ويقول لك: انجُ بنفسك وستجد من يكون في استقبالك؛ ليسمعك دون أن يعرفك، ويُبشِّرك بقوله: إنك نجوت.
سيُعوِّضك ويُهذِّبك بكثير من العثرات والهفوات، لتستقيم بالدعوات، فكل ما يحدث كان يجب أن يحدث من أجل أن نكون أفضل وأجمل، وما عليك سوى أن تتبصَّر وأن تسأل الله دومًا وتردِّد: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص: 24]، فقط كن مع الله سيكون الله معك.
_____________________________________________________
الكاتب: مشاعل سعد العتيبي
Source link