منذ حوالي ساعة
حرب غزة الآن أعادت الوعي، ودفعت بالكثير لإعادة النظر في طبيعة الصراع وحقيقة المعركة بين الأمة وأعدائها التاريخيين من القوى الصليبية ووكلائهم بعدما انكشف زيف القانون الدولي والمؤسسات الدولية وحقوق الإنسان في ٧ أكتوبر
العالم العربي منذ سقوط الخلافة الإسلامية العثمانية قبل قرن لا يزال تحت احتلال قوى الحملة الصليبية البريطانية الفرنسية ثم الأمريكية الروسية، والأمة منذ سقوط خلافتها وهي تجاهد هذا الاحتلال وتثور عليه في كل قطر من أقطارها وتواجه حملاته العسكرية المباشرة أو وكلاؤه الوظيفيين، وتاريخ كل بلد فيه ما يؤكد هذه الحقيقة التي غيبها تزييف التاريخ وتحريفه في المدارس والجامعات والجوامع!
وحرب غزة الآن أعادت الوعي بهذه الحقيقة للمشهد الفكري والسياسي على الأقل، ودفعت بالكثير لإعادة النظر في طبيعة الصراع وحقيقة المعركة بين الأمة وأعدائها التاريخيين من القوى الصليبية ووكلائهم بعدما انكشف زيف القانون الدولي والمؤسسات الدولية وحقوق الإنسان في ٧ أكتوبر حين حطمها الطوفان وأظهر مرجعية الروح الصليبية في موقف أمريكا وأوربا من المجازر وجرائم الحرب في غزة والتي لا جديد فيها، فهي تكرار لما جرى في أفغانستان والعراق وسوريا في زمننا الحاضر ناهيك عن جرائمهم في قرن الحروب والمجازر والتي لم ترها الشعوب كما تراها في غزة اليوم على الهواء مباشرة وأمام مرأى ومسمع الجميع، وأمام ناظر سدنة حوار الحضارات والتعايش الإنساني والمادية العلمانية وكأن الأمة وشعوبها بلا إسلام ولا تاريخ، لينكشف دورهم كما انكشف رعاتهم الصليبيون!
كل هذا الوهم والزيف جرفه طوفان دماء الأطفال والنساء في الأرض المباركة، وستعود شعوب الأمة لتتلمس طريقها نحو التحرر من الاحتلال الصليبي والذي لن تجده في مرجعية نظامه العالمي ومؤسساته الدولية كما روج لها في قرن الزيف بل في مرجعية القرآن والسنة النبوية، إن لم يكن بيدها فدفع من عدوها الصليبي الذي حطم بنفسه طغيان نظامه الدولي بجرائمه ومجازره بحق شعوب الأمة ومستضعفيها.
{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}
__________________________________________________________
الكاتب: سيف الهاجري
الأمين العام لحزب الأمة – الكويت
Source link