منذ حوالي ساعة
قال هارون الرشيد: طلبتُ أربعة فوجدتها في أربعةٍ: طلبتُ الكفر فوجدتُهُ في الجهمية، وطلبتُ الكلام والشغب فوجدتُهُ مع المعتزلة، وطلبتُ الكذب فوجدتُهُ مع الرافضة، وطلبتُ الحقَّ فوجدتُهُ مع أصحاب الحديث.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فيقول الإمام اللالكائي رحمه الله في كتابه “شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة”: إن أوجب ما على المرء: معرفة اعتقاد الدين، وما كلف الله به عباده من فهم التوحيد، وصفاته، وتصديق رسله بالدلائل واليقين، والتوصل إلى طرقها، والاستدلال عليها بالحجج، والبراهين، وكان من أعظم مقول، وأوضح حجة ومعقول، كتاب الله المبين، ثم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحابته الأخيار المتقين، ثم ما أجمع عليه السلف الصالحون، ثم التمسك بمجموعها والمقام عليها إلى يوم الدين، ثم الاجتناب عن البدع.
فنعمة كبرى أن يوفق المسلم إلى سلوك منهج السلف الصالح وأن يتجنب البدع، فالبدع ضررها عظيم، وخطرها كبير، فمنها ما يؤدي إلى الكفر، قال الشيخ حافظ حكمي رحمه الله، عن البدع المكفرة: هي كثيرة، وضابطها من أنكر أمرًا مجمعًا عليه متواترًا من الشرع، معلومًا من الدين بالضرورة؛ لأن ذلك تكذيب بالكتاب، وبما أرسل الله به رسله، كبدعة الجهمية في إنكار صفات الله عز وجل، والقول بخلق القرآن، أو خلق أي صفة من صفات الله عز وجل، وإنكار أن يكون الله اتخذ إبراهيم خليلًا، وكلَّم موسى تكليمًا وغير ذلك، وكبدعة القدرية في إنكار علم الله تعالى وأفعاله وقضائه وقدره، وكبدعة المجسمة الذين يشبهون الله تعالى بخلقه، وغير ذلك من الأهواء. ولكن هؤلاء منهم من عُلِم أن عين قصده هدم قواعد الدين وتشكيك أهله فيه، فهذا مقطوع بكفره، بل هو أجنبي عن الدين، من أعدى عدو له، وآخرون مغرورون، ملبس عليهم، فهؤلاء إنما يحكم بكفرهم بعد إقامة الحجة عليهم، وإلزامهم بها.
والبدع كثيرة، وللمتلبسين بها أسماء وألقاب متعددة، ينبغي معرفتها ليكون المسلم على حذر منها، قال الإمام حرب الكرماني، رحمه الله، في كتاب “السنة من مسائل حرب”: لأصحاب البدع نبز وألقاب وأسماء، لا تشبه أسماء الصالحين، ولا الأئمة، ولا العلماء من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فمن أسمائهم:
المرجئة…والقدرية…والمعتزلة…والجهمية…والواقفة…اللفظية…الرافضة المنصورية الزيدية… الشيعة… الخوارج… الشعوبية… أصحاب الرأي.
ولأهل البدع علامات كثيرة متعدة، منها: شدة معاداتهم لأهل السنة والحديث، قال الإمام الصابوني رحمه الله في كتابه “عقيدة السلف وأصحاب البدع”: علامات أهل البدع على أهلها ظاهرة بادية، وأظهر آياتهم وعلاماتهم: شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه وسلم، واحتقارهم لهم، وتسميتهم إياهم حشوية، وجهلة، وظاهرية، ومشبهة، اعتقادًا منهم أن أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعزل عن العلم، وأن العلم ما يلقيه الشيطان إليهم، من نتائج عقولهم الفاسدة، ووساوس صدورهم المظلمة، وهواجس قلوبهم الخاوية عن الخير، العاطلة، وحججهم بل شبههم الداحضة الباطلة {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمد: 23] {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} [الحج: 18].
وقال الإمام اللالكائي رحمه الله في كتابه “شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة”: قال بقية: قال لي الأوزاعي رحمهما الله: يا أبا محمد، ما تقول في قوم يبغضون حديث نبيهم؟ قال: قوم سوء. ليس من صاحب بدعة تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بخلاف بدعته إلا أبغض الحديث.
وأهل البدع مختلفون، مستوحشون، متباغضون، قال الإمام العكبري رحمه الله في كتابه “الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية”: أعاذنا الله وإياكم من الآراء المخترعة، والأهواء المتبعة، والمذاهب المبتدعة، فإن أهلها خرجوا عن اجتماع إلى شتات، وعن نظام إلى تفرق، وعن أنس إلى وحشة، ومن ائتلاف إلى اختلاف، ومن محبة إلى بغضة، ومن نصيحة وموالاة إلى غش ومعاداة.
وقد ذكر أهل العلم أنه لا يُصلَّى خلف أهل البدع، قال الإمام عبدالله بن أحمد بن حنبل رحمه الله في كتابه “السنة”: سألت أبي عن الصلاة خلف أهل البدع، قال: لا يُصلَّى خلفهم، مثل الجهمية والمعتزلة.
والشغب، والكذب، والكفر عند أهل البدع، قال الإمام ابن البناء الحنبلي رحمه الله في كتابه “الرد على المبتدعة”: قال هارون الرشيد: طلبتُ أربعة فوجدتها في أربعةٍ: طلبتُ الكفر فوجدتُهُ في الجهمية، وطلبتُ الكلام والشغب فوجدتُهُ مع المعتزلة، وطلبتُ الكذب فوجدتُهُ مع الرافضة، وطلبتُ الحقَّ فوجدتُهُ مع أصحاب الحديث.
والبدع لا تظهر إلا بمعاونة السلطان وتزيين الشيطان، قال الإمام اللالكائي رحمه الله في كتابه: “شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة”: مقالة أهل البدع لم تظهر إلا بسلطان قاهر أو بشيطان معاند فاجر يضل الناس خفيًّا ببدعته، أو يقهر ذاك بسيفه وسلطانه أو يستميل القلوب بماله ليضله عن سبيل الله حمية لبدعته وذبًّا عن ضلالته ليرد المسلمين على أعقابهم، ويفتنهم عن أديناهم، بعد أن استجابوا لله وللرسول.
ومن مال إلى بدعة، فسيكون متحيرًا ميت القلب، قال قوام السنة الأصبهاني رحمه الله في كتابه “الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة”: قال أهل السنة: لا نرى أحدًا مال إلى هوى أو بدعة إلا وجدته متحيرًا، ميت القلب ممنوعًا من النطق بالحق.
إن من أسباب وقوع البعض في البدع: كثرة السؤال عما لا يعني، ومجالسة أهل البدع، قال الإمام العكبري رحمه الله في كتاب “الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية”: اعلموا إخواني أني فكرت في السبب الذي أخرج أقوامًا من السنة والجماعة، واضطرهم إلى البدعة والشناعة، وفتح باب البلية على أفئدتهم، وحجب نور الحق عن بصيرتهم، فوجدت ذلك من وجهين:
أحدهما: البحث والتنقير وكثرة السؤال عما لا يعني، ولا يضر العاقل جهله، ولا ينفع المؤمن فهمه.
والآخر: مجالسة من لا تؤمن فتنته، وتفسد القلوب صحبته.
وللوقاية من البدع أسباب، منها:
الأول: أن يترك المسلم السؤال عما لا يعنيه والبحث والتنقير عما لا يضره جهله، قال الإمام العكبري رحمه الله في كتابه “الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية”: الله الله إخواني يا أهل القرآن ويا حملة الحديث، لا تنظروا فيما لا سبيل لعقولكم إليه، ولا تسألوا عما لم يتقدمكم السلف الصالح من علمائكم إليه، ولا تكلفوا أنفسكم ما لا قوة بأبدانكم الضعيفة، ولا تنقروا ولا تبحثوا عن مصون الغيب، ومكنون العلوم، فإن الله جعل للعقول غاية تنتهي إليها، ونهاية تقصر عنها، فما نطق به الكتاب وجاء به الأثر فقولوه، وما أشكل عليكم فكلوه إلى عالمه…أتراكم أرجح أحلامًا وأوفر عقولًا من الملائكة المقربين حين قالوا: {لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [البقرة: 32].
السبب الثاني: أن يتجنب مصاحبة ومجالسة أهل البدع، أو الاختلاط بهم، قال الإمام الأشعري رحمه الله، في “رسالته إلى أهل الثغر”: أجمعوا على ذم سائر أهل البدع والتبري منهم وهم: الروافض، والخوارج والمعتزلة والقدرية، وترك الاختلاط بهم
وقال الإمام العكبري رحمه الله في كتابه “الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية”: فالله الله إخواني، احذروا من مجالسة من قد أصابته الفتنة فزاغ قلبه وعشيت بصيرته واستحكم للباطل نصرته، فهو يخبط في عشواء ويعشو في ظلمة أن يصيبكم ما أصابهم.
لا يحملن أحدًا منكم حسن ظنه بنفسه وما عهده من معرفته بصحة مذهبه على المخاطرة بدينه في مجالسة بعض أهل هذه الأهواء فيقول: أداخله لأناظره أو لا ستخرج منه مذهبه، فإنهم أشدُّ فتنة من الدجَّال، وكلامهم ألصق من الجرب، وأحرق للقلوب من اللهب، ولقد رأيت جماعة من الناس كانوا يلعنونهم ويسبُّونهم، فجالسوهم على سبيل الإنكار والرد عليهم، فما زالت بهم المباسطة وخفي المكر ودقيق الكفر حتى صبوا إليهم.
وقال رحمه الله في كتابه “الشرح والإبانة على أصول السنة والديانة”: لا تشاور أحدًا من أهل البدع في دينك، ولا ترافقه في سفرك، وإن أمكنك ألا تقاربه في جوارك… ولا تجالس أصحاب الخصومات فإنهم يخوضون في آيات الله.
وقال الإمام الصابوني رحمه الله في كتابه “عقيدة السلف وأصحاب الحديث”: أهل السنة والجماعة….يبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه، ولا يحبونهم، ولا يصحبونهم، ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم، ولا يجادولونهم في الدين ولا يناظرونهم، ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرَّت بالآذان وقرَّت في القلوب ضرَّت، وجرت إليها من الوساوس والخطرات الفاسدة ما جرَّت، وفيه أنزل الله عز وجل قوله: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} [الأنعام: 68].
السبب الثالث: عدم قراءة كتبهم، قال الحافظ ابن عساكر رحمه الله في كتابه “تبيين كذب المفتري”: وجدت تصانيف كثيرة في هذا الفن من العلم للمعتزلة، مثل: عبدالجبار الرازي، والجبائي، والكعبي، والنظام، وغيرهم، ولا يجوز إمساك تلك الكتب ولا النظر فيها، كيلا تحدث الشكوك ويوهن الاعتقاد، فكذا المجسمة صنفوا كتبًا في هذا الفن، مثل: محمد بن الهيصم، وأمثاله، ولا يحل النظر فيها ولا إمساكها، فإنهم شر أهل البدع، وقد وقع في يدي بعض هذه التصانيف فما أمسكت منها شيئًا.
السبب الرابع: بغض أهل البدع: قال الإمام الصابوني رحمه الله في كتابه “عقيدة السلف وأصحاب الحديث”: إحدى علامات أهل السنة: حبهم لأئمة السنة وعلمائهم وأنصارها وأوليائها، وبغضهم لأهل البدع، الذين يدعون إلى النار، ويدلون أصحابهم على دار البوار، وقد زين الله سبحانه قلوب أهل السنة ونوَّرها بحب علماء السنة.
السبب الخامس: اتباع مذهب السلف، قال الإمام مرعي بن يوسف الكرمي رحمه الله، في كتابه “أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمتشبهات”: من السلامة للمرء في دينه اقتفاء طريقة السلف، الذين أُمر أن يقتدي بهم من جاء بعدهم من الخلف، فمذهب السلف أسلم، ودع ما قيل من أن مذهب الخلف أعلم، فإنه من زخرف الأقاويل، وتحسين الأباطيل، فإن أولئك قد شاهدوا الرسول والتنزيل، وهم أدرى بما نزل به الأمين جبريل، ومع ذلك فلم يكونوا يخوضون في حقيقة الذات، ولا في معاني الأسماء والصفات، ويؤمنون بمتشابه القرآن، وينكرون على من يبحث عن ذلك من فلان وفلان، وإنكار الإمام مالك على من سأله عن معنى الاستواء أمر مشهور.
السبب السادس: ترك الجدال والمِراء في الدين، قال الإمام العكبري رحمه الله، في كتابه “الشرح والإبانة على أصول السنة والديانة”: إياك والمراء والجدال في الدين، فإن ذلك يحدث الغل ويخرج صاحبه وإن كان سُنِّيًّا إلى البدعة؛ لأن أول ما يدخل على السُّنيِّ من النقص في دينه إذا خاصم المبتدع مجالسته للمبتدع ومناظرته إيَّاه، ثم لا يأمن أن يدخل عليه من دقيق الكلام، وخبيث القول ما يفتنه، أو لا يفتنه، فيحتاج أن يتكلف له من رأيه مما يرد عليه قوله مما ليس له أصل في التأويل ولا بيان في التنزيل ولا أثر من أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقال قوام السنة الإمام الأصبهاني رحمه الله في كتابه “الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة”: قال محمد بن مزاحم: سمعت أخي سهل بن مزاحم يقول: مثل الذي ينازع في الدين، مثل الذي يصعد على الشرف، إن سقط هلك، وإن نجا لم يحمد.
السبب السابع: التسليم للنصوص وعدم الاعتراض عليها، قال الإمام الزهري رحمه الله: على الله البيان وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التسليم. وقال بعض السلف: قدم الإسلام لا يثبت إلا على قنطرة التسليم.
وقال الإمام اللالكائي رحمه الله في كتابه “شرح أصول أهل السنة والجماعة”: لم نجد في كتاب الله وسنة رسوله وآثار صحابته إلا الحثَّ على الاتباع، وذم التكلف والاختراع، فمن اقتصر على هذه الآثار كان من المتبعين، وكان أولاهم بهذا الاسم، وأحقهم بهذا الوسم، وأخصهم بهذا الرسم: “أصحاب الحديث”؛ لاختصاصهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، واتباعهم لقوله، وطول ملازمتهم له، وتحملهم علمه، وحفظهم أنفاسه وأفعاله.
السبب الثامن: اجتناب الشاذ من أقوال العلماء: قال الإمام الدارمي رحمه الله، في كتابه “الرد على الجهمية”: إن الذي يريد الشذوذ عن الحق يتبع الشاذ من قول العلماء، والذي يؤُم الحق في نفسه يتبع المشهور من قول جماعتهم، ويتقلب مع جمهورهم، فهما آيتان بينتان يُستدلُّ بهما على اتباع الرجل وعلى ابتداعه.
السبب التاسع: الحذر من الزواج بامرأة من أهل البدع، قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله في كتاب “تهذيب التهذيب”: عمران بن حيطان بن ظبيان بن لوذان بن عمرو بن الحارث بن سدوس… السدوسي قال يعقوب بن شيبة: صار في آخر أمره أن رأى رأي الخروج، كان سبب ذلك فيما بلغنا أن ابنة عمه رأت رأي الخوارج، فتزوَّجها ليرُدَّها عن ذلك، فصرفته إلى مذهبها.
وختامًا فالشيطان يتلاعب بأهل البدع حتى يوردهم المهالك، قال الإمام اللالكائي رحمه الله في كتابه “شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة”: عن أبي غالب عن أبي أمامة وكان يقال له: صدى بن عجلان…وكان منزله بـ”حمص” فالتقيت أنا وهو وقد جيء بخمسين ومائة رأس من رؤوس الأزارقة، فنصبت على درج المسجد، فخرج، فلما رأى الرؤوس قال: يا سبحان الله، ما يعمل الشيطان بأهل الإسلام، ثم دمعت عيناه، ثم قال: كلاب النار، كلاب النار، قلتُ: يا أبا أمامة، هؤلاء هم؟ قال: نعم. قلت: شيء تقوله أو شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إني لجريء، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم -وأهوى بأصبعيه بأذنيه- لو لم أسمعه إلا مرة أو مرتين أو ثلاث…حتى عدَّ سبع مرار بيده لما تكلمت، سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تفرقت بنو إسرائيل على إحدى وسبعين، وأمتي تزيد عليها، كلها في النار إلا السواد الأعظم».
Source link