ثمانية أصناف من المؤمنين لهم كرامة الدخول من أبواب الجنة الثمانية، مَن يكون له الحق في أن يدخل من أبواب الجنة الثمانية جميعًا؟ نسأل الله من فضله العظيم.
ثمانية أصناف من المؤمنين لهم كرامة الدخول من أبواب الجنة الثمانية، مَن يكون له الحق في أن يدخل من أبواب الجنة الثمانية جميعًا؟ نسأل الله من فضله العظيم.
وقد جمعتُ في مقال سابق من الأحاديث الصحيحة أسماء أبواب الجنة الثمانية، كذلك أنقل لكم -أيها الكرام- ثمانيةَ أصناف من أحاديث صحيحة بالاتفاق، أو على قول بعض العلماء، ثمانيةً لهم كرامة الدخول من جميع الأبواب.
الأول: التوحيد مع إسباغ الوضوء:
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ – أَوْ فَيُسْبِغُ – الْوُضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ»، وفي رواية لمسلم «مَنْ تَوَضَّأَ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ»؛ (رواه مسلم).
الثاني: التوحيد مع الإيمان بالغيب:
عن عُبَادَة بْن الصَّامِتِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللهِ، وَابْنُ أَمَتِهِ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ، وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللهُ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شَاءَ»؛ (رواه الشيخان).
الثالث: النفقة المضاعفة:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللهِ نُودِيَ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ: يَا عَبْدَ اللهِ، هَذَا خير»؛ (رواه الشيخان).
الرابع: التوحيد مع لزوم السمع والطاعة في المعروف:
عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ عَبَدَ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَآتَى الزَّكَاةَ، وَسَمِعَ وَأَطَاعَ، فَإِنَّ اللهَ يُدْخِلُهُ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ، وَلَهَا ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ، وَمَنْ عَبَدَ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَآتَى الزَّكَاةَ، وَسَمِعَ وَعَصَى، فَإِنَّ اللهَ مِنْ أَمْرِهِ بِالْخِيَارِ، إِنْ شَاءَ رَحِمَهُ، وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ»؛ (رواه أحمد، وحسَّنه الشيخ الألباني والشيخ شعيب).
الخامس: من قدم له ثلاثة من الولد:
عن عُتْبَةَ بْن عَبْدٍ السُّلَمِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَمُوتُ لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ، لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، إِلَّا تَلَقَّوْهُ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ، مِنْ أَيِّها شَاءَ دَخَلَ»؛ (رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الحافظ ابن حجر).
قال مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ ابْنٌ لَهُ فَقَالَ لَهُ: «أَتُحِبُّهُ» ؟، فَقَالَ: أَحَبَّكَ اللَّهُ كَمَا أُحِبُّهُ، فَمَاتَ، فَفَقَدَهُ، فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقَالَ: «مَا يَسُرُّكَ ألَّا تَأْتِيَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ إِلَّا وَجَدْتَهُ عِنْدَهُ يَسْعَى يَفْتَحُ لَكَ» ؟؛ (ورواه النسائي (4/ 22)، قال الألباني: صحيح).
السادس: صلاح المرأة:
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا صلَّت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصَّنت فرجها، وأطاعت بَعْلَها، دخلت من أيِّ أبوابِ الجنةِ شاءتْ»؛ (رواه أحمد، وصحَّحه ابن حِبَّان).
السابع: المحافظة على أركان الإسلام مع اجتناب الكبائر السبع الموبقات:
عن صهيب أنه سمِعَ من أبي هريرة ومن أبي سعيد يقولان: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا فقال: «والذي نفسي بيده [ثلاث مرات]»، ثم أكبَّ فأكبَّ كل رجل مِنَّا يبكي، لا ندري على ماذا حلف؟
ثم رفع رأسه في وجهه البشري، فكانت أحَبَّ إلينا من حمر النعم، ثم قال: «ما من عبدٍ يُصلِّي الصلوات الخمس، ويصوم رمضان، ويخرج الزكاة، ويجتنب الكبائر السبع إلَّا فتحت له أبواب الجنة، فقيل له: ((ادخُل بسلام))»؛ (صحَّحَه ابنُ خزيمة وابن حِبَّان).
الثامن: النجاة من سفك دم محرم أو نيل شيء منه:
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لقي اللهَ لا يشرك به شيئًا، ولم يتندَّ بدم حرام، إِلَّا دَخَلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ»؛ (رواه أحمد، وهذا لفظه وابن ماجه، وحسَّنَه بشواهده الشيخ شعيب).
تتمة وتنبيه:
كل صنف ذكر بوصفٍ معين، فمعناه أنه بلغ فيه الغاية، أو وُصف بترك محرم فمعناه -والله أعلم- قدر عليه وعصم منه.
فأمانة أبي عبيدة هي الغاية وإن كان غيره من الصحابة كذلك أمناء، وعفاف يوسف أتم؛ لأن الله يسر لهم ذلك، والله أعلم.
____________________________________________
الكاتب: محمد بن حسني بن قطب
Source link