الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم – أحمد فريد

منذ حوالي ساعة

قالﷺ : «إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليَّ من الصلاة، فإن صلاتكم معروضة عليَّ

قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب/56].

قال ابن كثير رحمه الله: المقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه يثني عليه في الملأ الأعلى عند الملائكة المقربين، وأن الملائكة تصلي عليه، ثم أمر تعالى العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه، ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعـًا.

وقال ابن القيم – رحمه الله – في جلاء الأفهام : والمعنى أنه إذا كان الله وملائكته يصلون على رسول الله فصلوا أنتم أيضـًا عليه، فأنتم أحق بأن تصلوا عليه وتسلموا تسليمـًا؛ لما نالكم ببركة رسالته ويُمْنِ سفارته، من خير شرف الدنيا والآخرة.

معنى الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم -:
قال أبو العالية:
صلاة الله تعالى ثناؤه عليه عند الملائكة وصلاة الملائكة الدعاء.
وقال ابن عباس: يصلون يباركون.

قال ابن القيم – رحمه الله -: الصلاة المأمور بها فيها أي في الآية المتقدمة هي الطلب من الله ما أخبر به عن صلاته وصلاة ملائكته، وهي ثناء عليه وإظهار لفضله وشرفه وإرادة تكريمه وتقريبه.

فضل الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم -:
عن عبد الرحمن بن عوف – رضي الله عنه – قال: أتيت النبي وهو ساجد فأطال السجود قال:
«أتاني جبريل قال: من صلى عليك صليت عليه، ومن سلم عليك سلمت عليه فسجدت لله شكرًا» (رواه أحمد).
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال:
«من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرًا» (رواه الحاكم وأحمد).

وعن يعقوب بن زيد بن طلحة التيمي قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «أتاني آتٍ من ربي فقال: ما من عبدٍ يصلي عليك صلاة إلا صلى الله عليه بها عشرًا».

فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله أجعل نصف دعائي لك ؟ قال: «إن شئت»، قال: ألا أجعل ثلثي دعائي ؟ قال: «إن شئت»، قال: ألا أجعل دعائي كله قال: «إذن يكفيك الله هم الدنيا وهم الآخرة» (رواه مسلم).

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «رغم أنف رجل ذُكرتُ عنده فلم يصل عَليَّ، ورغم أنف رجل أدرك أبويه عنده الكبر فلم يدخلاه الجنة، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له» (رواه الترمذي).

عن علي بن الحسين قال: أخبرني أبي عن جدي أنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «لا تجعلوا قبري عيدًا وصلوا عليَّ وسلموا حيثما كنتم فسيبلغني سلامكم وصلاتكم» (رواه أبو داود وأحمد وحسنه الحافظ، وقال الألباني: صحيح بطرقه وشواهده).

وعن عبد الله بن مسعود عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «إن لله ملائكة سياحين يبلغوني من أمتي السلام» (رواه النسائي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وقال الألباني: إسناده صحيح رجاله رجال الصحيح).

وعن الحسن قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «بحسب امرئ من البخل أن أُذكر عنده فلا يصلي عليَّ» (رواه الترمذي وقال: حسن غريب صحيح، والحاكم، وقال الألباني: مرسل صحيح يشهد له ما قبله).

وعن محمد بن علي قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «من ذُكرت عنده فلم يصل عليَّ خطئ طريق الجنة» (رواه الجهضمي وقال الألباني: إسناده مرسل جيد).

وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «من صلى عليَّ أو سأل لي الوسيلة حقت عليه شفاعتي يوم القيامة» (رواه مسلم).

وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «ما جلس قوم مجلسـًا لم يذكروا الله ولم يصلوا على نبيهم – صلى الله عليه وسلم – إلا كان مجلسهم عليهم ترة يوم القيامة، إن شاء عفا عنهم وإن شاء أخذهم» (رواه الترمذي وصححه الألباني).

كيفية الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم -:
عن أبي مسعود الأنصاري – رضي الله عنه – قال: أتانا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشر بن سعد: أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله، فكيف نصلي عليك ؟ قال: فسكت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حتى تمنينا أنه لم يسأله ثم قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:
«قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، والسلام كما علمتم» (رواه مسلم).

الفوائد والثمرات الحاصلة بالصلاة عليه – صلى الله عليه وسلم -:
1- امتثال أمر الله سبحانه وتعالى وموافقته سبحانه في الصلاة عليه – صلى الله عليه وسلم – وموافقة ملائكته فيها.
2- حصول عشر صلوات من الله عز وجل على المصلي بالصلاة مرة واحدة على النبي – صلى الله عليه وسلم -.
3- أنها سبب لشفاعته – صلى الله عليه وسلم – إذا قرنها بسؤال الوسيلة أو أفردها كما تقدم.
4- أنها سبب لكفاية العبد ما أهمه كما في حديث زيد بن طلحة المتقدم.
5- أنها ترمي بصاحبها على طريق الجنة وتخطئ بتاركها عن طريقها.
6- أنها سبب لإبقاء الله سبحانه الثناء الحسن والبركة للمصلي؛ لأن المصلي طالب من الله أن يثني على رسوله ويكرمه ويشرفه ويبارك عليه وعلى آله، وهذا الدعاء مستجاب فلا بد أن يحصل للمصلي نوع من ذلك والجزاء من جنس العمل.

7- أنها سبب لدوام محبة العبد لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – وزيادتها وتضاعفها، وذلك عقد من عقود الإيمان الذي لا يتم إلا به، وهي سبب أيضـًا لزيادة محبته – صلى الله عليه وسلم – للمسلم وعرض اسم المصلي عليه – صلى الله عليه وسلم -، وكفى بالعبد نبلاً أن يذكر اسمه بين يدي رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.

مواطن الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم -:
الموطن الأول: وهو أهمها وآكدها في الصلاة في آخر التشهد، وقد أجمع المسلمون على مشروعيته واختلفوا في وجوبه فيها.

الموطن الثاني: صلاة الجنازة بعد التكبيرة الثانية، عن الزهري قال: سمعت أبا أمامة بن سهل بن حنيف يحدث سعيد بن المسيب قال: إن السنة في صلاة الجنازة أن يقرأ بفاتحة الكتاب، ويصلي على النبي – صلى الله عليه وسلم – ثم يخلص الدعاء للميت حتى يفرغ، ولا يقرأ إلا مرة واحدة ثم يسلم في نفسه (رواه النسائي والحاكم وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي والألباني).

الموطن الثالث: عند ذكره – صلى الله عليه وسلم – وقد اختلف في وجوبها كلما ذكر اسمه – صلى الله عليه وسلم – فقال الطحاوي والحليمي: تجب الصلاة عليه – صلى الله عليه وسلم – كلما ذكر اسمه، وقال غيرهما: ذلك مستحب وليس بفرض يأثم تاركه.

الموطن الرابع: عند دخول المسجد وعند الخروج منه، عن فاطمة – رضي الله عنها – قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «إذا دخلت المسجد فقولي بسم الله والسلام على رسول الله، اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد واغفر لنا وسهل لنا أبواب رحمتك، فإذا فرغتِ فقولي مثل ذلك غير أن قولي: وسهل لنا أبواب فضلك» (رواه ابن ماجة والترمذي وصححه الألباني بشواهده).

الموطن الخامس: عقب سماع الأذان لقوله – صلى الله عليه وسلم -: «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ، فإنه من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة» (رواه ).

الموطن السادس: عند الدعاء لحديث فضالة بن عبيد صاحب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: سمع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رجلاً يدعو في صلاته لم يمجد الله ولم يصل على النبي – صلى الله عليه وسلم: «عجل هذا» ثم دعاه فقال له ولغيره: «إذ صلى أحدكم فليبدأ بتمجيد الله والثناء عليه ثم يصلي على النبي – صلى الله عليه وسلم – ثم يدعو بعد بما شاء» (رواه).

الموطن السابع: الصلاة عليه – صلى الله عليه وسلم – يوم الجمعة: لحديث أوس بن أوس أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليَّ من الصلاة، فإن صلاتكم معروضة عليَّ»، قالوا: يا رسول الله كيف تعرض عليك صلاتنا وقد أَرِمْتَ ؟ يقولون: قد بليتَ ـ قال: «إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء».

الموطن الثامن: الخطب كخطبة الجمعة والعيدين والاستسقاء وغيرها.
الموطن التاسع: عند القيام من المجلس.
الموطن العاشر: عند خطبة الرجل المرأة في النكاح.

 


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

خطر الإلحاد (2) – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة السفر إلى بلاد الكفار للدراسة أو غيرها دون التقيد بالضوابط الشرعية -القراءة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *