وفقا للأمم المتحدة ، قريبا سيكون خُمس سكان العالم فوق الستين. وتحاول المنظمة الأكبر في العالم إقناع أعضاءها بالقيام بشيء ما للتعامل مع هذه المشكلة المتنامية.
وفقا للأمم المتحدة ، قريبا سيكون خُمس سكان العالم فوق الستين. وتحاول المنظمة الأكبر في العالم إقناع أعضاءها بالقيام بشيء ما للتعامل مع هذه المشكلة المتنامية.
يعيش الناس لفترة أطول لعدد من الأسباب: التحسن المستمر للتغذية ، وتوفير الدول لمواطنيها رعاية صحية وتعليماً أفضل ، كما يتمتع سكان العديد من الدول بمستوى معيشي أعلى.
وتتصدر اليابان العالم في نسبة كبار السن حيث أن 30% من سكانها تزيد أعمارهم عن 65 عامًا. وبحلول منتصف القرن الحادي والعشرين، فإن أكثر من 60 دولة حول العالم سيكون فعلًا قد بلغ هذه النسبة.
أصبح السكان أكبر سناً في جميع القارات. ومع ذلك ، فإن الزيادة الأكبر ستكون في البلدان النامية حيث سيرتفع متوسط العمر المتوقع من 68 عامًا حاليًا إلى 74 عامًا في عام 2050. والأطفال الذين يولون اليوم يتوقع أن يعيشوا اكثر من 80 عامًا.
يرجع صعود آسيا كمنطقة اقتصادية قوية – وخاصة في دول النمور الآسيوية – هونج كونج ، وسنغافورة، وكوريا الجنوبية، وتايوان – إلى حقيقة أن العديد من هذه البلدان كانت تضم عمالًا من الشباب في فترة الثمانينيات والتسعينيات. وغالبية القوى العاملة تتجه ببطء إلى سن التقاعد. وبالتالي يتباطأ التقدم والإنتاجية في هذه البلدان.
وفي تايلاند، كان 3.6% فقط من السكان فوق سن 65 عامًا في عام 1975. والآن ارتفعت هذه الفئة العمرية إلى 7%، ولا تزال أقل بكثير مما عليه في الدول الغربية المتقدمة. حيث أنه منذ منتصف القرن الماضي، أدت سياسة تنظيم الأسرة في تايلاند إلى خفض عدد الأطفال لكل أسرة إلى 1.5، بعد أن كانوا 5 أو 6 أطفالا. وهذا أقل بكثير من الحد الأدنى لكي تتمكن أي دولة من الحفاظ على نموها الاقتصادي مع سكانها.
إن تنظيم الأسرة في الهند والصين ، الدولتين الأكثر اكتظاظا بالسكان في آسيا، سيؤدي إلى آثار كارثية طويلة المدى. وبالإضافة إلى ذلك ، فإن المزيد والمزيد من الأسر ترغب في تحديد جنس أطفالها، وهذا سيؤدي إلى نقص في النساء في المستقبل[1]. وفي السنوات الخمس عشرة المقبلة، وفي الفئة العمرية من 20 إلى 45 عامًا سيكون عدد الرجال في البلدين أكبر بنسبة 50% من عدد النساء.
أما في أفريقيا فالوضع مختلف بعض الشيء؛ إنها القارة الوحيدة التي لا يشيخ فيها السكان بهذا المعدل السريع، وعليه فإن الاقتصاد الأفريقي سوف ينمو بسرعة في العقود المقبلة. وتقول الأمم المتحدة على أفريقيا أن تستخدم نموها الاقتصادي لتحسين حياة مواطنيها.
وتشير الأمم المتحدة إلى أن تزايد عدد كبار السن لا يساعد اقتصاد أي بلد. وتفتقر البلدان إلى القوى العاملة الشابة التي تحتاجها لمواصلة ارتفاع الإنتاج. ويحتاج كبار السن إلى المزيد من الرعاية وأشكال العناية الأخرى. في المقابل فإن كثرة السكان يمكن أن تحل المشاكل الاجتماعية؛ على سبيل المثال الأجداد يعتنون بالأطفال عند غياب الوالدان للعمل.
ووفقا للأمم المتحدة، ينبغي للحكومات أن تستثمر في رفع مستوى الصحة لسكانها حتى يتمكنوا من العمل لفترة أطول. وتقترح أيضًا أن يشجع السياسيون العائلات على إنجاب أكثر من طفل واحد؛ ففي سنغافورة، على سبيل المثال، تدفع الحكومة للعائلات مبلغاً يتراوح بين ألفين وخمسة آلاف دولار عن كل طفل. كما أن التعليم عامل رئيسي آخر لازدهار المجتمع، وتزداد الإنتاجية والنمو عندما يكون الأشخاص متعلمون.
————————————-
تعليق(المترجِم):
قارن هذا بالدعوات الخبيثة التي تحث الشعوب الإسلامية على تقليل النسل، والزعم كذبا وبهتانًا أن كثرة السكان سبب للفقر والتخلف، ولسان حالهم أن نبينا صلى الله عليه وسلم عندما حثنا على كثرة الإنجاب إنما يسبب لنا الفقر والتخلف، والله المستعان.
والله سبحانه وتعالى تكفل برزق كل مولود بل كل دابة قال تعالى: { (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)} وأيضا فإن الله تعالى جعل الكثرة في العدد من النعم التي امتن ها على عباده {(وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ)} .
فالحاصل أن كثير من الدول الصناعية تئن من قلة المواليد وقلة واليد العاملة الشابة كما هو الحال في اليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا، فلا نقع في مأزق تورط فيها قبلنا الكثير والكثير، وعلينا التمسك بما جاءنا في شرع ربنا، والدوس بأقدامنا على كل دعوة خبيثة ماكرة كالدعوة لتقليل النسل.
[1] لأنه في بعض المجتمعات يتم إجهاض الجنين إذا كان أنثى (المترجم).
Source link