الجزء الثاني من الفوائد المختصرة من شرح كتاب مشكاة المصابيح للعلامة العثيمين رحمه الله تعالى, من كتاب الصلاة (باب صفة الصلاة ), إلى ( باب ما على المأموم من المتابعة وحكم المسبوق )
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين…أما بعد: فهذا الجزء الثاني من الفوائد المختصرة من شرح كتاب مشكاة المصابيح للعلامة العثيمين رحمه الله تعالى, من كتاب الصلاة (باب صفة الصلاة ), إلى ( باب ما على المأموم من المتابعة وحكم المسبوق ) وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الواحدة منها ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها.
هزّ الرأس عند السلام من الصلاة:
& ما يفعله بعض الناس تجده إذا أراد أن يسلم يهزُّ رأسه إلى الإمام ثم يقول: السلام وإذا أتى بـــ ” عليكم ” التفت, فهذه بدعة سيئة, لم يكن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يفعلها, وإنما يسلم على اليمين واليسار: السلام عليكم ورحمة الله.
السنة أن الإمام يستقبل المأمومين وجهًا لوجٍه:
& النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان إذا سلم استقبل المصلين بوجهه, ليس كما يفعل بعض العوام ـو بعض الأئمة من العوام يجعلهم عن يمينه أو عن شماله, هذا خلاف السنة, السنة أن الإمام يستقبل المأمومين وجهًا لوجٍه.
انصراف الإمام إلى المأمومين:
& المأموم لا يقوم من مكانه حتى ينصرف الإمام إلى المأمومين, والإمام لا يبقى مستقبل القبلة إلا بقدر أن يقول أستغفر الله ثلاث مرات ” اللهم إنك أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام” ثم ينصرف فلا يتأخر على المأمومين
& أنت تبقى في مكانك لا تقوم حتى ينصرف الإمام إلى المأمومين, والإمام لا يتأخر في الانصراف.
من فوائد صلاة الجماعة:
& الصلاة مع الجماعة فيها حفظ الصلاة؛ لأن الإنسان إذا صلى مع الجماعة سوف يصلي مع إمام يراعي السنة…فيحصل على صلاة تامة، وإذا صلى وحده فإن غالب الناس إذا صلوا وحدهم لعِب بهم الشيطان، ونقروا الصلاة كنقر الغراب.
& صلاة الجماعة فيها تنشيط للإنسان فالإنسان إذا صلى مع الجماعة صار أنشط له
&فيها الأُلفة بين المسلمين فيتآلفون ويتحابون ويرشد بعضهم بعضًا ويساعد بعضهم بعضًا؛ لأن الرجل إذا كان من عادته أن يصلي مع الجماعة ثم تخلَّف، فقَده الناس وسألوا عن حاله وساعدوه إن كان في فقرٍ وحاولوا أن يتطبَّبوا له إن كان مريضًا
& في صلاة الجماعة تعليم الجاهل، ولهذا تجد أكثر الناس الآن يصلون – والحمد لله – وهو عوام ما درسوا، لكن كيف تعلموا؟ بشهودهم الجماعة، يرون الناس يصلُّون فيصلون مثلهم، حتى الصبي الصغير يصلي كما يُصلي الناس.
&صلاة الجماعة فيها عمارة بيوت الله عز وجل التي قال الله تعالى فيها: {﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ } [النور:36-37] الغُدو أول النهار، والآصال: آخره.
& صلاة الجماعة فيها كمالُ القيام بحقِّ ولاة الأمور من الأمراء وغيرهم؛ لأن هؤلاء الجماعة – ولنقل: ألف نفر – يأتَمُّون بإمام واحدٍ، فيأتمرون بأمره وينتهون عن نهيه، ويتابعونه تمامًا بدقة.
& صلاة الجماعة فيها مشابهة للمجاهدين في سبيل الله؛ كما قال عز وجل: { ﴿ إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ ﴾} [الصف: 4].
&صلاة الجماعة فيها مشابهة لصلاة الملائكة في السماء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «(ألا تصفُّون كما تصف الملائكة عند ربها)، قالوا: يا رسول الله، وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال (يتمون الصفوف الأُول ويتراصُّون في الصفوف)»
& فوائدها عظيمة كثيرة، وهي من محاسن الشريعة الإسلامية، ولا يتخلف عنها إلا منافق أو مريض، أو معذور، فعليك بالجماعة تغنم وتسلَم، ويستنير قلبُك، وتلقى ربَّك وهو راضٍ عنك، أسأل الله لي ولكم الهداية والتوفيق لما يحبُّ ويرضى.
المحافظة على صلاة الجماعة:
& اعلم أنك إذا حافظت على الجماعة زادك الله رغبة في الخير, وحبًا للطاعةِ, ونور قلبك, ونور قبرك, ونور حشرك, وحشرك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين…
& عليك بالجماعة تغنم وتسلم ويستنير قلبك, وتلقى ربك وهو راضٍ عنك. أسأل الله لي ولكم الهداية والتوفيق لما يحب ويرضى إنه على كل شيء قدير.
مسابقة المأموم الإمام:
& إذا كان إمام ومأموم ورأى الإمام أن المأموم يُسابقه, فيمنعه ويضغط عليه بيده, يعني: انتظر, فإن لم يجد ذلك شيئًا فليبعده, ولينو الانفراد, لأن صلاة المأموم باطلة, ولا يمكن أن تصلى جماعة بمأموم صلاته باطلة, والله أعلم.
السنة أن يتابع من دخل المسجد الإمام على الحال التي هو عليها:
& الإنسان إذا دخل المسجد والإمام على حال, فليصنع كما يصنع الإمام, إن وجده قائمًا قام, وإن وجده راكعًا ركع…وإن وجده ساجدًا سجد معه, وإن وجده جالسًا جلس معه, هذه هي السنة.
رفع الصوت سنة زائد على الذكر:
& ارفع الصوت في الذكر إلا إذا كان إلى جنبك يقضي صلاته فهنا لا ترفع صوتك لأنك لو رفعت الصوت شوشت عليه وقد خرج النبي ذات ليلة على أصحابه وهم يقرءون في الصلاة ويجهر بعضهم على بعض فنهاهم عن هذا.
& إذا كان لا أحد يقضي حولك, ورفعت صوتك, فهذه هي السنة, وهذه السنة مهجورة في كثير من المساجد, فمن أحياها فله أجر من سن في الإسلام سنة حسنة, فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة. والله الموفق.
الجهر بالتسبيح أو بسؤال الله المغفرة وما أشبه ذلك:
&نسمع من بعض الناس الجهر بالتسبيح أو بسؤال المغفرة…وهذا ينهي عنه فينبغي لمن سمعه إذا كان جنبه أن يسكته, وإذا سلم يقول له: لا تجهر, فأنت منهي عن هذا
إذا دخل الإنسان المسجد والإمام راكع فيدخل بالهدوء والسكينة:
& الإنسان إذا دخل المسجد والإمام راكع فإنه لا يقول كما يقول الجهلة اصبروا إن الله مع الصابرين يعني انتظر لا ترفع فهذا غلط وكذلك لا يتنحنح, بل يدخل بالهدوء والسكينة إن أدرك فذاك وإن لم يدرك فالنية قد تبلغ الإنسان ما لا يبلغه الفعل.
تسلط الجن على الإنس:
& ما ضرَّ الناس اليوم من كثرة تسلط الجن على الإنس إلا بسبب إعراضهم عن الأوراد الشرعية, فتأتي الجن فلا تجد أحدًا محروسًا, فتسلط عليه, هذا مع ضعف الإيمان بالله عز وجل وضعف التوكل عليه, وكثرة الأوهام والخيالات.
& صار الآن الناس تلعب بهم الجن كما شاءت فعليك بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وكثرة الأوراد.
استحباب الصلاة مع من فاتته الجماعة:
& الإنسان إذا دخل ووجد الناس قد صلوا, فإنه يستحب لواحد من الجماعة أن يقوم ويصلي معه وتكون هذه صدقة له لأن الرجل لما دخل المسجد وقد صلى الناس قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( « ألا رجل يتصدف على هذا فيصلي معه؟» ))
من فاتته صلاة الجماعة لعذر:
& الإنسان إذا فاتته صلاة الجماعة لعذر, وحرص وتوضأ في بيته, ثم حضر المسجد, ووجدهم قد صلوا, كُتب له الأجر كاملًا _ ولله الحمد _ لأنه تأخر لعذر, أما المتهاون فلا.
الإخبار بالمحبة:
& ينبغي للإنسان إذا كان يحب شخصًا أن يقول: إني أحبك, لأن هذا مما يزيد في الألفة والمحبة…وأما المخاطب بهذا الذي قيل له: إني أحبك فإنه يقول: وأنا أحبك أو يقول: أحبك الله الذي أحببتنا فيه, لأن هذا الرجل الذي قال: أحبك, يعني في الله.
الصارم المسلول في تحتم قتل ساب الرسول, لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
& شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله…له كتاب اسمه “الصارم المسلول في تحتم قتل ساب الرسول”.. كتاب عظيم بين فيه حق الله وحق الرسول صلى الله عليه وسلم وحق الصحابة.
رؤية المحتضر للملائكة:
& المُحتضر إذا جاءه الموت يُمكن أن يرى الملائكة كما قال عز وجل: {﴿ فَلَوۡلَآ إِذَا بَلَغَتِ ٱلۡحُلۡقُومَ * وَأَنتُمۡ حِينَئِذ تَنظُرُونَ* وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَيۡهِ مِنكُمۡ وَلَٰكِن لَّا تُبۡصِرُونَ ﴾} ولكن أحيانًا يُبصرون ويُسمع الإنسانُ المحتضر يُكلّم أحدًا ولكن لا يُدرى من يُكلم
من يدعون إلى اختلاط الناس بالرجال:
& السفهاء الذين يدعون إلى اختلاط النساء بالرجال…هؤلاء من أحمق الناس وأجهل الناس وأسفه الناس وأضل الناس وأبعد الناس عن معرفة الشريعة ومقاصد الشرع فالمرأة مأمورة بأن تبتعد عن الرجال.
متفرقات:
&قد قيل: إن فعل المسنونات أمام الناس بالنسبة لطالب العلم فرض, وإن كانت مسنونة, لأنه أسوة, حتى يُقتدى به.
& الإمام أحمد بن حنبل, إمام أهل السنة, محدث الفقهاء, وفقيه المحدثين.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
Source link