الجزء الثالث من فوائد منتقاة من كتاب أحكام من القرآن الكريم, للعلامة العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الواحدة منها ثلاثة أسطر
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين…أما بعد: فهذا الجزء الثالث من فوائد منتقاة من كتاب أحكام من القرآن الكريم, للعلامة العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الواحدة منها ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
& العمرة في رمضان تعدل حجة وهذا أجر عظيم…ولكن إذا كان هناك أعمال صالحة أفضل من ذلك فصرف الأموال فيها أولى وأحرى, كما لو احتاج المسلمون إلى المال لمجاعة شديدة, أو لأمراض فتاكة تحتاج إلى علاج, أو إلى قتال الكفار.
& إذا ترتب على هذه العمرة إضاعة الأهل وعدم تربيتهم, مع علمه أو غلبة ظنه أنهم سوف يضلون إذا غاب عنهم, فإن العمرة حينئذ تكون مرجوحة, وبقاؤه عند أهله وتربيتهم إياهم, وتوجيههم إلى الخير أفضل.
& إذا كان يترتب على هذه العمرة أمور سيئة في مكة, مثل أن يكون معه شباب وشابات يذهب بهم إلى مكة في رمضان, ثم يتسكعون في الأسواق…ويحصل بذلك من الاختلاط والفتنة شر, ما لا تحمد عقباه, فهنا بقاؤه في بلده أفضل وأحسن.
المنافقون:
& {﴿ وَيُشۡهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلۡبِهِۦ ﴾} [البقرة: 204] يعني: على أنه ناصح, موافق لشريعة الله, {﴿ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلۡخِصَامِ ﴾ } أي أعظمهم خصومة, وهذا ينطبق تمامًا على المنافقين.
من فوائد التقوى:
& تقوى الله تعالى من أكبر الأدلة على عقل الإنسان, وأنه من ذوي الألباب…ومن لم يتقِ الله فليس من ذوي الألباب.
& فضيلة التقوى وأنها سبب للغلو والرفعة, يقول الله تعالى: {﴿ وَٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ فَوۡقَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ ﴾} [البقرة:212]
& الرزق سبب للرزق…قال الله تعالى: { ﴿ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجا * وَيَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُۚ﴾} [الطلاق:2-3]
أولي الألباب:
& أولي الألباب هم المنتفعون بخطاب الشرع, لأن الله وجه الحطاب إليهم في قوله: {﴿ وَٱتَّقُونِ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ﴾} [البقرة: 197]
النصر:
& النصر قد يكون نصرًا للقول وقائله, بحيث يشاهد القائل انتصاره في الدنيا, وقد يكون نصرًا للقول فقط, بحيث يموت الإنسان القائل قبل أن يشاهد النصر بعينه, ولكن الله ينصر ما جاء به.
السخرية من المؤمنين:
& الكفار يسخرون من المؤمنين, وكلما قوي الإيمان قويت السخرية…ومن سخر من المؤمنين ففيه شبه من الكفار…فيجب الحذر من السخرية من المؤمنين.
حمل الإنسان على طاعة الله:
& الإنسان إذا حمل نفسه على ما يكره من طاعة الله, فليرتقب الخير, لقوله تعالى: {﴿ وَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡـٔا وَهُوَ خَيۡر لَّكُمۡۖ ﴾} [البقرة: 216]
المعاصي:
& المعاصي يظهر بها الفساد في البر والبحر, كما قال تعالى: {﴿ ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِي ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ﴾ } [الروم:41]
& المعاصي سبب للأوبئة, والقحط, والجدب, وبهذا تهلك الأموال, وتنقطع السبل.
الصد عن سبيل الله:
& الصد عن سبيل الله من كبائر الذنوب مثاله أن ترى شخصًا متجهًا إلى الاستقامة والالتزام, فتأتي فتصده عن ذلك وتقول له: هذا يلزمك بأشياء, وهذا يحبس حريتك على ما تظنه أنت أنه حبس للحرية….فهذا نوع من الصد عن سبيل الله.
إتيان الزوجة في الدبر:
& لا يجوز للرجل أن يطأ زوجته في الدبر, لأن الله تعالى إنما أمرنا أن نأتي الحرث, والدبر ليس موضعًا للحرث,
& وطء المرأة في دبرها قال عنه كثير من أهل العلم: إنه من كبائر الذنوب, وأن الرجل إذا عُرِف بممارسة ذلك, ولم يتب, وجب أن يفرق بينه وبين زوجته, لأنه فعل بها ما لا يجوز.
& لا يجوز للمرأة أن تمكن زوجها من وطئها في دبرها, لأنها إن فعلت ذلك فقد أعانت على الإثم والعدوان, وقد قال الله تعالى. {﴿ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ ﴾} [المائدة:2]
الديّن:
& من عليه دَين فإنه لا يتصدق, لأن من عليه دين ليس عنده…زائد من المال, إذا إن الواجب عليه أن يبادر بوفاء الدين, لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( «مطل الغني ظلم» )), والمطلُ هو: تأخير الوفاء.
& من ذهب إلى العمرة أو للحج, وعليه دين, فإننا نقول: لا تعتمر, ولا تحج, حتى تقضي دينك, لأن قضاء الدين واجب, والعمرة والحج مستحبان.
القتال في سبيل الله:
& يقاتل الإنسان لا ليغلب عدوه ولكن لتكون كلمة الله هي العليا, فمن قاتل حمية أو عصبية, كالقتال لأجل العروبة, أو الوطنية, أو ما أشبه ذلك, فليس في سبيل الله. الذي يقاتل في سبيل الله هو الذي يقاتل لشيء واحد أن تكون كلمة هي العليا.
تدبر القرآن الكريم:
& أحثُّ إخواني المسلمين على تدبر كتاب الله عز وجل وتفهم معانيه والعمل به فإنه النور المبين, والشفاء لما في الصدور, والأخذ به من أعظم أسباب تطهير القلب
عدم الاتعاظ بالآيات الكونية دليل على قسوة القلب:
& إنني.. أحذر إخواننا المسلمين الذين يؤمنون بالله، مما يدور على الألسنة – أحيناً – إذا أُصيب الناس بزلزالٍ، أو بعواصف، أو بفيضانات، قالوا: هذا أمر طبيعي، وهذا أمر لا يهُمُّ، فإن هذا – لا شك – دليل على قسوة القلب
& لما قست القلوب، صار الناس كما قال الله تعالى: {﴿ وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا ﴾} [الطور: 44] أي: إن يروا عذاباً في السماء ساقطاً {﴿ يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ ﴾} [الطور: 44] فالواجب علينا أن نتعظ بهذه الآيات وأن نخشى وأن نحذر.
تعليق القلب بالله عز وجل:
& ينبغي للعبد الا يعلق قلبه بأحد غير الله, في السراء والصراء في الصحة والمرض, لأن الله تعالى هو الذي بيده ملكوت السماوات والأرض يُنجي من يشاء, وهو الذي يهلك من يشاء.
الاختلاط بين الرجال والنساء:
& يقول بعض النساء: إن منع الاختلاط بين الرجال والنساء من باب التقاليد, وهذا غلط عظيم, بل هو من باب الأمور المشروعة, لأن القاعدة الشرعية: أن كل شيء يؤدي إلى الفتنة بين الرجال والنساء, فإنه ممنوع.
المساواة بين الرجال والنساء:
& لقد ضلّ قوم يريدون ان يساؤوا بين النساء والرجال, في الأمور التي فرق الله بينهما فيها, وظنوا أن ذلك هو المدينة والحضارة, ولكنه في الحقيقة الجاهلية المحضة, لأن الله سبحانه وتعالى فرق بين الرجال والنساء خلقًا وشرعًا.
فضل الله عز وجل وإحسانه على المتصدق:
& فضل الله وإحسانه, لأن الذي وفقك للقرض, أي: لإقراض الله قرضًا حسنًا, هو الذي يضاعفه لك فلولا أن الله أعانك ما أنفقت ولا أعطيت, ولولا أن الله رزقك ما أنفقت ولا أعطيت, فهو الذي رزقك وأعانك على البذل أثابك على ذلك.
لا يقدر أحد على الصبر إلا بتوفيق الله:
& لا يقدر أحد على الصبر, إلا بتوفيق الله, قد يكون الإنسان أشجع إنسان, وأقوى إنسان, وأحسن إنسان, فإذا أُصيب بمصيبة خارت فواه, وعجز عن حملها, إلا بمعونة الله عز وجل.
النصر من عند الله فلا عبرة بالكثرة:
& لا عبرة بالكثرة, العبرة بنصر الله, فقد يكون العدد كثيرًا, ولا يكون النصر, لا سيّما إذا أعجب الإنسان بكثرته, كما جرى ذلك للصحابة رضي الله عنهم, في غزوة حنين, حين قالوا لا نغلب اليوم من قلة فأراهم الله أن الكثرة لا تغني شيئًا.
& النصر من عند الله عز وجل, ليس بقوة السلاح, وليس بقوة العزيمة, وليس بكثرة العدد, وإنما هو من عند الله عز وجل.
دعاء عند ملاقاة العدو:
& يدعو الإنسان بهذا الدعاء عند ملاقاة الأعداء: {﴿ رَبَّنَآ أَفۡرِغۡ عَلَيۡنَا صَبۡرا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ ﴾} [البقرة:250]
متفرقات:
& لا واعظ أشد من واعظ القرآن…ولا واعظ أوقع في النفوس من القرآن.
& كل من كان بالله أعرف, كان منه أخوف.
& الصابر قليل, كما أن الشاكر قليل.
& فضيلة الصبر, وأن الله تعالى يكون مع الصابر, فينصره, ويُؤيده, ويُثبتهُ.
& الضرر: ما حصل عن غير قصد, والضرار: ما حصل بقصد.
& التمسك بالدين هو الحرية التامة, لأن الإنسان فيه يتحرر من رقِّ الشيطان
& اعتبار بقصص من مضى, كما قال تعالى: {﴿ لَقَدۡ كَانَ فِي قَصَصِهِمۡ عِبۡرَة لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِۗ ﴾} [يوسف:111]
& الصدقة لا تنقص المال, وإن نقصته عددًا, فإنها تزيده بركة وحماية.
& فساد الأرض يكون بالعدوان, والسيطرة على الخلق بغير حق.
كتبه/ فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
Source link