إن القناعة يا نساء المسلمين هي السعادة كلها، وهي سبب السرور والطمأنينة في النفس والأسرة والمجتمع بكامله.
إن القناعة يا نساء المسلمين هي السعادة كلها، وهي سبب السرور والطمأنينة في النفس والأسرة والمجتمع بكامله.
إن المرأة التي لا تقنع برزق الله، وتتطلع دائماً إلى متاع الدنيا، وترهق زوجها كثيراً من أجل ذلك، تعمل على تقويض البيت الذي يؤويها، وتمكن الشيطان من نفسها حتى تصبح تابعة له فتهلك.
ارضي بما قسم الله لك، تكوني أسعد الناس.
قال بعض العارفين: يا بن آدم، إذا سلكت سبيل القناعة، فأقل شيء يكفيك، وإلا فإن الدنيا وما فيها لا تكفيك.
((إن القناعة تضفي على النفس الرضا والسعادة والطمأنينة، وتورث صاحبها عزة، فلا يقبل الهوان، ولا ركوب الحرام، للاستكثار من المنافع المادية.
قبل لابن عباس: إن فلانًا ترك كذا وكذا ألفًا. قال: ولكنها والله لا تتركه.
إن المال الكثير، والمتاع الفاخر، ليس نعمة دائما، بل قد يكون فتنة، فاقنعي بما آتاك الله، وارغبي في الآخرة.
وليست تعني القناعة الخمول وترك الطموح، كلا إن طلب الرزق والتطلع إلى التوسعة على الأهل والعيال وطلبة العلم والمجاهدين في سبيل الله؛ أمر طيب.
لكن الذي نعنيه ألا تحمله الرغبة في كسب المال على المهانة أو الوقوع في الحرام. أو التفريط في كرامته، أو نسيان الله والتكاسل عن الطاعات))[1].
((إن المرأة في هذا العصر – إلا من رحم الله – قد راحت تعبد المظاهر، وتستهويها الزخارف، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن تعلق النساء بالمظاهر والزينة من حرير وحلي سبب للهلاك في الدنيا والآخرة.
أما في الدنيا: فعن أبي سعيد رضي الله عنه، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم خطب خطبة فأطالها، وذكر فيها أمر الدنيا والآخرة، فذكر أن أول ما هلك بنو إسرائيل أن امرأة الفقير كانت تكلفه من الثياب أو الصيغ – أو قال: من الصيغة – ما تكلف امرأة الغني[2].
وأما الآخرة: فإن انشغال المرأة بالحرير والذهب عن طاعة ربها يعوقها عن السمو إلى المنازل العليا في الجنة.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ويل للنساء من الأحمرين: الذهب والفضة»[3].
فيا أمة الله، اتقي الله تعالى، وصاحبي زوجك بالقناعة، ولا تتطلعي إلى ما عند الغير من متاع الدنيا، فإنها والذي نفسي بيده تطلعات تافهة، ولا تشغلي نفسك بأترابك من النساء الأقارب أو الجيران أو المعارف من التباري في اقتناء الكماليات، فالدنيا قاربت على الانتهاء، واقتربت الآخرة، بل وجهي مالك للبذل في سبيل الله تعالى، حتى يكون رصيدا لك يوم القيامة.
[1] نظرات في الأسرة المسلمة بتصرف – ص113 للدكتور محمد لطفي الصباغ.
[2] رواه ابن خزيمة، وقال الألباني: إسناده صحيح (السلسلة الصحيحة برقم 591).
[3] أخرجه ابن حبان وغيره، وقال الألباني: إسناده جيد (الصحيحة برقم 339). انظر: عودة الحجاب للشيخ محمد إسماعيل حفظه الله (2/ 416).
Source link