يَٰبَنِىٓ ءَادَمَ خُذُوا۟ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ – محمد سيد حسين عبد الواحد

منذ حوالي ساعة

سورة من أجل وأعظم وأكرم سور القرآن الكريم تعرف بسورة ( الأعراف ) والأعراف موضع بين الجنة والنار ( الأعراف ) بقعة عالية فيها خير وعليها أشجار وأنهار

أيها الإخوة الكرام : سورة من أجل وأعظم وأكرم سور القرآن الكريم تعرف بسورة ( الأعراف ) والأعراف موضع بين الجنة والنار ( الأعراف ) بقعة عالية فيها خير وعليها أشجار وأنهار يقف على( الأعراف) رجال من المؤمنين ونساء من المؤمنات استوت (حسناتهم وسيئاتهم ) فلا هم من أهل النار بسبب الحسنات التي عملوها، ولا هم من أهل الجنة من أجل السيئات التي اقترفوها ..

قال الله تعالى: { ﴿ وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى ٱلْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّۢا بِسِيمَىٰهُمْ ۚ وَنَادَوْا۟ أَصْحَٰبَ ٱلْجَنَّةِ أَن سَلَٰمٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ ﴾  ﴿وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَٰرُهُمْ تِلْقَآءَ أَصْحَٰبِ ٱلنَّارِ قَالُوا۟ رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ } فهم على الأعراف يقفون يسألون الله من فضله ، ويطمعون في رحمته حتى يقضى الله فيهم أمرا كان مفعولا ..

سورة الأعراف سورة مكية وهى السورة السادسة من السبع الطوال في القرآن الكريم ، والأعراف أطول سورة مكية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم .. ومن بين آيات هذه السورة هذه الآية {﴿ يَٰبَنِىٓ ءَادَمَ خُذُوا۟ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا۟ وَٱشْرَبُوا۟ وَلَا تُسْرِفُوٓا۟ ۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ ﴾}

{﴿ يَٰبَنِىٓ ءَادَمَ خُذُوا۟ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾} هذه الآية نزلت تخاطب الناس أجمعين ﴿ يَٰبَنِىٓ ءَادَمَ خُذُوا۟ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾ هذه الآية لها دلالة ضيقة تنحصر في سبب نزول الآية { ﴿ يَٰبَنِىٓ ءَادَمَ خُذُوا۟ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾}  هذه الآية لها دلالة أخرى أوسع من الدلالة الأولى.. 
 
أما قول الله تعالى {﴿ يَٰبَنِىٓ ءَادَمَ خُذُوا۟ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾ } بدلالته الضيقة والتي تنحصر في سبب نزول الآية فالآية تتكلم عن ( ستر العورات) عند الصلاة في المسجد الحرام، وتتكلم عن الطواف حول البيت الحرام، وذلك أن الناس كانوا يحجون ويعتمرون في الجاهلية قبل الإسلام على بقايا وصلتهم عن دين إبراهيم عليه السلام، فكانوا يأتون مكة يعتمرون ويحجون ويلبون غير أنهم كانوا يخلطون بين عبادة الله وبين الشرك بالله تعالى فيقولون (لبيك اللهم لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك..  )

وهذا الحج بهذه الصورة حج مردود، وهذه العبادة بهذه الصورة عبادة غير مقبولة ذلك أن الله تعالى يقول: {﴿ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِۦ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَٰلًۢا بَعِيدًا ﴾ }

ثم إن الناس في الجاهلية قبل الإسلام كانوا إذا جاءوا مكة حجاجاً أو معتمرين طاف الرجال نهاراً بالبيت الحرام عراة، وطافت النساء ليلاً بالبيت الحرام عراة،  يقولون : لا نطوف بثياب عصينا الله فيها.. اللهم إلا أن تعطيهم قريش ثيابا يطوفون فيها.. وإلا طافوا عراة !! 

إلا ( الحُمْس) وكانت قريشاً تسمى ب(الحُمْس) فإنهم كانوا يطوفون بثيابهم لا يخلعونها،  ولا يطوفون بالبيت عراة، كانت قريش تقول: نحن أهل الحرم، فلا ينبغي لأحد أن يطوف إلا في ثيابنا، ولا يأكل إذا دخل أرضنا إلا من طعامنا . فمن كان له من (الحُمْس) صديقاً بمكة أعاره ثوبا يطوف به، يُعْطِي الرَّجُلُ الرَّجُلَ الثِّيَابَ يَطُوفُ فِيهَا، وتُعْطِي المَرْأَةُ المَرْأَةَ الثِّيَابَ تَطُوفُ فِيهَا، ومن لم يكن له من ( الحُمْس) صديقا وكان له مال استأجر به ثوباً وطاف فيه،  أما من لم يكن له بمكة صديق ولم يكن له مال كان بين أحد أمرين : إما أن يطوف بالبيت عريانا ، وإما أن يطوف في ثيابه الذي جاء به، فإذا فرغ من طوافه ألقى ثوبه عنه فلم يمسه أحد . وكان ذلك الثوب يسمى اللَّقِىِّ . 

كان العرب على تلك { الجهالة والبدعة والضلالة} حتى منَّ الله تعالى عليهم،  وبعث فيهم نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم . 
وفي العام التاسع من الهجرة فُرض الحج وأنزل فيما أنزل عليه هذه الآية : {﴿ يَٰبَنِىٓ ءَادَمَ خُذُوا۟ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا۟ وَٱشْرَبُوا۟ وَلَا تُسْرِفُوٓا۟ ۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ ﴾} فجهز رسول الله أبا بكر فخرج بالناس حاجاً، وأرسل معه علي بن أبي طالب وأبا هريرة وغيرهما ينادون في الناس ويُؤَذِّنُون في النَّاسِ يوم ( النحر) وفي ( أيام التشريق) [ أَلَا لا يَحُجُّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ، ولَا يَطُوفُ بالبَيْتِ عُرْيَانٌ]. ولهذا السبب نزلت الآية 
{﴿ يَٰبَنِىٓ ءَادَمَ خُذُوا۟ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا۟ وَٱشْرَبُوا۟ وَلَا تُسْرِفُوٓا۟ ۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ ﴾ } هذا عن قول الله تعالى : { ﴿ يَٰبَنِىٓ ءَادَمَ خُذُوا۟ زِينَتَكُمْ عِندَ كُل مسجد ﴾} بدلالته الضيقة تتكلم الآية عن ستر العورات عند الصلاة أو الطواف بالبيت الحرام.. 

أما قول الله تعالى {﴿ يَٰبَنِىٓ ءَادَمَ خُذُوا۟ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾} بدلالته الأوسع من دلالته الأولى فالآية {﴿ يَٰبَنِىٓ ءَادَمَ خُذُوا۟ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾ } تتكلم عن ضرورة التزين والتجمل والتحلي بأجمل الثياب عند السعي إلى بيوت الله تعالى، وعند حضور مجالس العلم، وعند حضور الجمع والجماعات، وقد ورد في صحيح السنة أنه كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثيابا مخصوصة يحضر بها الجمع ويحضر بها الجماعات،  وكان صلى الله عليه وسلم لا يخرج من بيته إلا أن يمس من طيب أهله، ذلك أن المساجد، وأن هذه الأماكن المباركة ، وأن مجالس القرآن والعلم مجالس ينظر الله تعالى إليها وتشهدها الملائكة السيارة ، ثم إن الله تعالى جميل يحب الجمال، يحب جمال الصورة، ويحب جمال الظاهر والباطن، ويحب أن يرى أثر نعمه على عبده.. 

وفي حديث عبدالله بن مسعود رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «(لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَن كانَ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبْرٍ قالَ رَجُلٌ: إنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أنْ يَكونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا ونَعْلُهُ حَسَنَةً، قالَ: إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ، الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ، وغَمْطُ النَّاسِ)» . 

مالك بن نضلة رضى الله عنه: دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قَشِفُ الهيئة، يلبس ثوب دون، أشعثَ أغبرَ وكأنه أعرابيّ، فسأله النبي عليه الصلاة والسلام ألك مال؟ 
قلت نعم..  قال من أي المال؟ 
قال عندي من البقر والغنم والإبل.. 
فقال صلى الله عليه وسلم: إن الله يحب إذا أنعم على عبد بنعمة أن يرى أثر نعمته على عبده.. 

أطهر وأطيب بقاع الأرض [المساجد] يأتي المسلم إليها وهو جميل الصورة على حال من الوجاهة والوضاءة والنظافة في بدنه وفي ثوبه وفي رائحته ومن هذه الزاوية ورد حديث عن جابر بن عبدالله قال فيه : « نَهَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، عن أكْلِ البَصَلِ والْكُرَّاثِ، فَغَلَبَتْنا الحاجَةُ، فأكَلْنا مِنْها، فقالَ صلى الله عليه وسلم : مَن أكَلَ مِن هذِه الشَّجَرَةِ المُنْتِنَةِ، فلا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنا، فإنَّ المَلائِكَةَ تَأَذَّى، ممَّا يَتَأَذَّى منه الإنْسُ» .

{﴿ يَٰبَنِىٓ ءَادَمَ خُذُوا۟ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾} أي الزموا حدود الأدب وأنتم في بيوت الله عز وجل.. 
{﴿ يَٰبَنِىٓ ءَادَمَ خُذُوا۟ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾} أي لا ترفعوا أصواتكم في المساجد.. 
{﴿ يَٰبَنِىٓ ءَادَمَ خُذُوا۟ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾} أي تتخاصموا ولا تتشاحنوا في المساجد، فمن الدلالات الجميلة لقول الله تعالى {﴿ يَٰبَنِىٓ ءَادَمَ خُذُوا۟ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾ } ضرورة التحلي بمحاسن الأخلاق في بيوت الله عز وجل.. 

تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أحسن أعمال هذه الأمة،  وأسوء أعمالها فقال عليه الصلاة والسلام { «عُرِضَتْ عَلَيَّ أعْمالُ أُمَّتي حَسَنُها وسَيِّئُها، فَوَجَدْتُ في مَحاسِنِ أعْمالِها الأذَى يُماطُ عَنِ الطَّرِيقِ، ووَجَدْتُ في مَساوِي أعْمالِها النُّخاعَةَ تَكُونُ في المَسْجِدِ، لا تُدْفَنُ» } 

ورد عند مسلم وغيره من حديث أبي هريرة رضى الله عنه : « أن امرأة سوداء يقال لها أم محجن وكانت تقم المسجد أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم (تلتقط العيدان، وتصرف القذا،  والخرق،  وأوراق الشجر) فتجعلها بعيداً عن المسجد..  ثم إن هذه المرأة مرضت فأُخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمرضها فعادها وقد اشتد مرضها،  فقال لأصحابه إذا ماتت فآذنوني» .. 
«ثم إن المرأة ماتت بليل،  فاستصغر الصحابة أمرها فجاءت أم عطية رضى الله عنها، ومعها صفية بنت عبد المطلب، فغسلتها وجهزتها، ثم احتملوها إلى مصلى الجنائز فصلوا عليها بليل ودفنوها.. كل ذلك من غير أن يُعلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم» .. 
«فلما افتقدها رسول الله قال : أين أم محجن؟!  قالوا يا رسول الله ماتت بليل، فقال: ألم آمركم أن تؤذنوني!!  قالوا يا رسول الله أتيناك لنؤذنك بها فوجدناك نائما فكرهنا أن نوقظك،  وخشينا عليك ظلمة الليل وهوام الأرض..  فقال صلى الله عليه وسلم دلوني على قبرها، فدلوه على قبرها، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبرها فصلى عليها ثم قال إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها وإن الله عز وجل ينورها لهم بصلاتي عليهم» … 

 نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يزيننا بزينة الإيمان إنه ولي ذلك ومولاه وهو على كل شيء قدير. 

الخطبة الثانية 
بقى لنا في ختام الحديث عن قول الله سبحانه وتعالى ﴿ يَٰبَنِىٓ ءَادَمَ خُذُوا۟ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾ أن نقول إن هذه الآية أصل في الحديث عن وجوب ستر العورات،  وإنما سميت العورة ( عورة)  لأن من العار كشفها.. 

وما أحوجنا لأن نكلم الناس،  ولأن نذكر الناس بأنه لا يحل لمسلم أن يكشف عورته،  ولا يحل لمسلمة أن تكشف عورتها،  ولا يحل لمسلم أن يقر السوء،  أو أن يرضى به،  أو يسكت عليه في زوجه أو في عياله، قال النبي عليه الصلاة والسلام لا يدخل الجنة ديوث،  قيل ومن الديوث؟  فقال هو الذي يرى السوء في أهله ويسكت.. 

قال الله تعالى {﴿ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا۟ مِنْ أَبْصَٰرِهِمْ وَيَحْفَظُوا۟ فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌۢ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾  ﴿ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَٰتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَٰرِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ءَابَآئِهِنَّ أَوْ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَٰنِهِنَّ أَوْ بَنِىٓ إِخْوَٰنِهِنَّ أَوْ بَنِىٓ أَخَوَٰتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَٰنُهُنَّ أَوِ ٱلتَّٰبِعِينَ غَيْرِ أُو۟لِى ٱلْإِرْبَةِ مِنَ ٱلرِّجَالِ أَوِ ٱلطِّفْلِ ٱلَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا۟ عَلَىٰ عَوْرَٰتِ ٱلنِّسَآءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوٓا۟ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾}

أما عورة الرجل فهى:
من أسفل الركبة إلى أعلى السرة، وهذه العورة لا يجوز كشفها في [الصلاة ولا خارج الصلاة]، ولا يجوز أن يراها منك رجلاً ولا امرأة ً، اللهم إلا [ أن ترى الزوجة من زوجها ] قال النبي عليه الصلاة والسلام ( « احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلاَّ مِنْ زَوْجَتِكَ أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ» )
 أما ما عداها فلا يحل لمسلم أن يكشف للناس عن فخذه ولا شيئا مما بين فخذيه وسرته،  وهذا للأسف وأقولها بكل أسف مما ابتلينا به في هذا الزمان الذي اكتفى فيه البعض ورضى أن يعيش ذكراً لا رجلاً.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.. 

وأما عورة المرأة:
فجميع بدن المرأة عورة إلا الوجه والكفين ولا يجوز أن تكشف المرأة شيئا من عورتها في [الصلاة أو في غير الصلاة]، اللهم إلا [ أن يرى الزوج من زوجته] أما ما عداه فلا يجوز كشف الرأس، ولا صفحة العنق ولا اليدين ولا الساقين،  وهذا أيضاً مما ابتلينا به خاصةً عندما قام على البيوت الذكور وغاب الرجال.. 

جميع بدن المرأة عورة إلا الوجه والكفين فقط.. 
أخرج أبو داود من حديث عائشة ، ” أن أسماء بنت أبى بكر ، دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق ، فأعرض عنها وقال : ” يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يُرى منها إلا هذا وهذا ، وأشار إلى وجهه وكفيه ” ” .

قضية العورات، وعاقبة كشف العورات من أخطر وأسوء العواقب يوم القيامة.. 
قال النبي عليه الصلاة والسلام: 
«صِنْفانِ مِن أهْلِ النَّارِ لَمْ أرَهُما، قَوْمٌ معهُمْ سِياطٌ كَأَذْنابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ بها النَّاسَ، ونِساءٌ كاسِياتٌ عارِياتٌ مُمِيلاتٌ مائِلاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ المائِلَةِ، لا يَدْخُلْنَ الجَنَّةَ، ولا يَجِدْنَ رِيحَها، وإنَّ رِيحَها لَيُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ كَذا وكَذا» .

 نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يزيننا بزينة الإيمان، وأن يسترنا في الدنيا والآخرة بستره الجميل، إنه ولي ذلك ومولاه وهو على كل شيء قدير..


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

خطر الإلحاد (2) – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة السفر إلى بلاد الكفار للدراسة أو غيرها دون التقيد بالضوابط الشرعية -القراءة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *