منذ حوالي ساعة
إن هذا النص الشريف يقصر المسافات ويختصر الخطب ويبتسر المطولات، وقد أوتي عليه الصلاة والسلام جوامع الكلم، من عظيم معنى وبديع مبنى
“م «ر رسول الله صلى الله عليه وسلم على سعد رضي الله عنه وهو يتوضأ فقال له: لا تسرف في الماء، فقال له وهل في الماء من إسراف؟! قال: نعم، وإن كنت على نهر جار» “.
إن هذا النص الشريف يقصر المسافات ويختصر الخطب ويبتسر المطولات، وقد أوتي عليه الصلاة والسلام جوامع الكلم، من عظيم معنى وبديع مبنى، وإن أمة تتبع أوامر نبيها في ترشيد استعمال ماء الوضوء وقد علمنا مكانته من الصلاة عماد الدين وركنه الثاني بعد الشهادتين، لحري بها أن تكون بعيدة عن ملمح التبذير وملحظ الإسراف فيما دونه.
لقد كان موضوع خطبة الجمعة اليوم عن ترشيد استهلاك واستعمال الماء في ظل ما تشهده البلاد من ترادف سنوات الجفاف، وانتظار ذلك اليوم الذي فيه يغاث الناس وفيه يعصرون، وهو موضوع نرى أن الخوض في تفاصيله أمر قد أملته الحاجة ونادت به الضرورة، نسأل الله غيثا نافعا يحيي به الأرض بعد موتها.
والسؤال الذي نحب ونود أن نطرحه في سياق الافتراض هاهنا مفاده: ماذا لو تكلم السيد الخطيب عن مشاكل المواطنين الذين يشكون ويعانون ويتألمون في صمت ومغلوبية من حجم الفواتير المرتفعة السومة، والواجبة الأداء حالا لا مآلا، المقدرة الربح من شركات أجنبية فازت بصفقة بيع الماء لمعشر المؤدين لصلاة الاستسقاء، المتضرعين لله أن يرزقنا الغيث حتى نشتريه من أولئك المضاربين فيه بجشع قل نظيره وعز مثيله حتى في بلدانهم ذات الصقيع القاتل…
إن الخطيب لو حام حول حمى هذا البيع الغابن، لكان أن وصلته للتو تلك الرسالة المعلومة السياق، والتي تنعي إليه خبر تعطيل مهمة الخطابة وترجله من على منبره إلى أجل معلق لا رجعة في حكمه، كما تبين وتناهى إلى سمعنا، وتراءى إلى أبصارنا، على بدء متكرر الوقوع، لم نعد نحفل بعد وإحصاء وحساب عدد ضحاياه من خطباء الجمعات بهذه المملكة الآمنة المطمئنة التي يأتيها رزقها رغدا من كل مكان…
نسأل الله أن يرفع عنا مقته وغضبه، وأن يردنا إليه ردا جميلا، آمين يا رب العالمين
محمد بوقنطار
محمد بوقنطار من مواليد مدينة سلا سنة 1971 خريج كلية الحقوق للموسم الدراسي 96 ـ97
الآن مشرف على قسم اللغة العربية بمجموعة مدارس خصوصية تسمى الأقصى.
Source link