قال الإمامُ المنَّاويُّ: «لا يحافظُ على صلاةِ الضُّحى إلَّا أوَّابٌ، وهي صلاةُ الأوَّابين».
الْحَمْدُ لِلَّهِ الرَّبِّ الْكَرِيمِ، الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ؛ جَادَ عَلَى خَلْقِهِ بِالدِّينِ الْقَوِيمِ، وَأَرْسَلَ إِلَيْهِمُ النَّبِيَّ الْأَمِينَ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِمُ الْكِتَابَ الْمُبِينَ، فَهَدَاهُمْ بِهِ مِنَ الضَّلَالِ إِلَى الْهُدَى، وَمِنَ الشِّرْكِ إِلَى التَّوْحِيدِ، وَمِنَ الْجَهْلِ إِلَى الْعِلْمِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ نَصَحَ لِأُمَّتِهِ أَعْظَمَ النُّصْحِ صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَاتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ، وَأَقِيمُوا لَهُ دِينَكُمْ، وَأَسْلِمُوا لَهُ وُجُوهَكُمْ، تَسْعَدُوا فِي دُنْيَاكُمْ وَأُخْرَاكُمْ، {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.
أيها المؤمنون:
يحدث أحد المشايخ الكرام أنَّ شابًّا جاءهُ حزينًا مهمومًا يبثُّ شكواه، وأنَّه كثيرًا ما يُظلَمُ، ويقعُ تحتَ الظُّلم ممن يُحبُّ وممَّن يَكرَه. يقولُ الشَّاب: يا شيخُ هل تجدُ لي مخرجًا، فقدْ أُغلِقتْ في وجهيَ الأبوابُ، وما عُدتُ أَتحمَّل؟ يقولُ الشَّيخُ: قلتُ له: عندي مَخرجٌ واحدٌ لكنَّه صَعْبٌ. قال الشَّابُّ: قُلْه يا شيخ. قال الشَّيخُ: صَلِّ الضُّحى أربعَ ركعاتٍ.
قال الشَّابُّ مُستَغرِبًا: يا شيخ! قال الشَّيخُ: نعم، صلِّ الضُّحى أربعَ ركعاتٍ ولا تتركها أبدًا. قال الشَّابُّ مُستَفهِمًا: لِمَ؟ قال الشَّيخُ: لأنَّ اللهَ – سبحانه – يقول كما في الحديث القدسي: «يَا ابْنَ آدَمَ صَلِّ لِي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ أَوَّلَ النَّهَارِ أَكْفِكَ آخِرَهُ» (رواه الإمام أحمد وأبي داوود وصححه الألباني).
يقول الشَّيخُ: خرَجَ الأخُ مِن عندي، وأنا واللهِ نسيتُ الموضوعَ، وإذ به يتَّصلَ عليَّ هذا الشَّابُّ بعدَ مُدَّةٍ وقال لي: يا شيخ: واللهِ منذُ خرجتُ مِن عندِك ما اشتكيتُ الظُّلمَ قطُّ، قال الشَّيخُ: ولِما؟ قال الشَّابُّ: ما تركتُ الضُّحى أربعًا.
يقولُ الشَّيخُ مُعلِّقًا على القصَّة: وَعْدٌ سَابقٌ، ووَعْدٌ صَادقٌ، لا يُمكنُ أنْ يتخلَّفَ لأنَّ اللهَ لا يُخلِف الميعاد.
عباد الله:
سُنَّةُ الضُّحى عَمَلٌ مُبَارَكٌ جَلِيلٌ، وفَضْلٌ كبيرٌ مِن اللهِ لِعِبَادِه، حيثُ رَتَّبَ لِثَوابِها الأَجرَ العَظيمَ، فتَزدَادَ بها مَحبَّةُ اللهِ لهم، كما قالَ – عَزَّ وَجَلَّ – في الحديثِ القُدُسِيِّ: «وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ» (رواه البخاري).
وسُنَّةُ الإشراقِ هي ذاتُها سُنَّةُ الضُّحى، والفَارِقُ بينهما مِن حيثُ وقتِ صلاتِهما، فمَن صَلَّاها في أَوَّلِ وقتِها فهي بالنِّسبةِ له إشراقٌ وضُحى، ومَن صلَّاها في مُنتَصفِ الوقتِ أو آخرِه فهي ضُحى فقطْ.
وسُئِلَ فضيلةُ الشَّيخِ ابنُ عثيمين – رحمه الله -: عن صَلاةِ الإشراقِ هل هي الضُّحى؟
فأجابَ فضيلتُه بقولِه: وخلاصةُ الجوابِ: أنَّ ركعتي الضُّحى هما ركعتا الإشْراقِ، لكنْ إنْ قُدِّمَتْ الرَّكعتين في أوَّلِ الوقتِ وهو ما بعدَ أنْ تَرتفعَ الشَّمسُ قَيدَ رُمْحٍ فتكونُ صلاةَ إشْراقٍ وضُحى، وإنْ أخَّرتَهما إلى آخرِ الوقتِ فهما ضُحى.
وهُمَا سُنَّةٌ مؤكَّدةٌ؛ فقدْ قالَ سماحةُ الشَّيخِ ابنُ بازٍ: «صَلاةُ الضُّحى سُنَّةٌ مؤكَّدةٌ، فعَلَها النبيُّ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – وأرشدَ إليها أصحابَه».
ولم يرشدْهم النبيُّ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – إليها فقطْ، بل أَوصَاهُم بها، فهذا أبو هريرةَ – رضي الله عنه – يقول: «أَوْصَانِي خَلِيلِي – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – بِثَلَاثٍ: «بِصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَرْقُدَ» (رواه البخاري ومسلم).
وهذا أبو الدَّرداء – رضي الله عنه – أيضًا يقول: «أَوْصَانِي حَبِيبِي – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – بِثَلَاثٍ، لَنْ أَدَعَهُنَّ مَا عِشْتُ: «بِصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلَاةِ الضُّحَى، وَبِأَن لَا أَنَامَ حَتَّى أُوتِرَ]»[1].
ليس هذا فحسب، بل إنَّها تُجزئُ عن التَّسبيحِ والتَّهليلِ والتَّكبيرِ، وتَكونُ بمثابَةِ الصَّدَقَةِ عن كلِّ مَفْصِلٍ وعُضْوٍ مِن أِعضاءِ الإنسانِ، يقول النبيُّ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – «يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى»[2].
قال الإمامُ ابنُ الجَوزيِّ – رحمه الله -: فَكَأَنَّ معنى الحَدِيثِ: على كلِّ عَظْمٍ مِن عِظَامِ ابنِ آدمَ صَدَقَةٌ، لِأَنَّهُ إِذا أصبحَ الْعُضْو سَلِيمًا فَيَنْبَغِي أَنْ يَشْكُرَ، وَيكونَ شُكْرُه بِالصَّدَقَةِ، فالتَّسبيحُ والتَّحميدُ وَمَا ذَكَرَه يَجْرِي مَجْرَى الصَّدَقَةِ عَنِ الشَّاكِرِ.
عباد الله:
ثمةَ أمر معجز في هذا الحديث، وهو أنْ يُحَدِّدَ المُصطَفَى – صلَّى الله عليه وسلم – عددَ مَفَاصِلِ جِسمِ الإنسانِ، هذا التَّحديدَ الدَّقِيقَ، في زَمَنٍ لمْ يكنْ مُتَوَفِّرًا لأحدٍ مِن الخَلْقِ أَدَنى عِلْمٍ بذلك.
يقولُ الشَّيخُ الدُّكتورُ عبدُ اللهِ بنُ عبدِ العزيزِ المُصْلِحُ، أمينُ عامِ الهَيئَةِ العَالَمِيَّةِ للإعجازِ العِلْمِيِّ في القرآنِ والسُّنةِ: «الْتَقَيْتُ بالبُرُوفِيسُور الدُّكتور «بروي»، وهو طَبِيبٌ نِمسَاويٌّ مِن أَشْهَرِ أَطِبَّاءِ المَفَاصِلِ في العَالَمِ، فسألْتُه وقلتُ: هل عَدَدتُم مَفَاصِلَ الإنسانِ؟ قال: نعم. فقلتُ: كمْ وجدتموها؟ قال: بعدَ بَحْثٍ ودِراسةٍ طويلةٍ، وبعدَ أنْ شَرَّحْنَا جِسمَ الإنسانِ وصَوَّرنا كلَّ جُزءٍ مِن جِسمِ الإنسانِ، خَلُصْنَا إلى أنَّ عددَ مَفَاصِلِ الإنسانِ ثَلاثُمائةٍ وسِتُّون مفصلًا.
فقلتُ: أَلَا يمكنُ أنْ تكونَ أَقَلَّ مِن ذلكَ أو أكثرَ؟ فقال: لا يمكنُ ذلك أبدًا.
فقلتُ له: كمْ مَكَثَتْ هذه الدِّراسةُ؟ قال: استَمَرَّتْ أَكثرَ مِن خمسينَ سَنَةً حتى تَوَصَّلْنا إلى هذا العَدَدِ. قلتُ له: أتدري أنَّ النبيَّ محمدًا – صلى الله عليه وسلم – وقبلَ أَلْفٍ وأربعِمئةِ سَنَةٍ، قدْ سبقَكُم لهذه النَّتيجةِ؟! فقال مُندَهِشًا: كيف؟ فقرأتُ عليه هذا الحديثَ، فاحْمَرَّ وجهُه وتَغَيَّرَتْ مَلَامِحُه، فقلتُ للمُتَرجِمِ: قل له مَا رَأْيُه؟
فقال: اسمعوا لِي، إنْ كنتُ أَحتَرِمُ عَقلِي، يجبُ عَلَيَّ أنْ أَشهَدَ أنَّ محمدًا يَتَلَقَّى الوَحْيَ مِن اللهِ وأنَّه رسولُ اللهِ.
بل إن صلاةُ الضُّحى أيها الإخوة في الله غَنيمَةٌ عظيمةٌ، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: « بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – سَرِيَّةً، فَغَنِمُوا، وَأَسْرَعُوا الرَّجْعَةَ، فَتَحَدَّثَ النَّاسُ بِقُرْبِ مَغْزَاهُمْ، وَكَثْرَةِ غَنِيمَتِهِمْ، وَسُرْعَةِ رَجْعَتِهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَقْرَبَ مِنْهُ مَغْزًى، وَأَكْثَرَ غَنِيمَةً، وَأَوْشَكَ رَجْعَةً؟ مَنْ تَوَضَّأَ، ثُمَّ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لِسُبْحَةِ الضُّحَى، فَهُوَ أَقْرَبُ مَغْزًى، وَأَكْثَرُ غَنِيمَةً، وَأَوْشَكُ رَجْعَةً» (رواه أحمد وصحَّحه الألبانيُّ).
ومن فضائلها أنها تعدل ِعُمْرَةٍ قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: «مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا إِلَى صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ الْمُحْرِمِ، وَمَنْ خَرَجَ إِلَى تَسْبِيحِ الضُّحَى لَا يَنْصِبُهُ إِلَّا إِيَّاهُ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْمُعْتَمِرِ، وَصَلَاةٌ عَلَى أَثَرِ صَلَاةٍ لَا لَغْوَ بَيْنَهُمَا كِتَابٌ فِي عِلِّيِّينَ» (رواه الإمام أحمد وأبي داوود وحسنه الألباني).
قال الإمامُ المنَّاويُّ – رحمه الله -: «لا يحافظُ على صلاةِ الضُّحى إلَّا أوَّابٌ، وهي صلاةُ الأوَّابين»، والأوَّابُ الرَّجَّاعُ إلى اللهِ بالتَّوبةِ، يُقالُ آبَ إلى اللهِ رجعَ عن ذنبِه، فهو أوَّابٌ مبالغةً».
أما بعد:
فيا أيها الكرام:
أما عن وقتُ صلاةِ الإشراقِ والضُّحى فيقول العلَّامةُ الشَّيخُ ابنُ عثيمين – رحمه الله -: «صلاةُ الإشْراقِ وهي التي تُصلَّى بعد أنْ تَرتفعَ الشَّمسُ قيدَ رُمْحٍ، ومِقدارُ ذلك بالسَّاعةِ أنْ يمضيَ على طُلوعِ الشَّمسِ ربعُ ساعةٍ أو نحو ذلك، هذه هي صلاةُ الإشْراقِ، وهي صلاةُ الضُّحى أيضًا؛ لأنَّ صلاةَ الضُّحى مِن حِينَ أنْ ترتفعَ الشَّمسُ قيدَ رُمْحٍ إلى قُبيلِ الزَّوالِ، وهي في آخرِ الوقتِ أفضلُ منها في أوَّلِه».
وأفضلُ وقتٍ لِصلاةِ الضُّحى: بعدَ اشتِدَادِ الحَرِّ، وتُسمَّى آنذاك بصَلَاةِ الْأَوَّابِين، كما ثبتَ ذلك في صَحيحِ مسلمٍ.
ومن أحكامِ هذه الصلاة المباركة أنَّها لا تُقضى إذا فَاتَ وقتُها. ويسر بها ولا يجهر.
ومن أحكامها أنه يُشرعُ للمُسافرِ أداء هذه صلاةُ كما أفتى بذلك علماءُ اللَّجنةِ الدَّائمةِ.
وأما عن عدد ركعات صلاةِ الضُّحى فاتَّفقَ العلماءُ على أنَّ أقلَّ ما يُصلِّيه العبدُ في صلاةِ الإشراق والضُّحى ركعتانِ، ولا حَدَّ لأكثرِه، ولْيُصَلِّ العبدُ ما شاءَ اللهُ أنْ يُصليَ، على أنْ تكون تلك الصلاةُ مَثنى مَثنى، أي: ركعتينِ ركعتينِ. كما قال بذلك العلامتان ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله.
وهل تُصلَّى الضُّحى في جماعةٍ؟ قال العلَّامةُ ابنُ عثيمين – رحمه الله -: «أنَّه لَا بأسَ أنْ يُصليَ بعضَ النَّوافلِ جماعةً، ولكنْ لَا تكونُ هذه سُنَّةً رًاتبةً كلَّما صَلُّوا السُّنَّةَ صَلُّوها جماعةً؛ لأنَّ هذا غيرُ مشروعٍ».
وبعدُ أخي الحبيب:
وبعدَ أنِ استَقَرَّ لَدَيْكَ هذا الفضلُ العظيمُ، والجزاءُ الكبيرُ، وهذه الفُرصةُ السَّانِحَةُ، لِتَقتَرِبَ مِن ربِّك أكثرَ، وِلِأَجْلِ أنْ تَحصُلَ على هذا كلِّه ركعتانِ فقطْ تَرَكَعُهما مِن الضُّحى، فقطْ اقْتَطِعْ مِن وقتِك ثلاثَ دقائقَ أو خمسَ دقائقَ تُصلِّي فيها هذه الرَّكعاتِ، واجعلْها سُنَّةً يوميَّةً لك، وجاهد نفسك على ذلك، حتى تألفها وتتعود عليها واحصُلْ على كلِّ هذا الأجرِ العظيمِ، والأثرِ الكبيرِ عليك في يومِك كلِّه، وهو فضلُ اللهِ يؤتيه مَن يشاءُ. فَهَلَّا اهْتَبَلْتَ الفُرصةَ؟!
نسألُ اللهَ – تعالى – أنْ يوفِّقَنا ويُعينَنا ويُحَبِّبَ إلينا القِيامَ بهذهِ الصَّلاةِ والمحافظةَ عليها؛ حتى نَنَالَ هذه الأجورَ العظيمةَ.
ثم اعلموا أنَّ مِن أفضل الأعمال وأزكاهَا عند خالِقِنا جلّ وعلا، كثرة الصلاةَ والسّلام على سيّدنا وحبيبِنا ونبيِّنا وقُرّة عيونِنا محمّد صلى الله عليه وسلم.
فصلى الله وسلم وبارك عليه ما تحرك بذكره اللسان، وسارت بأخباره الركبان، وردد حديثَه الإنسُ والجان، فأكثروا عباد الله من الصلاة والسلام عليه كما أمركم ربكم، حيث قال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [الأحزاب: 56].
[1] رواه مسلم (722). [2] رواه مسلم (720).
Source link