منذ حوالي ساعة
الدين كله من الله ولله وفي الله، وينبغي لعبد عرف الله وعرف طريق الله أن يكون لله وبالله، فبغير طريق الله لن يجد العبد إلا المعيشة الضنك والعنت في الحياة والضلال وانطماس البصيرة.
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
روى الإمام مسلم رحمه الله في “صحيحه” عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رضي الله عنه : ” أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : «( الدِّينُ النَّصِيحَةُ ) قُلْنَا لِمَنْ ؟ ، قال : ( لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ» .
وأركز في مقالي هذا عن الشق الأول من الحديث وهو (النصيحة لله)
هذه الكلمة تضم الدين كله
فالدين كله من الله ولله وفي الله، وينبغي لعبد عرف الله وعرف طريق الله أن يكون لله وبالله، فبغير طريق الله لن يجد العبد إلا المعيشة الضنك والعنت في الحياة والضلال وانطماس البصيرة.
أما في رحاب الله فالعبد يمشي بنور الله ويحيا في سبيل الله على بصيرة من الله.
قال النووي رحمه الله :
” أَمَّا النَّصِيحَةُ لِلَّهِ تَعَالَى : فَمَعْنَاهَا مُنْصَرِفٌ إِلَى الْإِيمَانِ بِهِ ، وَنَفْيِ الشَّرِيكِ عَنْهُ ، وَتَرْكِ الْإِلْحَادِ فِي صِفَاتِهِ، وَوَصْفِهِ بِصِفَاتِ الْكَمَالِ وَالْجَلَالِ كُلِّهَا، وَتَنْزِيهِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مِنْ جَمِيعِ النَّقَائِصِ ، وَالْقِيَامِ بِطَاعَتِهِ وَاجْتِنَابِ مَعْصِيَتِهِ، وَالْحُبِّ فيه ، والبغض فيه، وموالاة من أطاعه ومعاداة مَنْ عَصَاهُ، وَجِهَادِ مَنْ كَفَرَ بِهِ، وَالِاعْتِرَافِ بِنِعْمَتِهِ وَشُكْرِهِ عَلَيْهَا، وَالْإِخْلَاصِ فِي جَمِيعِ الْأُمُورِ، وَالدُّعَاءِ إِلَى جَمِيعِ الْأَوْصَافِ الْمَذْكُورَةِ، وَالْحَثِّ عَلَيْهَا، وَالتَّلَطُّفِ فِي جَمعِ النَّاسِ أَوْ مَنْ أَمْكَنَ مِنْهُمْ عَلَيْهَا ” انتهى من “شرح النووي على مسلم” (2/ 38) .
إذن فالنصيحة لله تشمل:
الإيمان بالله إيماناً صحيحاً صادقاً بلا شريك، ولا رياء.
إيمان بربوبيته فهو الخالق المدبر لشؤون الكون وحده، المحيي المميت سبحانه، له الأسماء الحسنى وصفات الكمال والجلال، ليس كمثله شيء، المستحق وحده للعبادة، سواء عبادة الباطن كالتوكل عليه وحده والمحبه له سبحانه والانقياد لأمره والتسليم لشرعه، وعبادة الظاهر كالدعاء، والصلاة، والصوم،والزكاة، والحج، والدعوة إلى الله.
ومن النصيحة لله محبة أولياء الله وبغض أعداء الله، وعند الشدائد التي تقع على الأمة المسلمة يتبين صدق الولاء من كذبه، فتجد صادق الولاء يتحرك قلبه لآلام المسلمين، وتتحرك جوارحه للنجدة والمساعدة، بينما تجد مريض القلب يسارع إلى أعداء الله ويواليهم ويداهنهم طمعاً لما في أيديهم ولو على حساب إيمانه.
ومن النصيحة لله الجهاد الصادق في سبيل الله بالنفس والمال والجهد.
ومن النصيحة لله شكر نعمه سبحانه، وأقل الشكر ألا يعصي العبد ربه بنعمة أنعمها عليه، فالعبد الصالح يعرف نعم الله عليه ويؤدي بعض شكرها بالحمد الدائم والثناء على الله، ويستخدمها في إعلاء كلمة الله وخدمة دينه.
ومن النصيحة لله الإخلاص في الأعمال كلها، ومشاهدة الله وحده، ونبذ مشاهدة العباد للعمل وعدم الالتفات لثناء العباد أو ذمهم.
Source link