منذ حوالي ساعة
لا تُفكِّر في الانتقام أبدًا؛ لأن الله يتولَّى الحساب، فكِّر فقط في حياتك بشكلها الجميل الصادق الصحيح
إلى القلوب التي تستيقظ وهي تظلُّ تنظر إلى الوراء دومًا، وتعيش في أحزانها وآلامها، ولا تنظر إلى الأمام أبدًا؛ لماذا نعيش في ماضٍ مُعيَّن أو ألمٍ مُعيَّن سبَّب لنا الكثير من الكدمات القلبية، لماذا؟! هل عندما أتذكَّر الماضي سيتغيَّر الحزن؟! بالتأكيد لا.
هذا اسمه ماضٍ؛ أي: لن يعود، مضى وانتهى؛ إذًا لماذا لا أنظر إلى ما أنا عليه الآن، إلى حاضري؟! هل أنا سعيد؟ هل استفدت من الحزن والألم والصدمات التي حدَثت لي؟!
إذا سألتُ نفسي هذه الأسئلة، فسيأتيني جوابٌ صادقٌ من قلبي الذي كاد أن يموت حزنًا، سيقول لي ذاك القلب: مهلًا، أودُّ أن أعيش حياةً أجمل، أرجوك أودُّ أن أرسم البسمة على شفتي وشفة مَنْ حولي.
أودُّ أن أُعيد الثقة لنفسي من جديد، أودُّ أن أطوي الماضي المؤلم الذي قدَّمْتُ له ولم يُقدِّم لي.
هذه كلمات قلبك الصادق، فهل تتجاهلها؟! لا أظُنُّكَ ستتجاهلها إطلاقًا؛ لأن قلبك هذا جميل صادق، يحِبُّ الخير، يحِبُّ كلَّ جميل، يُحِبُّ الحياة، يحِبُّ التفاؤل.
إذًا يا مرحبًا بالتفاؤل، يا مرحبًا بالقلب الذي عاد بعد انكسار، وبعد زمن، وبعد سنوات، وبعد حزنٍ، وبعد آهات، وبعد تضحيات لم تُقدَّر وضاعت؛ لكن التفاؤل الذي بداخل قلبي الجميل يقول لي: تضحياتُك إن نسِيها غيرُكَ، فإن الله لا ينساها.
ألا اعلَم رحِمك الله أن ألَمَك سيُزيله الله؛ فرحمته وسِعَت كلَّ شيء، وأي شخص قد أوجع قلبك وسمحتَ له بإدخال الحزن إليك، لا تسمح له بأن يقتل البسمة في قلبك، وأن يقتل التفاؤل داخلك، أنت قويٌّ بالله.
تذكَّر أن الله الذي أيقظ قلبك الآن بهذه الكلمات لن يخذلك أبدًا أبدًا؛ لكن لا تُفكِّر في الانتقام أبدًا؛ لأن الله يتولَّى الحساب، فكِّر فقط في حياتك بشكلها الجميل الصادق الصحيح، وتأكَّد أن الله لن ينسى الأيام التي سكبْتَ دموعَكَ فيها من أجل أي شخص أو أي موقف.
استعدَّ لتكون إنسانًا جديدًا، لكن في طريق الله وبالله جل وعلا، ولا تستسلم، ولا تتذكَّر أي موقف مؤلم، فقط اجعله يكون ذكرى عابرة لن توقف إرادتك فهيَّا، هيَّا، هيَّا الآن، الآن، أكثِرِ الدعاء، وتفاءلْ وغيِّر للأفضل، هيَّا وثِقْ بالله تَسعَد وتُسعِد.
Source link