قيلَ لطالبٍ: “أنت عبقري!”، وسواء كان هذا الخطاب الموجَّه إليه صادقًا أو كاذبًا، فقد تَرَكَ فيه أثرًا عميقًا من الناحية المعنوية.
قيلَ لطالبٍ: “أنت عبقري!”، وسواء كان هذا الخطاب الموجَّه إليه صادقًا أو كاذبًا، فقد تَرَكَ فيه أثرًا عميقًا من الناحية المعنوية.
يحتاجُ طلَبتُنا وتلاميذنا إلى هذا النوع من الخطاب الإيجابي المُحفِّز؛ لأنه يترك في النفس أثرًا فاعلًا، ويُفتِّق القدرات، ويُطلق المكامن، ويشجِّع على “الإبداع” و”الإنجاز”، والمَسير إلى الأمام في الدراسة.
أَذْكُرُ أنه في إطار تطبيق تعليمات “فنِّ” التدريس، و”حُسن” التعامل مع التلاميذ، كُنت أُشْعِرُ تلميذًا مشاغبًا بالمسؤولية والمقدرة على التميُّز والنجاح، فتحوَّل سَمْتُهُ إلى تلميذٍ مجتهدٍ عازمٍ على الإِقدام في مسيرته الدراسية.
نهجتُ الأسلوب الآتي معه:
1- الكلمة المشجعة والمُحفزِّة: أنت ناجحٌ ومتميزٌ وذكيٌّ.
2- عَدم تقليل قيمته أمام زملائه: انظروا إلى زميلكم كيف وَجَدَ الإجابة السليمة.
3- التكليف بالمهمَّات: أنت بطلٌ وتستحقُّ تقلُّد هذه المهمَّة.
الطالب أو التلميذ “عقلٌ” و”نَفْسٌ”، ورُبَّما تكون لنفسيته الإيجابية الأثرُ الكبير في تفتيقِ وتفجيرِ مداركه العقلية؛ لأنه في عُرف المعرفة والتدريس “لا يُوجد تلميذٌ فاشلٌ”، وأنَّ الطريقة والأسلوب والنهج هُم من يقودون إلى الأخذِ بيده، ووضعهِ على السِّكَّة على طريق النجاح.
“أنت طالبٌ عبقريٌّ”، يتقدَّم إليك مدرسك فتنبِسُ شفتاه بالعبارة تُجاهك، وأنت مبتدئٌ تستحثُّ الخُطى على طريق العلم والمعرفة، وتلتمسُ منها إحرازَ ما تُريد من أهدافٍ وأحلامٍ، وهذا حقُّ الطالب على مُدرِّسه، ومن حقِّ المدرس على طالبهِ العملُ والاجتهاد والمثابرة، والوصول للنتائج المثمرة في نهاية المطاف.
العبقريَّة والنجاحُ، الإبداعُ والانجازُ، الفلاحُ والعملُ، ألفاظٌ تُحدِث في الفؤاد شرارةً فاعلةً، فيُطبِّق الجسد أوامرها، وأُذكِّر هُنا “أنَّ أيَّ نجاحٍ هو ثمرةُ تصميم ومثابرة، فلا تَقتطف الزهرة دون أن تُصيبك أشواكها، ولن تشقَّ البحر دون أن تُصيبك أمواجه العاتية، ولن تَتسلق الجبل دون أن تعثَّرَ وتسقط، ثمَّ تُعاود الوقوف على قدميك، ثمَّ تعثَّرَ وتسقط، فتستعيد توازنك بعدها لتصلَ للمُراد”.
________________________________________________________
الكاتب: أسامة طبش
Source link