فإن المتبقي من شهر رمضان وإن كان قليلًا إلا أنه عظيم الشأن؛ فينبغي أن نبادر بالتوبة النصوح والاستغفار والذكر والدعاء والتضرع إلى الله تعالى والاجتهاد في أبواب الخير والطاعات
مُقَدِّمَةٌ ومَدَخَلٌ للمُوْضُوعِ:
أيُّهَا المُسلِمُونَ عِبَادَ اللهِ، ها هي قد انتصفت ليالي العشر الأواخر من رمضان، هذه الليالي المباركة، وقد رأينا ولله الحمد والمنَّة المساجد قد اكتظَّت بصفوف الراكعين الساجدين المتهجدين، ما بين معتكف قد التزم المسجد لا يفارقه، وما بين من يتردد عليه ليلًا ليحيِيَ ليالي العشر؛ طلبًا والتماسًا وتحريًا لهذه الليلة الموعودة؛ ليلة القدر، ونسأل الله العظيم ألَّا يحرمنا أجرها وثوابها.
أيها الأخ الحبيب، ولنا مع انتصاف ليالي العشر عدة وقفات:
الوقفة الأولى: إنما الأعمال بالخواتيم.
فإن المتبقي من شهر رمضان وإن كان قليلًا إلا أنه عظيم الشأن؛ فينبغي أن نبادر بالتوبة النصوح والاستغفار والذكر والدعاء والتضرع إلى الله تعالى والاجتهاد في أبواب الخير والطاعات، وقد جاء في الحديث: “أن الله تعالى يغفر لعباده الصائمين في آخر ليلة من رمضان كما يوفي العامل أجره إذا فرغ من عمله”.
فإن الباقي من شهر رمضان إنما هو أفضل وأشرف أوقات الشهر، بل أوقات السنة كلها؛ فيحرص المؤمن أن يجتهد في هذا القليل المتبقي؛ فالعبرة بخاتمة الشهر؛ لأن الخواتيم هي آخر عمل الإنسان، وهي ما ثبت عليها واستقر عليها، ولأنها نسخ للتقصير في البدايات، ولأنها هي ما يُذكر عن الإنسان بعد موته، ولأنها هي ما يلاقي بها العبدُ ربَّه سبحانه وتعالى.
ولذلك جاء في مسند الإمام أحمد بسند صحيح، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة وقال: حديث إسناده صحيح على شرط الشيخين، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تُعْجَبوا بعملِ أحدٍ حتى تنظرُوا بما يُخْتَمُ لهُ، فإن العاملَ يعملُ زمانًا من دهرِهِ، أو بُرهةً من دهرهِ بعملٍ صالحٍ لو ماتَ عليه دخلَ الجنةَ، ثم يتَحوَّلَ فيعملُ عملًا سيئًا، وإن العبدَ ليعملُ زمانًا من دهرهِ يعملُ سيِّئ لو ماتَ عليه دخلَ النارَ، ثم يتحوَّلُ فيعملُ عملًا صالحًا، وإذا أرادَ اللهُ بعبدٍ خيرًا استعملهُ قبلَ موتهِ فوفَّقَهُ لعملٍ صالحٍ، ثم يقبضهُ عليهِ”.
وقال ابن الجوزي رحمه الله: “إن الخيل إذا شارفت نهاية المضمار بذلت قصارى جهدها لتفوز بالسباق”؛ فلا تكن الخيل أفطن منك، فإنما الأعمال بالخواتيم، فإنك إذا لم تحسن الاستقبال، لعلك تحسن الوداع.
وقال شيخ الإسلام: “العبرة بكمال النهايات، لا بنقص البدايات”.
وقال الحسن البصري: “أَحْسِن فيما بقي، يُغفرْ لك ما مضى”.
ومما يعينك على ذلك: أنْ تتذكَّر أنَّ رمضان إذا ارْتَحل، فلن يعودَ إلا بعدَ أحدَ عشرَ شهرًا، وهل يعود عليك وأنت فوقَ الأرض حيًّا أو في باطنها ميتًا؟ وهل يعود عليك صحيحًا أو مريضًا؟ فاغتنم الفُرصة ولا تضيعها.
ثم إن ما بقي من هذه العشر فيها (ليلتان وتريَّتان) التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: «تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنَ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ»؛ (متفق عليه).
وهذه الليالي من ضمن السبع الأواخر التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: «فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيَهَا فَلْيَتَحَرَّهَا فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ»؛ (متفق عليه).
وفيها ليلة السابع والعشرين، وهي أرجى الليالي؛ لحديث أُبَيِّ بن كعب رضي الله عنه قال: ((والله لأعلم أي ليلة هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها هي ليلة سبع وعشرين))؛ (رواه مسلم).
فلا يفوتنك إحياء هذه الليالي إن لم تكن معتكفًا، إما بالذهاب إلى أقرب مسجدٍ تُقام فيه صلاة التهجُّد، أو في بيتك، فتجعل لنفسك حظًّا من القيام، وقراءة القرآن الكريم، والذكر والدعاء.
الوقفة الثانية: احذر من الفتور.
وهو آفة من الآفات التي قد تعتري العبد في سَيْرِه إلى الله تعالى، فتراه تضعف عبادتُه بعد قوَّتِه، ويلين عزمُه بعد شدَّتِه، ويهدأ نشاطُه بعد ثورتِه، فمن المُشاهَد أنَّ الناسَ يَنشَطُون في أيام رمضان الأولى في العبادات والطاعات، لكن مع مرور الأيَّام يُصاب الكثير بالفتور والضعف في الطاعات.
ويُبيِّن لنا النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة الفتور؛ كما في مسند الإمام أحمد وغيره عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةً، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إلى سُنَّتِي، فَقَدْ أَفْلَحَ، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إلى غَيْرِ ذَلِكَ، فَقَدْ هَلَكَ»؛ (صححه الألباني في صحيح الترغيب).
وترجع خطورة الفتور:
1- إلى أنه لا يكون إلا بعد القوة والنشاط؛ سواء في العبادة، أو في الدعوة إلى الله تعالى، أو أي باب من أبواب الخير.
وفي شهر رمضان يبدأ الفتور مع أفضل ليالي الشهر: ليالي العشر الأواخر؛ فلنحذر على أنفسنا.
2- وترجع خطورة الفتور أيضًا إلى أنه أول درجات الانتكاسة، فهو يتسلَّل إلى قلب العبد ببطء ولا يأتي بغتة؛ فمثلًا: ترك الصلاة يبدأ بتأخيرها، ثم يبدأ سُلَّم الفتور حتى يتركها بالكلية، وهكذا هَجْرُ القرآن وغيرها من أبواب الخير، ونخشى أن يتسلل إلينا بعد الجد والاجتهاد في أول رمضان.
3- الفتور يحرم العبد من الحصول على محبَّةِ الله تعالى التي لا تكون إلا لذوي الهِمَم العالية، والحرص والمداومة؛ كما في الحديث الصحيح: «وَلا يَزالُ عَبْدِي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافِل حَتَّى أُحِبَّه…» (الحديث)؛ (رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه).
4- والفتور يُؤخِّر العبد عن الدرجات العالية في الجنة التي لا تتأتَّى إلا لذوي الحرص والمثابرة؛ كما قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: «لا يتحسَّر أهلُ الجنة على شيءٍ إلَّا على ساعةٍ مرَّتْ بهم لم يذكروا اللهَ فيها».
ولقد مدح الله تعالى، وأثنى على ملائكته، وذكر أن من صفاتهم أنهم لا يفترون عن العبادة: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ} [الأنبياء: 20].
ومن مظاهر وعلامات الفتور(وهذه العلامات قد تتعدَّد، وتختلف من شخص لآخر):
1- تراخٍ ملحوظ وتكاسُل عن العبادات والطاعات مع عدم التأسُّف على تضييعها؛ ففي الصلاة مثلًا يبدأ سُلَّم الفتور بترك النافلة، ثم التخلُّف عن الجماعة حتى تصير ثقيلةً؛ ولذا ذَمَّ الله تعالى المنافقين: {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى} [النساء: 142]، وقال تعالى: {وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى} [التوبة: 54].
أمَّا حال صاحب الهمة العالية؛ فتنقل لنا عائشة رضي الله عنها حال النبي صلى الله عليه وسلم إذا نُودي للصلاة: “قام كأن لم يعرفنا”.
ومن صور الفتور في الصلاة:
• الاسترسال في التثاؤب أثناء الصلاة.
• ضعف التأمين خلف الإمام بعد الفاتحة، أو مسابقة الإمام.
• هيئة السجود وانبساط الكلب.
ومن علامات الفتور: ضعف رفع اليدين في الدعاء.
وفي الأذكار ربما ترك المئويات من التسبيح والتحميد، ثم يبدأ سُلَّم التنازلات والفتور.
2- ومنها تضييع الأوقات بلا فائدةٍ:
ومن صورها: كثرة الشرود الذهني بلا فائدة.
وعندما تعتريه السآمة والمَلَل فإنه يتوسَّع في وسائل الترفيه (مواقع، ألعاب، تسالي.. إلخ).
بينما الصواب: «فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إلى سُنَّتِي، فَقَدْ أَفْلَحَ، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إلى غَيْرِ ذَلِكَ، فَقَدْ هَلَكَ».
الوقفة الثالثة: احذر من العوائق والمضيعات التي تضيِّع عليك ما بقي من رمضان.
ومنها طول السهر، أو الانشغال بطلبات العيد، ومجالسة أهل الكسل والتفريط، والانشغال بقنوات الإعلام ومواقع التواصل وغيرها من الشواغل.
نسأل الله العظيم أن يتقبَّل صيامنا وقيامنا، وأن يجعلنا من عتقائه من النار.
الخطبة الثانية
وقفات مع أحكام زكاة الفطر:
أيها المسلمون، عباد الله، فإن من الأعمال التي شرعت في آخر هذا الشهر إخراج زكاة الفطر، وتسمى أيضًا صدقة الفطر؛ كما في الصحيحين عَن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: “فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ”، وفي رواية: “أَمَرَ بِزَكَاةِ الْفِطْرِ أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ”.
وَفي الصحيحين عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري رضي الله عنه قَالَ: “كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ”.
وَعَن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: “فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، فَمَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَات”؛ (رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَابْنُ مَاجَه).
ومن خلال هذه الأحاديث نقف مع حضراتكم هذه الوقفات التي تتضمن بعضًا من مسائل زكاة الفطر:
المسألة الأولى: حكمها وشروطها والحكمة منها:
أما حكمها: فإنها واجبة على كل مسلم؛ فهي فريضة فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، ولا تجب إلا بشرطين:
1- الإسلام، فلا تجب على الكافر.
2- وجود ما يفضل عن قوته، وقوت عياله، وحوائجه الأصلية في يوم العيد وليلته.
والحكمة من وجوب زكاة الفطر:
1- تطهير الصائم مما عسى أن يكون قد وقع فيه في صيامه، من اللغو والرفث.
2- إغناء الفقراء والمساكين عن السؤال في يوم العيد، وإدخال السرور عليهم؛ ليكون العيد يوم فرح وسرور لجميع فئات المجتمع.
3- وفيها إظهار شكر نعمة الله على العبد بإتمام صيام شهر رمضان وقيامه، وفعل ما تيسَّر من الأعمال الصالحة في هذا الشهر المبارك.
المسألة الثانية: أن صدقة الفطر متعلقة بالأبدان فهي تجب عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ سواء كانوا أغنياء أو فقراء عندهم قوت فاضل عن قوت عيالهم ليوم العيد وليلته.
فيُخْرِجُها الرجلُ عن نفسه وعمن تجب عليه نفقتهم من الزوجات والأولاد والأقارب صغارًا كانوا أو كبارًا، ولا يجب إخراجها عن الجنين الذي في بطن أمه؛ وإن أخرج عنه فهو خير.
المسألة الثالثة: أنها محددة ومقدَّرة شرعًا من حيث الأصناف والمقادير؛ وهو صاعٌ من غالب قوت البلد، وهو مقدار أربع حفنات؛ لقول ابن عمر رضي الله عنهما: ((فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ)).
وقول أبي سعيد الخُدْري رضي الله عنه: ((كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ)).
وعلى ذلك فلا يجوز إخراجها نقودًا خروجًا من الخلاف، وعملًا بالأحوط للعبادة.
المسألة الرابعة: أن الشرع جعل لها وقتًا محددًا لإخراجها، فأفضل أوقاتها من بعد غروب الشَّمس من آخِرِ يوم من رمضان، إلى حين خروج الإمام لصلاة العيد، والأفضل أن تؤدَّى صباحَ العيد قبلَ الصلاة؛ لقول ابن عمر رضي الله عنهما: (أَمَرَ بِزَكَاةِ الْفِطْرِ أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ).
ويجوز تقديمها قبل العيد بيوم أو يومين؛ لما في صحيح البخاري عن نافع قال: (كان ابن عمر يعطي عن الصغير والكبير، حتى وإن كان يعطي عن بنيَّ، وكان يعطيها الذين يقبلونها، وكانوا يُعطُون قبلَ الفِطر بيوم أو يومين).
ولا يجوز تأخيرها عن صلاة العيد، فإن أخَّرها عن الصلاة بلا عذر لم تقبل؛ لأنه خلاف ما أمر الله به فتكون صدقة من الصدقات؛ لحديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَن أدَّاها قبلَ الصلاة، فهي زكاةٌ مقبولة، ومن أدَّاها بعدَ الصلاة، فهي صدقة من الصدقات».
المسألة الخامسة: مصارف زكاة الفطر:
تُدفع زكاة الفطر للفقراء والمساكين، وقيل: تدفع للمصارف الثمانية للزكاة.
ولا يجوز دفع الزكاة لمن تلزمه نفقتهم؛ كالوالد والأم والابن والزوجة، وتجوز فيمن لا تلزمه نفقتهم؛ كالأخت والأخ إن كانوا فقراء، ويجوز دفع زكوات عديدة لشخص واحد، كما يجوز توكيل الغير لإيصال زكاته؛ (مثل: صاحب المحل، أو غيره) لكن يُشترط أن تصل إلى يد الفقير في الوقت المحدد شرعًا، وليس كما يظن الناس أنها إن وصلت إلى من وكَّلَ بها فقد برئت ذمته.
نسأل الله العظيم أن يختم لنا شهر رمضان برضوانه، وأن يتقبَّل منا صيامنا وقيامنا وسائر أعمالنا.
____________________________________________________
الكاتب: رمضان صالح العجرمي
Source link