قالَ النَّبيُّ ﷺ: «إنَّ لِكلِّ قومٍ عيدًا وَهذا عيدُنا»؛ فهذا عيد الفطر قد هلَّ علينا بعد شهر كامل من الصيام والقيام، فيأتي ليكسر الرتابة، ويُجدِّد هِمَّتنا.
قالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ لِكلِّ قومٍ عيدًا وَهذا عيدُنا»؛ (انظر: صحيحي البخاري ومسلم). فهذا عيد الفطر قد هلَّ علينا بعد شهر كامل من الصيام والقيام، فيأتي ليكسر الرتابة، ويُجدِّد هِمَّتنا.
ويمتاز ديننا بأن كل فعل المسلم عبادة {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162]، فهذا معاذ بن جبل -رضي الله عنه- يقول: إني أحْتَسِبُ نَوْمَتي كما أحْتَسِبُ قَوْمَتِي؛ (صحيح البخاري).
من أجل هذا يأتي العيد، ويحمل معه آدابًا وسننًا، بفعلها نجدد النشاط، ونروح عن النفس، ونكتسب الأجر، وحسبنا بهذا فضلًا يُشكر.
وأهم الوصايا التي أوصيك ونفسي بها ما يلي:
1- استيقظ مبكرًا لصلاة الفجر، وصلِّ الصبح، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صلَّى الصبح فهو في ذمَّة الله»؛ (صحيح مسلم).
2- اغتسل، والبس أجمل ثيابك، وتطيَّب قبل الذهاب للمصلَّى، فعن سعيد بن المسيب أنه قال: سُنَّة الفطر ثلاث: المشي إلى المصلَّى، والأكل قبل الخروج، والاغتسال.
3- كبِّر متى تيسَّر ذلك، قال تعالى: {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 185]، وبداية التكبير ليلة ظهور هلال شهر شوال، ويظل التكبير حتى ينتهي الإمام من الصلاة. وصيغة التكبير الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد، وقال الإمام الشافعي: لا بأس أن يضيف على السابق: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، اللَّهُ أَكْبَرُ وَلَا نَعْبُدُ إلَّا اللَّهَ مُخْلِصِينَ له الدِّيْنَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ، لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، صَدَقَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ، لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَاَللَّهُ أَكْبَرُ.
4- قبل ذهابك للمصلَّى يستحب أن تفطر على تمرات، ولتكن وِتْرًا، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمراتٍ؛ (صحيح البخاري).
ولا صيام في هذا اليوم، ففي الحديث الشريف: إن يوم عرفة، ويوم النَّحْر، وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب؛ (صحيح أبي داود).
5- إن لم تكن أخرجت زكاة الفطر؛ فعليك إخراجها قبل الذهاب للصلاة؛ فآخر أوقاتها صلاة العيد، فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإخراج زكاة الفطر قبل الخروج للصلاة؛ (صحيح البخاري).
6- اذهب للمصلَّى ماشيًا، متى استطعت إلى ذلك سبيلًا، وإلا، فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها.
7- اصحب زوجتك وأولادك (البنين والبنات) للمُصلَّى، ففي الصحيحينِ عن أم عطية -رضي الله عنها- قالت: أُمرنا أن نُخرِج الحيَّض يوم العيدين وذواتِ الخُدُور (البكر البالغة) فيشهدن جماعةَ المسلمين ودعوتهم، ويعتَزِل الحُيِّض عن مُصلَّاهن، قالتِ امرأةٌ: يا رسول الله، إحدانا ليس لها جلبابٌ، قال: لتُلبِسها صاحبتُها من جلبابها؛ (انظر: صحيحي البخاري ومسلم).
8- عند الوصول للمصلَّى (إذا كان في الساحة)، فاجلس بدون صلاة، فليس للساحات سنة تحية المسجد، أما إذا كانت الصلاة في المسجد فيتوقف الأمر على دخولك؛ فإن دخلت قبل شروق الشمس، فاجلس ولا تُصلِّ (على أرجح الأقوال)، أما إذا كان بعد الشروق فصلِّ ركعتين تحية المسجد.
9- صلِّ العيد في جماعة، وليس لصلاة العيد سنة قبلية أو بعدية، فعن نافع أن ابن عمر -رضي الله عنهما-قال: لم يكن يصلي يوم الفطر قبل الصلاة ولا بعدها. وقد تكتفي بصلاة العيد دون سماعك للخطبة، لكن الأكمل والأجمل أن تنصرف بعد انتهاء الإمام من الخطبة. وإن فاتتك الصلاة في المسجد فإنه يمكنك أن تصليها في البيت.
10- في عودتك من المُصلَّى؛ اسلك طريقًا غير طريق الذهاب كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق؛ (صحيح البخاري).
11- هنِّئ الأهل والأرحام والأصدقاء والزملاء والجيران، وهناك صيغ متعددة من أثبتها تقبَّل الله منا ومنكم، ويمكن التوسع في الأمر، فنقول: كل عام وأنتم بخير، جعلكم الله من عوَّاده، عيدكم سعيد….. وغيرها من صيغ التهاني التي تحمل البشر والسرور.
12- وسِّع على أهلك وولدك، والتوسعة تأخذ أشكالًا مختلفة منها: النقود للأولاد لشراء ما يحبون، وصنع طعام يحبه الأهل، والخروج للتنزُّه، أو الاجتماع مع الأهل للهو المباح. فعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بُعاث، فاضطجع على الفراش، وحوَّل وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني، وقال: مِزمارةُ الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم؟! فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: دعهما يا أبا بكر، إن لكل قومٍ عيدًا، وهذا عيدنا، فلما غفل غمزتهما فخرجتا؛ (انظر: صحيحي البخاري ومسلم).
13- زر جيرانك وأرحامك وأصدقاءك، ويستحبُّ أن تعطي الصغار من أبناء من تعرف بعض مال، ولو من قبيل الصدقة، فالصدقة في هذا اليوم مستحبة، فروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يخطب الناس في العيد ويقول: تصدقوا، تصدقوا، تصدقوا؛ (صحيح مسلم).
_______________________________________________
الكاتب: أ. د. زكريا محمد هيبة
Source link