منذ حوالي ساعة
يشعر الكثير من أولياء الأمور بالصدمة حين يفاجأ بأن ابنته أو ابنه يردِّد بعض الألفاظ البذيئة؛ كنوع من الدعابة، أو مسايرةً لمن يسمع منهم، خاصة وهم يرَون أنهم لم يقصروا في تربيتهم، وهنا علينا كمُرَبِّين عند التعامل مع هذه المشكلة أن ننتبه للآتي:
اللفظ البذيء هو كل كلمة أو عبارة يستهجنها الدين أو المجتمع؛ كالسبِّ والقذف، والشتيمة أو التحقير؛ قال المناوي رحمه الله تعالى: “البُذاء هو الفُحش والقُبح في المنطق، وإن كان الكلام صدقًا”، وقال صلى الله عليه وسلم: «ليس المؤمن بالطَّعَّان، ولا اللَّعَّان، ولا الفاحش، ولا البذيء»؛ (رواه أحمد).
تقول أم عمار: أخي دخل سن المراهقة، وأصبحت ألفاظه لا تُطاق؛ تقليدًا لوالدنا الذي يتلفظ هو الآخر بألفاظ بذيئة، فما الحل؟ فأنا لا أرى أي أسلوب ينفع معه، لا النصح ولا التودد ولا المسايسة، حتى بعد أن أحضرته لأرُبِّيه في بيتي مع زوجي، ولكنني أصبحت أشعر بالفشل كلما أراه، فما الحل معه؟
يشعر الكثير من أولياء الأمور بالصدمة حين يفاجأ بأن ابنته أو ابنه يردِّد بعض الألفاظ البذيئة؛ كنوع من الدعابة، أو مسايرةً لمن يسمع منهم، خاصة وهم يرَون أنهم لم يقصروا في تربيتهم، وهنا علينا كمُرَبِّين عند التعامل مع هذه المشكلة أن ننتبه للآتي:
• في البداية اسألِ المراهق عن معنى العبارة بأسلوب استفهامي، ومتى تستخدم؟ فقد يكون المراهق يجهل المعنى الحقيقي لها، ويجهل آثارها السلبية على الآخرين.
• استخدم الحوار الهادئ في بيان الألفاظ البذيئة، وأثرها على المجتمع، مستدلًّا بالقرآن والسنة المطهرة، خاصة التي تحمل في طيَّاتها السبَّ والسخرية، والتحقير والاستهزاء بالآخرين؛ قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات: 11].
• على الوالدين أن يكونا قدوة صالحة في ألفاظهم عند التعامل مع الأولاد، واستبدال الألفاظ البذيئة بألفاظ طيبة وجميلة؛ حتى ترسَخَ في عقولهم.
• الحذر من الضرب والعنف عند سماع اللفظ البذيء؛ لأن العنف يزيد المراهق إصرارًا وعنادًا.
• تحدث معه عن التنمر اللفظي وأثره على الآخرين، وإن كان على سبيل الدعابة والفكاهة، وإن تقبلوه ظاهريًّا، إلا أنه يُحدِث ألمًا نفسيًّا في قلوبهم، يتراكم مع مرور الوقت.
• علينا أن ندرك أن تعلُّم المراهق الألفاظ بأنواعها؛ حسنها وسيئها – أمرٌ طبيعي؛ بسبب اختلاطه مع الناس، لكن الواجب علينا أن نعلمه ما الصحيح وما الخطأ.
• علِّمه أن صاحب السوء قد يجرُّه لمثل هذه الألفاظ، وبالمقابل فإن الصاحب الصالح ينفر ويهرب منه، إذا سمِع مثل هذه الألفاظ البذيئة.
• احرص على نوعية الأصدقاء الذين يخالطهم ابنك المراهق، ادْعُهم إلى بيتك وتعرَّف عليهم، ثم انتقِ الصالح منهم لأولادك.
• ضَعْ قوانين تحكم البيت، التي من ضمنها استخدام الألفاظ بين أفراد الأسرة، ولا مانع من وَضْعِ بعض العقوبات لمن يستخدم الألفاظ البذيئة؛ مثل: سحب جواله، أو منعه من الرحلة.
• أحيانًا نحتاج إلى التجاهل والتغافُل والتنبيه بلطف، خاصة إذا كانت الألفاظ تُقال لأول مرة، أو أنه لا يعرف معناها.
• ذكِّره أن الله يُبغِض الفاحش البذيء، ويُحِبُّ صاحب الخُلُق الحسن، والكَلِمِ الطيب؛ قال صلى الله عليه وسلم: «ما من شيءٍ أثقلَ في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلُقٍ حسن، وإن الله يُبغض الفاحش البذيء»؛ (رواه الترمذي).
أسأل الله العظيم أن يهدي شباب وفتيات المسلمين، وأن يجعلهم لَبِنات صالحات في المجتمع والوطن، وصلى الله على سيدنا محمد.
_________________________________________________
الكاتب: عدنان بن سلمان الدريويش
Source link