يتحمل الآباء مسؤولية توفير فرص تعليمية أثناء العطل الدراسية، وضرورية لتعزيز مهارات أبنائهم وإبقائهم على المستوى المطلوب بهدف تأهيلهم لمرحلة جديدة في الموسم الدراسي المقبل.
الإجازة الصيفية على الأبواب .. آن الأوان لوضع خطة صيفية خاصة بالأبناء لحثّهم على القراءة خلال الإجازة الطويلة لا سيّما وأن الأطفال الذين لا يقرأون في فترة الصيف يفقدون مهارات كثيرة سبق واكتسبوها خلال العام الدراسي، كما أنهم يُسجلون تراجعاً في مَلَكة القراءة خصوصاً إذا كانوا طلاّباً في الصفوف الابتدائية.
وهنا يتحمل الآباء مسؤولية توفير فرص تعليمية أثناء العطل الدراسية، وضرورية لتعزيز مهارات أبنائهم وإبقائهم على المستوى المطلوب بهدف تأهيلهم لمرحلة جديدة في الموسم الدراسي المقبل.
وتعد قراءة القصص والكُتب واحدة من هذه الفرص، إذ من المهم جداً تشجيع الطفل على اقتناء الكُتب وقراءتها خلال الإجازة.
كيف ذلك؟
دعونا أولاً ألاّ نجعل من القراءة واجباً مفروضاً بالقوّة على الأبناء، أو أن نجعلها هدفاً مرتبطاً بالحوافز التي نُغري فيها الطفل، أو جزءاً من إتمام الواجبات المدرسية الصيفية التي قد تُعطى لهم ضمن المنهج الدراسي. الاستراتيجية التربوية الأمثل هنا هي أن نجعل من القراءة مُتعة بحدّ ذاتها.
فالعديد من المناهج الدراسية تجعل من القراءة مادة إلزامية لطلاب المرحلة الابتدائية – 5 سنوات وما فوق-حيث يُفرض عليهم القراءة، فتصبح قراءة الكُتب مادة جافة وتحدٍ انهزامي للطفل يُريد أن يجتازهُ دون متعةً أو دون تشويق لقراءة المزيد.
والصيف ليس الوقت المناسب لهذا النوع من التعليم. ولهذا علينا أن نُقنع أبنائنا أن الكتاب هو عبارة عن شخص يتحدّث إلينا وأن المؤلف يُريد أن يوصل لنا رسالة ما. فالقراءة لمجرد الاستمتاع هي المصباح الذي يجب أن يقتدي به أبنائنا فيما بعد.
إذن، ما الذي يُمكن للوالدين القيام به لتعزيز مهارات القراءة الصيفية لدى أبنائهم؟ وما هي السُبل الذي تُحوّل القراءة لديهم إلى مُتعة عفوية ؟
التحدّي الأول: هو توفير كتاب يتناسب والمستوى الفكري للطفل. وهنا لا بدّ من التمييز بين ما هو: مُحبط لعزيمة الطفل، وما هو تعليمي، وما يُمكن اعتباره مستقلّ.
ففي المدرسة، يتم تدريس الطفل كتاب يتناسب مع مستواه التعليمي وبالتالي فإنه قادرٌ على قراءة وفهم النص بتوجيهات من المُدرّس وذلك بنسبة 90%. أما ما يُحبط عزيمة الطفل فهو كتاب لا يتمكّن من قراءته بطلاقة ولا من فهم محتواه، وبالتالي فإن نسبة الخطأ والإحباط عند قراءته تنخفض إلى ما دون 90%.
أما الكتاب المستقلّ فهو ما يمكن اعتباره سهل القراءة ويسير الفهم على الطفل حيث يقرأه ويفهمه بنسبة تتجاوز الـ 95% وهذا هو الأنسب.
وبالتمييز بين 3 مستويات، على الأهل مساعدة الطفل في العثور على الكتاب المناسب، سواء كان قصّة أو كتاب خيالي أو مادة عبر الإنترنت، أو صحيفة، أو مجلة. فالقراءة هي الهدف.
ويُمكن اللجوء إلى مساعدة أمين المكتبة لتسهيل هذه المهمّة، أو الاستفادة من قوائم الكتب الصيفية الموصى بها عبر على الأنترنت، أو التواصل مع المُدّرسين. ولتسهيل المَهمة عليكم، يُمكن أن تختاروا كتاباً وتطلبوا من الطفل أن يقرأ كلمات متنوعة في أكثر من صفحة، فإذا أخطأ أكثر من مرتين ذلك يعني أن الكتاب ليس من مستواه الفكري، ومن الأفضل استبداله بكتاب آخر.
التحدّي الثاني: هو أن نجعل القراءة جزءا من الروتين اليومي. فقد أظهرت بعض الأبحاث أنه من الممكن تجنب الأهل خسارة أبنائهم لمهارات القراءة إذا تمكنّوا من قراءة ما لا يقلّ عن 6 كتيبات خلال فصل الصيف، وعلى الآباء القيام هنا بتحديد موعد يومي للقراءة (20-30 دقيقة)، ويمكن أن يكون ذلك بعد فترة الغداء مباشرة. وإذا لم تكن كذلك، فبالإمكان مشاركة الأطفال القراءة في رحلة على الشاطئ أو في نزهة برّية أو زيارة عائلية.
التحدّي الثالث: هو تخصيص الأُسرة وقتاً للقراءة سوياً، من خلال جلسات ظريفة لقراءة قصّة معينة وهي فرصة ذهبية لعرض المفردات والمفاهيم وتعليم الأبناء مصطلحات جديدة، التي غالباً ما تكون بغاية الصعوبة على الأطفال وقد تكون هذه المصطلحات جزءاً من التراث الثقافي أو من الكلمات الكلاسيكية.
وهنا من الجميل أن يقرأ الأب أو الأم أحياناً بصوتٍ عالٍ أمام الأبناء أو أن يحاول قراءة الأخبار من التلفاز على مائدة العشاء أو ربما مشاهدة فيلم عائلي لهذا الغرض.
التحدي الرابع: هو دمج الأبناء بالنشاطات الصيفية التعليمية، عبر تسجيلهم في النشاطات التي تُنظمها المؤسسات التعليمية أو المكتبات العامة.
وهذا يأتي في إطار استثمار موارد المجتمع ومساعدة أبنائنا على تطوير مهارات القراءة الجيدة وتطوير الذات. والأهم من ذلك، إعطاء الفرصة لهم لتذوق متعة القراءة التي يُمكن أن تُكرّس في نفوسهم مدى الحياة.
Source link