يَفْرِضُ على الشَّعب العراقي أن يقدِّم أطرافَه وأجزاءً حيويَّة من أجسادِ أبنائه لخدمة الطِّبِّ الأمريكي المُتطور، الذي قرَّر الاستفادةَ من أجساد العراقيِّين الأصحاء؛ لخدمة الإنسانيَّة الأمريكيَّة السَّقيمة بمرض الاستعلاء والاستهانة بالأغيار.
يَحقُّ للمرء أن يعجب من أدعياء الاستنارة، من الذين يُروِّجون للحريَّة والدِّيمقراطية، والمساواة وحقوق الإنسان على الطريقة الأمريكيَّة، ويعتبرون أمريكا والمجتمع الأمريكي، والممارسات الأمريكيَّة مثالاً راقيًا لا بُدَّ لنا من أن نحتذيه؛ ليكونَ ذلك سبيلَنا نحو التقدُّم والتحضر، نحتار في الحُكْمِ، على مَن؟! ما زالوا يُروِّجون لأمريكا أنَّ النجاةَ من التخلُّف والهمجيَّة لا سبيلَ للفوز بها إلاَّ على الطريقة الأمريكيَّة.
نقول لهؤلاء: ألا يكفيهم كلُّ النماذج المفضوحة للهمجيَّة، في ممارسات جيش الاحتلال الأمريكي، من كذبة مُحاربة الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل إلى فظائع أبو غريب وعصابات المرتزقة من اللُّقَطاء وصهاينة (الموساد)، الذين لا يزالون يعيثون فسادًا في العراق؟!
ألا يكفيهم كلُّ ذلك؛ ليشعروا بالعارِ والخَجَلِ من أنفسهم؛ لما يروجونه من كذب وتدليس؟!
يتوالى مُسلسل الفضائح لممارسات جيش التحرير الأمريكي، ومدى الاهتمام بالإنسان العراقي وتحريره من كُلِّ أشكال الإنسانيَّة، فكما فُرِضَت عليه مسألةُ الدِّيمقراطيَّة المزعومة، وانتخابات الصَّفقات المشبوهة مع العملاء وسلاحهم وجبروتِهم المدعوم من الراعية (ماما) أمريكا، كذلك يَفْرِضُ على الشَّعب العراقي أن يقدِّم أطرافَه وأجزاءً حيويَّة من أجسادِ أبنائه لخدمة الطِّبِّ الأمريكي المُتطور، الذي قرَّر الاستفادةَ من أجساد العراقيِّين الأصحاء؛ لخدمة الإنسانيَّة الأمريكيَّة السَّقيمة بمرض الاستعلاء والاستهانة بالأغيار.
فقد أكَّد مصدرٌ عسكري أوروبي وجودَ تقاريرَ استخباراتيَّة عسكريَّة أوروبيَّة سِرِّيَّة، تُؤكِّد قيامَ أطباءَ تابعين لجيش الاحتلال الأمريكي في العراق بسرقة الأعضاء البَشَريَّة من القَتْلَى وبعض الجرحى العراقيِّين قبل القضاء عليهم نهائيًّا؛ لبيعها إلى المراكز الطبِّية والمرضى في بلاد الحرية، أمريكا العُظْمى!
يقول المصدر: إنَّ فريقًا سريًّا من الأطباء الأمريكيين يُرافق القُوَّات في هجماتها على رجالِ المقاومة العراقيين؛ وذلك للتَّعامُل الطبي السريع مع القتلى، وإجراء عمليَّاتِ انتزاعٍ لبعض الأعضاء وحفظها بصورة عاجلة، ومِنْ ثَمَّ نقلها إلى غرفة عمليَّات خاصة قبل نقلها إلى أمريكا؛ لبيعها لمن يحتاجون إلى زراعتها في أبدانهم، (لم يكتفوا بسرقة الوطن والثروات والنفط).
تَمَّ العثور على جثث عشرات العراقيِّين مُشوَّهة وناقصة الأجزاء والأعضاء، وبعضها عُثِرَ عليها من دون رأس، ولم تَجد قياداتُ القُوَّات الأمريكيَّة أيَّة مُبررات مقبولة تفسر التساؤلاتِ حول غياب تلك الأعضاء، وقد أرجعت ذلك لاختراق الرَّصَاصِ لتلك الأجزاء، غير أنَّ هذه المبررات ليست مقبولة طبيًّا، وتُذَكِّرنا بوَلَعِ أجداد الكاوبوي الذين كانت هوايتهم الممتعة اقتناءَ قلائدِ الأنوفِ والآذانِ وفَرْوة الرَّأس للهنود الحمر.
وجرت عمليَّاتُ إحراقٍ للجثث بشكلٍ مُتعمد؛ لإخفاء جريمة انتزاع الأعضاء، وتسعى فِرَقٌ أمريكية طبية مشبوهة في العراق إلى تجنيد بعض العراقيين؛ للإرشاد عن الجُثَثِ والجرحى ذوي الحالات الحرجة للقيام بنَزع الأعضاء منهم، وتقدِّم تلك الفِرَق لأي عراقي يقوم بنزع الكُلْيَة الصَّالحة 40 دولارًا، و25 دولارًا عن العَيْنِ الواحدة، وأكَّدت التقارير مشاهدة عدد من الجثث المشوهة في الفَلُّوجَة، بدت من دون بعض الأعضاء الحيويَّة.
ورصدت عناصرُ من الاستخبارات الأوروبيَّة عددًا من الأشخاص يرتدون أقنعةً ومعاطفَ وقفازات بلاستيكيَّة، يعبثون بالجُثث العراقيَّة عَقِبَ كلِّ عمليَّة عسكريَّة، وينقلون بعضها في سيَّارات خاصة، تحت غطاء: أنَّ هذه الفرق الطبية تقوم بتعقيم الجثث بموادَّ خاصَّة داخل السيارات؛ حتَّى لا تتسبب في نشر الطاعون لحين قيام ذويهم بدفنها.
وأوضحت التقاريرُ أن عددًا من القتلى في سجن “أبو غريب” وسجون أخرى – تعرَّضوا لعمليَّات نزع الأعضاء أو البَتْر الطِّبِّي، وتعرضت جُثَثُ مَن قُتِلُوا للتشويه، وتَمَّ إلقاؤها في مناطقَ بعيدةٍ عن هذه السُّجون لإخفاء الحقيقة، كما أنَّ القواتِ الأمريكيَّة كانت تَمنع بالقوة أجهزةَ الإعلام من الاقتراب من بعض مواقع الأحداث؛ لئلاَّ يتمَّ تسجيلُ هذه المشاهد، غيرَ أنَّ ذوي العراقيين أنفسهم يُدركون هذه الحقائق.
قوات الحلفاء الأوروبيين لاحظت غيابَ ونقصَ الأعضاء من بعض الجثث التي تعامَلَ معها الأمريكيُّون، وأخبروا قياداتِهم العسكريَّة التي طالبتهم بالصَّمْتِ، وعدم الخوض في هذا الحديث لخطورته، بينما قامت القيادات العسكرية والاستخباراتيَّة بكتابة تقارير سرية حول ما رصدته قواتها، وأُرْسِلَ بعضُها إلى وزارات الدِّفاع الأوروبيَّة للعلم والإحاطة.
وهكذا تنكشف فضائحُ الغُزاة دعاة الحرية يومًا بعد يوم، وهذا يُلقي الأعباء الثقيلة على المستنيرين من أبناء جلدتنا، الذين يستطيبون العيشَ في أحذية الغُزاة، والذين يستنبطون الأعذارَ والمبررات لقوات التَّحرير، لعلهم يفلحون في تَبْرير كَذِبِهم ونفاقهم، الذي لا نستطيع بأيِّ حال أن نَصِفَه بأقلَّ من الخيانة والعمالة لأعداء الأمَّة؛ (كوبونات ماما أمريكا)، وياله من ثَمَنٍ بَخس لكل معاني الشَّرَفِ والعِزَّة والانتماء.
___________________________________________________
الكاتب: ناصر الفضالة
Source link