لأهمية هذا الركن فقد بذل أهل العلم من السلف والخلف – رحمهم الله – جهودًا كبيره في الرد على منكري القدر؛ سواء الجبرية أو القدرية، بأدلة الكتاب والسنة، والحجج والبراهين الواضحة البينة…
لأهمية هذا الركن فقد بذل أهل العلم من السلف والخلف – رحمهم الله – جهودًا كبيره في الرد على منكري القدر؛ سواء الجبرية أو القدرية، بأدلة الكتاب والسنة، والحجج والبراهين الواضحة البينة، من الواقع والعقل الذي يدل على انحرافهم في هذه المسألة المهمة.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (القدر قدرة الله عز وجل، فمن كذب بالقدر، فقد جحد قدرة الله عز وجل)[1].
وعن إسحاق بن هانئ النيسابوري، قال: (كنت يومًا عند أبي عبدالله، فجاء رجل فقال: إن فلانًا قال: إن الله عز وجل أجبر العباد على الطاعة، فقال: بئس ما قال، لم يقل شيئًا غير هذا، وسئل عن القدر؟ فقال: القدر قدرة الله على العباد، فقال الرجل: إن زنى فبقدر؟ وإن سرق فبقدر؟ قال: نعم، الله قدر عليه)[2].
وقال ابن عباس أيضًا: (كل شيء بقدر حتى وضْعُكَ يَدَكَ على خدك)[3].
قال الحسن: (إن الله خلق خلقًا، فخلقهم بقدر، وقسم الآجال بقدر، وقسم أرزاقهم بقدر، والبلاء والعافية بقدر)[4].
وقال أيضًا: (من كذب بالقدر فقد كذب بالإسلام)[5].
وقال في مرضه الذي مات فيه: (إن الله قدر أجلًا، وقدر معه مرضًا، وقدر معه معافاة، فمن كذب بالقدرفقد كذب بالقرآن، ومن كذب بالقرآن فقد كذب بالحق)[6].
وقال مطرِّف بن عبدالله: (ليس لأحد أن يصعد، فيلقي نفسه من شاهق، ويقول: قدَّر لي ربي، ولكن يحذر، ويجتهد، ويتقي؛ فإن أصابه شيء علم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له)[7].
وللإمام الشافعي أبيات جميلة ذكر فيها القدر وما يتعلق به، وصفها ابن عبد البر رحمه الله بقوله: (ومن شعره الذي لا يختلف فيه، وهو أصح شيء عنه)، وهي قوله:
ما شئتَ كان وإن لم أشــــأْ ** وما شئتُ إن لم تشأْ لم يكـــــــن
خلقت العباد على ما علمتَ ** ففي العلم يجري الفتى والمسن
على ذا مننتَ وهذا خذلـتَ ** وهذا أعنتَ وذا لم تعــــــــــــــن
فمنهم شقي ومنهم سعيــد ** ومنهم قبيح ومنهم حســـــــــن[8]
من كتاب “رسالتان في القدر والربا ومقالات متنوعة”
[1] انظر: الشريعة، للآجري (2/39)، والإبانة الكبرى، لابن بطه (2/131). [2] المصدر السابق. [3] أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (ص26). [4] انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، للالكائي (4/682). [5] انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، للالكائي (4/682). [6] انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، للالكائي (4/682). [7] انظر: سير أعلام النبلاء، للذهبي (4/191). [8] أخرجه البيهقي في الاعتقاد (ص162)، وابن عبد البر في الانتقاء (ص80)، وأورده اللالكائي برقم (1304).
_____________________________________________
الكاتب: الشيخ محمد بن صالح الشاوي
Source link