منذ حوالي ساعة
فطالب العلم ينبغي أن له أن يستحضر هذه الوظيفة بحفظ الميراث النبوي وصيانته وحراسته من التبديل في اللفظ أو المعنى
إذا تأملت تاريخ العلم الشرعي وأهله وعلومه وسير علمائه فسيتضح لك جليا أنها كلها من أجل غاية واحدة
وهي حراسة الوحي (القرآن والسنة) لفظا ومعنى.
فحراسة النص واللفظ:
بحفظ القرآن وضبطه وضبط المتشابهات والقراءات وأحكام الأداء ووالوقف والابتداء ورسم المصحف وأحكام التجويد… وكل علوم القرآن المتعلقة بلفظه.
بل كل حلق القرآن ومجالس تدريسه وتلقين الأطفال وتعليمهم قراءة الحروف ونطقها… داخل في حراسة الوحي، وبحفظ الأحاديث وضبط أسانيدها وعلم الرجال، والتراجم، والطبقات، والجرح والتعديل، وتدوين السنة، وعلوم الحديث والمصطلح وأنوع الحديث وتمييز الصحيح من الضعيف والعلل وكل ما يتعلق بلفظ الحديث من العلوم.
.
وحراسة المعنى:
ففي القرإن العظيم بعلوم التفسير وأسباب النزول والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه ودلالات الألفاظ وأصول التفسير وتاريخه وطبقات المفسرين ومعرفة لغة العرب وشواهد اللغة والنحو والصرف والبلاغة …..الخ
وفي، السنة كذلك شروح كتب السنة ومعانيها ومنهج استنباط الأحكام منها وكتب العقائد وكتب الفقه وأصول الفقه والمقاصد والآداب وعلوم الآلة كلها من أجل صيانة المعنى….
بل كتب السيرة والمغازي والتاريخ والبلدان والمعاجم كلها أصلا لحراسة الوحي بضبط مكانه وزمانه ورجاله ولسانهم وأحوال التنزيل..
وكل الجهود العلمية والتربوية الصحيحة هي من أجل حراسة اللفظ والمعنى.
فليس هناك جهد علمي لعالم أو طالب علم منذ نزول الوحي إلا وهي من أجل أن يحرس لفظ الوحي من التبديل والتغيير والنقص أو الزيادة، أو حفظ المعنى الذي أراده الله ورسوله بفهم من شهدوا التنزيل الذي نزل بلسانهم.
وهذا هو معنى الحفظ الذي وعد الله به الأمة، قال تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}.
فطالب العلم ينبغي أن له أن يستحضر هذه الوظيفة بحفظ الميراث النبوي وصيانته وحراسته من التبديل في اللفظ أو المعنى، بل وبالسلوك والامتثال فأن أفعال العلماء الربانيين وتأسيهم وامتثالهم للوحي هو نقل أمين للرسالة ومعناها.
وليحذر طالب العلم من فوات هذه الغاية من ذهنه في أي مرحلة من مراحل الطلب.
ولينظر نفسه هل هو أقدر على حراسة لفظ الوحي أو معناه أو هما معا ثم ليجتهد في ذلك فإنه طريق العلماء قبله.
اللهم أجعلنا من ورثة أنبيائك.
_____________________________________________________
الكاتب: عبدالله بن بلقاسم
Source link