حال المؤمن مع الابتلاء – طريق الإسلام

“الناس ما داموا في عافية مستورون، فإذا نزل بهم بلاء صاروا إلى حقائقهم؛ فصار المؤمن إلى إيمانه، وصار المنافق إلى نفاقه”.

أيها المسلمون عباد الله، فإن الابتلاء سُنَّةٌ كونيةٌ وضرورة إيمانية، وهو أمر حتمي لا يخلو منه أحد في هذه الدنيا؛ قال الله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}  [البلد: 4]؛ أي: في مشقة، وقال تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}  [العنكبوت: 2، 3]، وقال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ}  [الملك: 2].

فالأصل في هذه الحياة أنها أمواج من الابتلاء، وما دمتَ موجودًا، فأنت مبتلًى؛ فهو قدر حتمي من الله تعالى، لا مفرَّ منه ولا مهرب.

 

وينبغي أن يُعلَمَ أن الابتلاء هو اصطفاءٌ وعلامةُ خير للعبد، ودليلُ حُبِّ الله تعالى له؛ ففي صحيح مسلم عَنْ صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «عَجَبًا لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلَّا للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْرًا لَهُ»، وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يُرِدِ الله به خيرًا يُصِب منه»، وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ عِظمَ الجزاءِ مع عِظمِ البلاءِ، وإنَّ اللهَ إذا أحبَّ قومًا ابتَلاهم، فمَن رَضي فله الرِّضَا، ومَن سخِط فله السَّخطُ»؛ (رواه ابن ماجه، والترمذي، وحسَّنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب).

وتأمل أحوال أهل البلاء يوم القيامة عندما يحظون برفع الدرجات، وحطِّ الخطايا والسيئات، وتعظيم الأجور والحسنات، ماذا يتمنون؟

عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَوَدُّ أَهلُ العَافِيَةِ يَومَ القِيَامَةِ حِينَ يُعطَى أَهلُ البَلَاءِ الثَّوَابَ لَو أَنَّ جُلُودَهُم كَانَت قُرِضَت فِي الدُّنْيَا بِالمَقَارِيضِ»؛ (رواه الترمذي، وحسَّنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب).

فهيا بنا نقف هذه الوقفات لنتعرف على أنواعِ الابتلاء، والحكمةِ منه، وأسبابِ رفعه؛ من خلال هذه الوقفات:
الوقفة الأولى: أنواع الابتلاءات والحكمة منها:
1- فإن الابتلاء تارة يكون لتكفير الذنوب والسيئات:
كما في صحيح البخاري عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ، وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ، وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ»، وَفي رواية: ( «(فَمَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ»، وعن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما ابتلَى اللهُ عبدًا ببلاءٍ وهوَ على طَريقةٍ يكرَهُهَا؛ إلَّا جعَل اللهُ ذلكَ البلاءَ كفَّارةً وطَهورًا ما لم يُنزِلْ ما أصابَه من البلاءِ بغيرِ اللهِ، أو يدعوَ غيرَ اللهِ في كَشفِه»؛ (رواه ابن أبي الدنيا في باب: المرض والكفَّارات، وحسَّنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب)، وَعَنْ أَبي هُرَيْرةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا يَزَال الْبَلاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمؤمِنَةِ في نَفْسِهِ وَولَدِهِ ومَالِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّه تَعَالَى وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ»؛ (رواه أحمد، والترمذي، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة).

فالابتلاء يذكِّرك بذنوبك لتتوب منها؛ قال الله تعالى:{وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ}  [النساء: 79]، وقال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}  [الشورى: 30].

 

وهو فرصةٌ للتوبة قبل أن يحل العذاب الأكبر يوم القيامة؛ قال تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}  [السجدة: 21].

فتأتي مصائب الدنيا بمثابة إشارات وتنبيهات من الله تعالى للعبد إلى أنه غارق في المعصية، ويجب عليه الرجوع قبل فوات الأوان.

في صحيح مسلم عن أبي بن كعب رضي الله عنه، في قوله تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ}  [السجدة: 21] قال: ((مصائب الدنيا)).

2- وتارة يكون الابتلاء لرفع الدرجات، وزيادة الحسنات:
ففي صحيح مسلم عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا إِلا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً، أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً»، وعن محمد بن خالد، عن أبيه، عن جده رضي الله عنهم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن العبد إذا سبقتْ له من اللهِ منزلةٌ لم يبلغْها بعملهِ ابتلاهُ اللهُ في جسدِهِ أو في مالهِ أو في ولدِهِ ثم صبَّرهُ على ذلكَ حتى يبلغهُ المنزلة التي سبقتْ لهُ من اللهِ تعالى»؛ (رواه أبو داود، وأحمد، والطبراني، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: حسن لغيره).

3- وتارة يكون الابتلاء لتمحيص المؤمنين، وتمييزهم عن المنافقين:
قال الله تعالى: {الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}  [العنكبوت: 1 – 3]، وقال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}  [محمد: 31]، فلا يتميز العبد المؤمن إلا بالابتلاء، مثل الذهب لا يخلُص ويصفو إلا بكِيرِ النيران.

عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، قال: سُئِلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أيُّ الناسِ أشدُّ بلاءً؟ قال: «الأنبياءُ ثمَّ الأمثلُ فالأمثَلُ، فيُبتلى الرَّجلُ على حسْبِ دينِه، فإن كانَ في دينهِ صلبًا اشتدَّ بلاؤُهُ، وإن كانَ في دينِهِ رقَّةٌ ابتُليَ على حسْبِ دينِه، فما يبرحُ البلاءُ بالعبدِ حتَّى يترُكَهُ يمشي على الأرضِ ما عليْهِ خطيئةٌ»؛ (رواه ابن ماجه، والترمذي، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب).

قال الفضيل بن عياض رحمه الله: “الناس ما داموا في عافية مستورون، فإذا نزل بهم بلاء صاروا إلى حقائقهم؛ فصار المؤمن إلى إيمانه، وصار المنافق إلى نفاقه”.

4- وتارة يُعَاقب المؤمن بالبلاء على بعض الذنوب:
قال الله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}  [الشورى: 30]، وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»؛ (رواه الترمذي، والحاكم، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة).

وعن ثوبان رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل لَيُحْرَمُ الرزق بالذنب يصيبه، ولا يرُدُّ القدر إلا الدعاء، ولا يزيد العمر إلا البر»؛ (رواه أحمد، والنسائي، وابن ماجه، وابن حبان وصححه).

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رُفِعَ إلا بتوبة”.

والسؤال: كيف أعرف إن كان هذا الابتلاء اختبارًا أم عقوبة؟
قال العلماء: “علامة الابتلاء على وجه العقوبة: عدم الصبر عند وجود البلاء، والجزع والشكوى إلى الخلق، وعلامة الابتلاء على وجه تكفير الخطايا: وجود الصبر الجميل من غير شكوى ولا جزع، ولا ضجر ولا ثقل في أداء الأوامر والطاعات”.

5- ومن الحِكَمِ أيضًا:
• أن الابتلاء يذكِّرك بنعمة الله تعالى عليك بالصحة والعافية التي تمتعت بهما سنين طويلة؛ فإننا أحيانًا نحتاج لبعض الحرمان كي نشعر بهذه النعمة؛ فنحمَد الله تعالى عليها، ونقنع بما أعطانا.

• والابتلاء يكشف لنا حقيقة الدنيا وزيفها، وأنها متاع الغرور، ويكسِر حدة التعلق بها، وأن الحياة الصحيحة الكاملة وراء هذه الدنيا، في حياة لا مرض فيها ولا تعب.

حِينمَا يُنَادِي مُنَادٍ عَلَى أَهْلِ الجَنَّةِ: «إِنَّ لَكُمْ أَنْ تَصِحُّوا فَلَا تَسْقَمُوا أَبَدًا، وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَحْيَوْا فَلَا تَمُوتُوا أَبَدًا، وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَشِبُّوا فَلَا تَهْرَمُوا أَبَدًا، وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَنْعَمُوا فَلَا تَبْأَسُوا أَبَدًا».

• الابتلاء يزيد الشوق إلى الجنة؛ فلن يشتاق العبد إلى الجنة إلا إذا ذَاقَ مرارة الدنيا، فكيف تشتاق للجنة وأنت هانئ في الدنيا؟!

• الابتلاء تأديب وتهذيب للنفوس؛ قال تعالى: {وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}  [الأعراف: 168].

• الابتلاء يُخرِج العُجب من النفوس، ويجعلها أقرب إلى الله تعالى.

• الابتلاء يزيد الشعور بأهل الابتلاء، وما يعانونه، ومعرفة احتياجاتهم، والمسارعة لتلبيتها، ومعرفة ما يضايقهم والبعد عنه.

• الابتلاء فرصة لإظهار الأصدقاء الحقيقيين، وأصدقاء المصلحة، فهناك ناس لا يُعرَف فضلهم إلا في المحن؛ كما قال الشاعر:

جزى اللهُ الشدائدَ كل خير   ***   وإن كانت تُغصِّصني بريقـــي 

وما شكري لها إلا لأنــــــي   ***   عرفت بها عدوِّي من صديقي 

نسأل الله العظيم أن يرزقنا الصبر على البلاء، والشكر على النعماء.

 

مع أسباب دفع البلاء ورفعه:
1- تقوى الله تعالى:

قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا}  [الطلاق: 2]، وقال ابن الجوزي رحمه الله: “من أراد دوام العافية، فليتَّقِ الله عز وجل”.

2- التوبة والاستغفار:
قال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا}  [نوح: 10- 12]، وقال تعالى: {وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ}  [هود: 52].

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: أمانانِ كانا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم رُفع أحدهما وبقي الآخر: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}  [الأنفال: 33].

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ»؛ (رواه أبو داود وابن ماجه، وأحمد).

3- ومن أعظم أسباب تفريج الكربات، وانشراح الصدور، وذهاب الهموم والغموم والأحزان، ورفع البلاء هو الدعاء والتضرُّع إلى الله تعالى؛ فإن الابتلاءات إذا نزلت فلا يرفعها إلا الذي أنزلها، قال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}  [البقرة: 186]، وقال تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}  [النمل: 62]، وقال تعالى: {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}  [الأنعام: 43]، وقال تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}  [الأنعام: 17]، وقال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}  [الأعراف: 55، 56]، وفي الحديث الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الدُّعاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ ومِمَّا لمْ يَنْزِلْ، فعَلَيكُم عِبادَ اللهِ بالدُّعاءِ»؛ [ «رواه الترمذي وغيره، وضعَّفه الألباني» ].

وقال صلى الله عليه وسلم: «وإن البلاء لينزل فيتلقَّاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة»؛ (صحيح الجامع).

ومنه الدعاء في أوقات الرخاء؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْتَجِيبَ اللَّهُ لَهُ عِنْدَ الشَّدَائِدِ وَالكَرْبِ فَلْيُكْثِرِ الدُّعَاءَ فِي الرَّخَاءِ» (رواه الترمذي، والحاكم، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة).

• ومن أعظم أدعية الكرب دعوةُ ذي النُّون يونس عليه السلام وهو في بطن الحوت.

عَنْ سَعْد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا بها وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ»؛ (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب).

وهذا الدعاء ورد في قول الله تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ}  [الأنبياء: 87، 88].

ومن الأدعية النبوية المهمة أيضًا:
ما ورد في الصحيحين عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، أَنَّ النَبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ».

قال النووي رحمه الله: “وَهُوَ حَدِيث جَلِيل، يَنْبَغِي الِاعْتِنَاء بِهِ، وَالْإِكْثَار مِنْهُ عِنْد الْكُرَب وَالْأُمُور الْعَظِيمَة”.

وعن أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو، فَلَا تَكِلْنِي إلى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ»؛ (رواه أحمد وأبو داود، وحسَّنه الألباني في صحيح أبي داود).

ومن الأدعية النبويَّة المهمة؛ دعاء من أصابه هَمٌّ أو غَمٌّ؛ فإذا تراكمت عليك الهموم والأحزان فعليك برفع يديك إلى السماء، واطلب من ربك وألِحَّ عليه بالدعاء وتوسَّل إليه بأسمائه الحسنى؛ فعَنْ ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا»، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلا نَتَعَلَّمُهَا؟ فَقَالَ: «بَلَى، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا»؛ (رواه أحمد، وابن حبان، والحاكم، وصحَّحه الألباني في السلسلة الصحيحة).

 

4- ومنها: الإكثار من الذكر وتلاوة القرآن الكريم:
قال الله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}  [الإسراء: 82]، وقال تعالى: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ}  [فصلت: 44]، فكتاب الله شفاء لجميع الأدواء والأمراض؛ فقد قرأ الصحابيُّ فاتحة الكتاب على من لُدِغ بعقرب؛ فشفاه الله تعالى من السُّمِّ الناقع.

ومن التحصينات المؤثرة الفعَّالة قراءة سورة الإخلاص والمُعَوِّذتين ثلاث مرات في الصباح والمساء؛ فعن عَبْدِاللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْنَا فِي لَيْلَةِ مَطَرٍ، وَظُلْمَةٍ شَدِيدَةٍ، نَطْلُبُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم لِيُصَلِّيَ لَنَا، فَأَدْرَكْنَاهُ، فَقَالَ: «أَصَلَّيْتُمْ» ؟، فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، فَقَالَ: «قُلْ» فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ: «قُلْ»، فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ: «قُلْ»، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، مَا أَقُولُ؟ قَالَ: «قُلْ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي، وَحِينَ تُصْبِحُ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ»؛ (رواه أبو داود، والترمذي، وحسنه الألباني).

ومنها قراءة الآيتين من أواخر سورة البقرة في كل ليلة؛ فقد روى البخاري عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَرَأَ بِالْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ»، قال النووي رحمه الله: قِيلَ: مَعْنَاهُ كَفَتَاهُ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ، وَقِيلَ: مِنَ الشَّيْطَانِ، وَقِيلَ: مِنَ الْآفَاتِ، وَيَحْتَمِلُ مِنَ الجَمِيعِ.

ومن التحصينات القرآنية الوقائية المهمة: قراءة آية الكرسي عند النوم؛ كما في قصة أبي هريرة رضي الله عنه مع الشيطان لما وَكَلَه النبي صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان كما في صحيح البخاري: «فإنه لَنْ يَزَالَ معك مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، ولَا يَقْرَبكَ شيطَانٌ حتَّى تُصْبِحَ».

5- قيام الليل:
فعن بِلالٍ رضي الله عنه، أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عليكُمْ بِقيامِ اللَّيْلِ؛ فإِنَّـهُ دَأْبُ الصَّالِحينَ قَبلكُم، وإِنَّ قِيامَ اللَّيلِ قُربَةٌ إلى اللهِ، ومَنْهاةٌ عنِ الإِثْمِ، وتكفِيرٌ للسَّيِّئاتِ، ومَطْرَدَةٌ لِلدَّاءِ عنِ الجَسَدِ»؛ (رواه الترمذي وغيره، حسَّنه الألباني).

فإن وقت الليل، هو وقت المناجاة، والقرب من الله تعالى، وأحرى بإجابة الدعوات؛ ففي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن في الليل لَساعةً، لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرًا من أمر الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة».

وعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة، فَكُنْ»؛ (رواه الترمذي، وصححه الألباني في صحيح الترغيب).

 

6- ومنها أيضًا: صدقة السِّرِّ؛ فإنها تطفئ غضب الرب:
ففي سنن الترمذي: «إنَّ الصدقة تُطفِئ غضب الربِّ، وتدفع ميتة السوء».

وفي سنن الترمذي أيضًا من حديث معاذ رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الصدقة تُطفِئ الخطيئة كما يُطفِئ الماءُ النارَ».

قال ابن القيم: “للصدقة تأثيرٌ عجيب في دفع أنواع البلاء، ولو كانت من فاجر أو ظالم؛ بل مِن كافر، فإن الله تعالى يدفع بها عنه أنواعًا من البلاءِ، وهذا أمرٌ معلوم عند الناس، خاصتهم وعامتهم، وأهل الأرض كلُّهم مُقِرُّون به؛ لأنهم قد جرَّبوه”.

وقال رحمه الله: “في الصدقة فوائدُ ومنافع لا يُحصيها إلا الله؛ فمنها أنها تقي مصارعَ السوء، وتدفع البلاء حتى إنها لتدفَعُ عن الظالم”.

يقول ابن شقيق: “سمعت ابن المبارك وسأله رجل: عن قرحةٍ خرجت في ركبته منذ سبع سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع به، فقال: اذهب فأحفر بئرًا في مكان حاجة إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويُمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرئ”؛ [صحيح الترغيب].

ويُذكر أن رجلًا أصيب بالسرطان، فطاف الدنيا بحثًا عن العلاج، فلم يجده، فتصدق على أمِّ أيتام، فشفاه الله تعالى.

 

7- ومن الأعمال التي ترفع البلاء عن الأموال والأبدان؛ صنائعُ المعروفِ:
عَنْ أَنسِ رضي الله عنه قالَ: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «صنائعُ المعرُوفِ تقي مَصارِعَ السُّوءِ، والآفاتِ، والهَلَكَاتِ، وأَهْلُ المعرُوفِ في الدُّنيا هُمْ أَهلُ المعرُوفِ في الآخِرَةِ»؛ (رواه الحاكم، وهو في صحيح الجامع).

• ومن صورها: الإحسان إلى الناس جميعًا حتى الكافر، وذلك ببذل النفع الديني والدنيوي لهم، ومعاملتهم بالوفاء، والصدق، والبر، والعدل، والرحمة، والتواضُع، والصبر، والقول الحسن، وكف الأذى عنهم، والشفاعة لهم، وقضاء حوائجهم، وتفريج كرباتهم، وعيادة مرضاهم، وتشييع جنائزهم، وإرشاد ضالِّهم، وإعانة ضعيفهم، وغير ذلك من وجوه الإحسان المتنوعة، قال تعالى: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}  [الرحمن: 60].

8- أن يتذكر ويحمَد الله أن البلاء لم يكن أكبر من ذلك، وأنه لم يكن في دينه؛ قال عمر رضي الله عنه: “مَا أَصَابَتْنِي مُصِيبَةٌ إِلَّا وَجَدْتُ فِيهَا ثَلَاثَ نِعَمٍ: الْأُولَى أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ فِي دِينِي، وَالثَّانِيَةُ أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ أَعْظَمَ مِمَّا كَانَتْ، وَالثَّالِثَةُ أَنَّ اللَّهَ يُجَازِي عَلَيْهَا الْجَزَاءَ الْكَبِيرَ”.

9- أن ينظر إلى ما أُصيب به، فيجد أن الله سبحانه وتعالى قد أبقى له مثله، أو أفضل منه؛ فهذا عروة بن الزبير بن العوام رضي الله عنهما، قُطِعت رجله، فكان يقول: “اللهم لك الحمد، كان لي أطراف أربعة، فأخذت واحدًا، ولئن كنت أخذت فقد أبقيت، وإن كنت ابتليت، فلطالما عافيت، فلك الحمد على ما أخذت وعلى ما عافيت”، وكان له ابنٌ يُقال له: محمد، وكان من أحب أولاده إليه، فدخل دار الدواب فرفسته فرسٌ فمات، فجاء المعزُّون فقال: “الحمد لله كانوا سبعة فأخذت منهم واحدًا، وأبقيت ستة، فلئن كنت قد ابتليت، فلطالما عافيت”.

10- أن ينظر إلى من حوله من أهل المصائب:
يقول ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد: “ولينظر يَمْنةً فهل يرى إلا محنة؟ ثم ليعطف يَسْرةً فهل يرى إلا حسرة؟ وأنه لو فتَّش العالم لم يَرَ فيهم إلا مبتلًى؛ إما بفوات محبوب، أو حصول مكروه، وأن شرور الدنيا أحلامُ نومٍ، أو كظِلٍّ زائل، إن أضحكت قليلًا أبكت كثيرًا، وإن سرَّت يومًا ساءت دهرًا، وإن متعت قليلًا منعت طويلًا، ولا سرته بيوم سروره إلا خبَّأت له يومَ شرورٍ؛ قال ابن مسعود رضي الله عنه: “لكل فرحة ترحة، وما مُلِيء بيت فرحًا إلا مليء تَرَحًا”، وقال ابن سيرين: “ما كان ضحك قط إلا كان من بعده بكاء”.

نسأل الله العظيم أن يشرح صدورنا، وأن يملأ قلوبنا إيمانًا ويقينًا.

________________________________________________________
الكاتب: رمضان صالح العجرمي


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

شرح ما يفعل من رأى الرؤيا أو الحلم

منذ حوالي ساعة الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان؛ فإذا رأى أحدكم شيئاً يكرهه؛ فلينفث …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *