منذ حوالي ساعة
فالعقل المؤمن البصير يدرك أصله وأنه شيء مخلوق ومفتقر ضعيف وأنه كما أن الجوارح محدودة فهو كذلك.
القدر محراب العقل حيث يسجد على عتبة التسليم لربه ويتوقف عن التنقيب وإثارة الأسئلة
حين يعلم أن العبودية لله تقوم على كمال الحب وغاية الخضوع والتسليم
حينها لا بد أن يدرك أنه له عبودية تناسبه وتختبر حبه وخضوعه لربه وتعرفه معنى أن يكون عقلا عابدا محبا مطيعا.
لقد آمن بالقدر خيره وشره وحلوه مره وأن الله خلق كل شيء وعلمه وكتبه وشاءه.
وأنه أثبت للعبد مشيئة واختيارا.
وحين تثور أسئلة الحكمة عن الضلال والهدى
عن الغنى والفقر
وكيف أضل هذا وهدى ذاك
وأغنى هذا وافقر ذاك.
يأمره الوحي بالأمساك والتسليم
عندها تكون محنة العقل وموطن الابتلاء والطاعة وافتراق العقول.
فالعقل المؤمن البصير يدرك أصله وأنه شيء مخلوق ومفتقر ضعيف وأنه كما أن الجوارح محدودة فهو كذلك.
يعرف ببصيرة الهداية ونور الوحي أنه لا يمكن أن يعرف كل شيء هنا
وأنه في دار الاختبار والابتلاء والحب والطاعة والأدب والخضوع لله تعالى.
أيقن أن ربه رحيم وغفور وبر وكريم وحكيم ولا يظلم أحدا مثقال ذرة
وأن له الحجة الكاملة البالغة على عبيده.
فتوقف عند حده وأمسك عن الكيف والسؤال عنه
وحينما يقر العقل المؤمن بأن علم الله تعالى وحكمته كذاته العلية فإنه يسلم ويخضع..
فكما لا يستطيع العبد الإحاطة بكنه ذاته عز وجل وكيفية صفاته فإنه أيضا لا يسطيع معرفة دقيق علمه وحكمته وتفاصيل غاياته..
فكلها من علم الغيب الذي ليس مجاله، ومما كتمه الله عن خلقه لحكم وعلل وغايات حميدة، منها مصلحة العبد نفسه..
والعقل المؤمن العابد يتستعيذ بالله أن يكون عقلا جبارا عنيدا مغرورا
يظن أن قوته غير محدودة وأنه قادر على الإجابة على كل الأسئلة وكشف كل الأسرار.
الوقوف هنا هو محض العقل وقوة البصيرة وكمال التوفيق وحقيقة العبودية ومعنى التسليم
هنا موضع جبين العقل على تراب الخضوع
هنا تسابيح العقلاء وسجدة البصيرة
وحب العقل لربه.
اللهم ارزقنا حبك والخضوع لك
بألسنتنا وقلوبنا وجوارحنا
وعقولنا
يارب العقول.
Source link