منذ حوالي ساعة
الحديث عن عافية الأبدان ينبغي أن يكون معتدلا يحمل الصحيح على شكرها ولا يكسر قلب فاقدها، فكم من صحيح أورثته صحته حزنا طويلا، وكم من عليل قادته علته إلى رضوان ربه.
العافية في البدن نعمة عظيمة من نعم الله عز وجل وهي كسائر النعم للابتلاء والاختبار
فالصحيح في بدنه مبتلى بعافيته هل يشكرها والعليل مبتلى في علته هل يصبر عليها.
وقد سمعت بعضهم يتكلم عن الصحة والعافية ويعظم شأنها ويعلق السعادة بها ويتكلم عن بؤس حياة من فقدها….
ويورد أمثلة للأغنياء الذين فقدوها … الخ
وهو في خطابه وموعظته مثل من يتكلم عن نعمة المال والغنى وتعاسة حياة الفقير وشناعة حياته.
ولكننا قل أن نسمع الثاني.
والصواب أن العافية في البدن كالغنى في المال تجري بمقادير الله تعالى فهو الذي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر
وهو سبحانه الذي يغني ويفقر، وإليه تدبير الصحة والسقم.
والسعيد حقا من اتقى الله في كل أحواله.
غنيا كان أو فقيرا
صحيحا كان أو سقيما.
وهذه هي العافية التامة.
والحديث عن عافية الأبدان ينبغي أن يكون معتدلا يحمل الصحيح على شكرها ولا يكسر قلب فاقدها
فكم من صحيح أورثته صحته حزنا طويلا، وكم من عليل قادته علته إلى رضوان ربه.
والصحة قل أن تدوم لأحد فيوطن الإنسان نفسه على الحالين
فإن هذا الخطاب المبالغ في شأن الصحة والعافية يروع من فقدها ويحمله على الحزن والهم والجزع والسخط.
مع أن صحته وشفاءه ليست بيده ولا يطيق تحصيلها بنفسه فقد تزل قدم المرء فيصاب بالشلل ما بقي من حياته
فالأمر لله من قبل ومن بعد.
رزقنا الله وإياكم العفو والعافية التامة في ديننا وأنفسنا وأبداننا وأموالنا وأهلينا.
Source link