مواقع التقاطع الاجتماعي – عبد الله بلقاسم الشهري

ولبعدنا عن بعضنا يخفت الحياء من وجوه أحبابنا، فليس أمامنا إلا الحروف والشاشات والتي نضغط على زنادها فندمر علاقاتنا ونقتل محبتنا.

الخصام والتشاحن قديم بقدم الإنسان، وألوانه وأسبابه تتنوع على تتابع القرون. 

لكن  ابتلينا في عصرنا بمتغير جديد، في الماضي كنا نلتقي فنتحاور ونختلف وتسخن مشاعرنا وتبرد ونفترق عند النقطة التي اختلفنا فيها.

وربما بلغنا ما يغضبنا عن أحبابنا فنضطر للانتظار يوما أو يومين حتى نلتقي لنتعاتب وفي اليومين يسكت غضبنا وتهدأ مشاعرنا، وننسى على التفصيل الذي قيل لنا، ونرى ملامح أحبابنا وما فيها من الجد والمزاح ونقرأ عيونهم وذكرياتنا فيها.

واليوم:
تندلع الخصومات عبر الرسائل فنجيب على الفور، مع تفاوتنا في القدرة على التعبير، وتباين مفرداتنا وخبراتنا ومقاصدنا ومشاغلنا وأوضاعنا هذا يرد وهو في شجار مع أولاده وذاك يكتب وهو يعاني من الصداع وثالث يجيب في وسط الحر والزحام.

ولبعدنا عن بعضنا يخفت الحياء من وجوه أحبابنا، فليس أمامنا إلا الحروف والشاشات والتي نضغط على زنادها فندمر علاقاتنا ونقتل محبتنا.

ونستعيد رسائل الغضب إلينا بالصوت أو الكتابة أو الصورة فتبقى حارة كأنما قالوها للتو، ونظنها فرصة للتخفيف عن الضغوط التي في قلوبنا وبلسما لجراحنا، والحقيقة أننا نمارس انتحارا متبادلا ووأدا لأغلى علاقاتنا وآثر أحبتنا.

– أبق الجوال بعيدا عند الخصام.
– لا تعاتب لا تراسل لا تخاطر بثروتك وأحبابك.
– انتظر كما كان الناس ينتظرون قبل الجوال والتواصل.


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

خطر الإلحاد (2) – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة السفر إلى بلاد الكفار للدراسة أو غيرها دون التقيد بالضوابط الشرعية -القراءة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *