هذا مقتطف مختار بتصرف من كتاب :(الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان) للشيخ العلامة: بكر بن عبد الله أبو زيد حمه الله تعالى
هذا مقتطف مختار بتصرف من كتاب :(الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان) للشيخ العلامة: بكر بن عبد الله أبو زيد حمه الله تعالى، وهذا المقتطف دليل إلى الكتاب -الذي يقع في أكثر من مائة صفحة- ولا يغني عنه، والآن مع المادة المختارة:
يجب على المسلمين: الكفر بهذه النظرية: “وحدة كل دين محرف منسوخ مع دين الإسلام الحق المحكم المحفوظ من التحريف والتبديل الناسخ لما قبله” . وهذا من بدهيات الاعتقاد والمسلمات في الإسلام، وأن الدعوة إلى هذه النظرية: كفر، ونفاق، ومشاقة، وشقاق، وعمل على إخراج المسلمين من الإسلام، وأن حال الدعاة إليها من اليهود، والنصارى مع المسلمين هم كما قال الله – تعالى: {{وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ} } [آل عمران / 119] .
ويجب على أهل الأرض اعتقاد توحد الملة والدين في دعوة جميع الأنبياء والمرسلين: في التوحيد، والنبوات، والمعاد، كما مضى التقرير مفصلا، وأن هذا الأصل العقدي لم يسلم إلا لأهل الإسلام، وأن اليهود والنصارى ناقضون له، متناقضون فيه، لا سيما في الإيمان بالله، وكتبه، ورسله.
ويجب على أهل الأرض اعتقاد تعدد الشرائع وتنوعها وأن شريعة الإسلام هي خاتمة الشرائع، ناسخة لكل شريعة قبلها، فلا يجوز لبشر من أفراد الخلائق أن يتعبد الله بشريعة غير شريعة الإسلام، وإن هذا الأصل لم يسلم لأحد إلا لأهل الإسلام، فأمة الغضب: اليهود، كافرون بهذا الأصل؛ لعدم إيمانهم بشريعة عيسى – عليه السلام – ولعدم إيمانهم بشريعة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأمة الضلال: النصارى، كافرون بهذا الأصل؛ لعدم إيمانهم بمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبشريعته، وبعموم رسالته، والأمتان كافرتان بذلك، وبعدم إيمانهم بمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومتابعته في شريعته، وترك ما سواها، وبعدم إيمانهم بنسخ شريعة الإسلام لما قبلها من الشرائع، وبعدم إيمانهم بما جاء به من القرآن العظيم، وأنه ناسخ لما قبله من الكتب والصحف { {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} } [آل عمران / 85] .
ويجب على جميع أهل الأرض من الكتابيين وغيرهم: الدخول في الإسلام بالشهادتين، والإيمان بما جاء في الإسلام جملة وتفصيلا، والعمل به، واتباعه، وترك ما سواه من الشرائع المحرفة والكتب المنسوبة إليها، وأن من لم يدخل في الإسلام فهو كافر مشرك، كما قال الله – تعالى: {{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ}} [آل عمران / 70] .
يجب على أمة الإسلام: “أمة الاستجابة” ، “أهل القبلة” : اعتقاد أنهم على الحق وحدهم في: “الإسلام الحق” وأنه آخر الأديان، وكتابه القرآن آخر الكتب، ومهيمن عليها، ورسوله آخر الرسل وخاتمهم، وشريعته ناسخة لشرائعهم، ولا يقبل الله من عبد دينا سواه. فالمسلمون حملة شريعة إلهية خاتمة، خالدة، سالمة من الانحراف الذي أصاب أتباع الشرائع السابقة، ومن التحريف الذي داخل التوراة والإنجيل مما ترتب عليه تحريف الشريعتين المنسوختين: اليهودية والنصرانية.
ويجب على: “أمة الاستجابة” لهذا الدين إبلاغه إلى “أمة الدعوة” من كل كافر من يهود ونصارى، وغيرهم، وأن يدعوهم إليه، حتى يسلموا، ومن لم يسلم فالجزية أو القتال، قال الله – تعالى – {{قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}} [التوبة / 29] .
ويجب على كل مسلم يؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نبيا رسولا: أن يدين الله – تعالى – بِبُغضِ الكفار من اليهود والنصارى، وغيرهم، ومعاداتهم في الله – تعالى – وعدم محبتهم، ومودتهم، وموالاتهم، وتوليهم، حتى يؤمنوا بالله وحده ربًّا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نبيا رسولا، قال الله – تعالى: {{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}} [المائدة / 51] والآيات في هذا المعنى كثيرة؛ ولهذا صار من آثار قطع الموالاة بيننا وبينهم، أنه لا توارث بين مسلم وكافر أبدا.
يجب على كل مسلم اعتقاد كفر من لم يدخل في هذا الإسلام من اليهود والنصارى وغيرهم، وتسميته كافرا، وأنه عدو لنا، وأنه من أهل النار، قال الله – تعالى: {{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}} [الأعراف / 158] .
وفي صحيح مسلم أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: « “ «والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، يهودي، ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار» » .” ولهذا: فمن لم يكفر اليهود والنصارى فهو كافر، طردا لقاعدة الشريعة: “من لم يكفر الكافر فهو كافر”، ونقول لأهل الكتاب كما قال الله – تعالى: {{انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ}} [النساء / 171] .
ولا يجوز لأحد من أهل الأرض اليوم أن يبقى على أي من الشريعتين: “اليهودية والنصرانية” فضلا عن الدخول في إحداهما، ولا يجوز لمتبع أي دين غير الإسلام وصفُهُ بأنه مسلم، أو أنه على ملة إبراهيم … فبطلت بهذه نظرية الخلط بين دين الإسلام الحق، وبين غيره من الشرائع الدائرة بين التحريف والنسخ، وأنه لم يبق إلا الإسلام وحده، والقرآن وحده، وأن محمدا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا نبي بعده، وأن شريعته ناسخة لما قبله، ولا يجوز اتباع أحد سواه.
وأنه لا يجوز لمسلم طباعة التوراة، والإنجيل، وتوزيعهما، ونشرهما، وأن نظرية طبعهما مع القرآن الكريم في غلاف واحد، من الضلال البعيد، والكفر العظيم، لما فيها من الجمع بين الحق: “القرآن الكريم” والباطل: في التوراة والإنجيل من التحريف والتبديل، وأن ما فيهما من حق فهو منسوخ.
وأنه لا تجوز الاستجابة لدعوتهم ببناء “مسجد، وكنيسة،” ومعبد “في مجمع واحد لما فيها من الدينونة والاعتراف بدين يعبد الله به سوى الإسلام، وإخفاء ظهوره على الدين كله، ودعوة مادية إلى أن الأديان ثلاثة على أهل الأرض التدين بأي منها، وأنها على قَدَم التساوي، وأن الإسلام غير ناسخ لما قبله، وهذه المردودات السالبة، فيها من الكفر والضلال، ما لا يخفى، فعلى المسلمين بعامة، ومن بسط الله يده عليهم بخاصة، الحذر الشديد، من مقاصد الكفرة من اليهود والنصارى في إضلال المسلمين، والكيد لهم فإن بيوت الله في أرض الله هي:” المساجد “وحدها: {{قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}} [الأعراف / 29]، فإن “المسجد” والحال هذه، مسجد مُضَارّة للإسلام، ولا يجوز إقراره، ولا التبرع بمال أو جهد لبنائه، ولا الصلاة فيه، ويجب على من بسط الله يده من ولاة المسلمين هدم هذا المجمع، فضلا عن السكوت عنه، أو المشاركة فيه، أو السماح به، وإن كان – والحال ما ذكر – في بلاد كفر، وجب إعلان عدم الرضا به، والمطالبة بهدمه، والدعوة إلى هجره.
انتهت المادة المختارة .. وختمامًا ..
فيا أيها المسلم، اعلم أن الله قد أكرمك بالإسلام، واصطفاك لاتباع رسوله ﷺ، وجعل بين يديك كتابًا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فإياك أن تفرط في هذه النعمة، أو أن تغتر بدعوات باطلة تريد أن تساوي بين النور والظلام، وبين الحق والباطل، وبين الإسلام والشرائع المحرفة.
إن دين الإسلام هو الدين الخاتم، وهو الطريق الوحيد إلى النجاة، فمن ابتغى غيره دينًا فلن يُقبل منه، ومن استبدله بشرائع منسوخة أو محرفة فقد خسر الدنيا والآخرة. فاثبت على هذا الحق، واعتز به، وبلغه للعالمين، ولا تخدعنك زخارف الكلام، ولا شعارات التسامح الزائف التي يراد بها طمس معالم الدين الحق.
اللهم ثبتنا على الإسلام حتى نلقاك، واهدِ من في قلبه خير إلى الصراط المستقيم، واجعلنا من أهل التوحيد الذين لا يرضون بدين سواك، ولا يسلكون إلا طريق رسولك ﷺ، ونسألك يا الله أن تقبضنا على ملة الإسلام، وأن تحشرنا في زمرة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا!
Source link