الأحزاب والأوراد الصوفية – أحمد قوشتي عبد الرحيم

من تتبع الأحزاب والأوراد الصوفية ، وما ذكروه من صيغ للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فسوف يجد أن عددا غير قليل منها ( وبالطبع فلست أعمم ) مكتظ بالطوام والانحرافات العقدية والمخالفات الشرعية والألفاظ المشكلة غير المفهومة أصلا والتي يدعون أحيانا أنها سريانية ، فضلا عما في بعضها من مؤثرات فلسفية تنضح بعقيدة وحدة الوجود وفكرة الحقيقة المحمدية ، وولع لدى بعضهم باستيراد مصطلحات نصرانية مثل الأقنوم واللاهوت والناسوت !!

والمصيبة الأكبر هي ما يزعمونه من ترتيب ثواب عظيم على بعض تلك الأوراد ، وهو أمر لا يعلم إلا بتوقيف ونص من كتاب أو سنة ، ثم إنه يلزم منه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخفى عن أمته ثوابا عظيما على ذكر ما حتى جاء رجل بعد مئات السنين فأدرك ذلك السر المكتوم .

وقد بلغ الضلال أن زعم بعضهم في فضل صيغة الصلاة الشهيرة الفاتح لما أغلق ” أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن فضلها ، فقال ” أخبرني أولاً بأن المرة الواحدة منها تعدل من القرآن ست مرات ، ثم أخبرني ثانياً: أن المرة الواحدة منها تعدل من كل تسبيح وقع في الكون ، ومن كل ذكر ، ومن كل دعاء كبيرا أو صغيرا ، ومن القرآن ست آلاف مرة لأنه من الأذكار ” جواهر المعاني لعلي حرازم 1 / 100 ، وكذلك زعموا أن من داوم على الحزب السيفي مرة في الصباح ومرة في المساء ” لم يكتب عليه ذنب ومن ذكره مرة تكتب له عبادة سنة، ومرتين سنتين… وهكذا، ويعدل صيام رمضان وقيام ليلة القدر ، بل أعظم منه أن من حمله كتب من الذَّاكرين الله كثيرا ولو لم يذكره !!

وهذا الذي يجهد نفسه ليتأول لفظة هنا أو جملة هناك من صيغ تلك الأوراد ، حاملا إياها على معنى محتمل إن نجح مرة أو مرتين فسوف يفشل مرارا ، لأن المشكلة ليست في خلل عابر أو جملة مشكلة نادرة الوقوع ، وإنما الإشكال في الأصول الكبرى التي بني عليها التصوف الفلسفي ، والولع الدائم بالأسرار ، والألفاظ غير المفهومة التي تبهر عقول الأتباع .

وإن شئت بعض الأمثلة فهي كثيرة ، ولكن خذ نماذج منها لتعلم أن الأمر يمثل ظاهرة موجودة بكثرة وليس فلتات عابرة :-

1- جاء في ورد الظهر ويسمى الحزب السرياني المنسوب لعبد القادر الجيلاني ” بِهُبوبٍ هُبوبٍ، بلُطْفِ خَفِيِّ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا الله، بِصَعْصَعٍ صَعْصَعٍ، وَالبَهاءِ وَالنُّورِ التَّامِّ، بِسَهْسَهُوبٍ سَهسَهُوبٍ ذِي الْعِزِّ الشَّامِخ، بِطَهْطَهُوبٍ لَهُوبٍ يَا اللَّهُ، يَا اللَّهُ، يَا الله، حَم حَم، كَهُوْبٍ كَهُوْبٍ الّذي سَخَّرَ كُلَّ شَيْءٍ …… بَسَوْسَمٍ سَوْسَمٍ دَوْسَمٍ حَوْسَمٍ يَراسُمٍ كَاهٍ بَرَكاهٍ أَهيَا شَراهيَا آدُونَايْ أَصْباؤُوتْ آلْ شْدَّاي، تَوَكَّلْ يَا عُنْقُود ويَنقودَ الْمَلِك، ويَا عَبدَ النّارِ بِعَقدِ أَلسِنَةِ النّاسِ أَجَمَعِينَ عَنِّي، بِسْمِ اللهِ أَلجَمتُ أَعْدَائِي “

2- وفي صلاة جوهرة الأسرار لأحمد الرفاعي ” اللهم صل وسلم وبارك على نورك الأسبق . وصراطك المحقق …… مركز الباء الدائرة الأولية . وسر أسرار الألف القطبانية الذي فتقت به رتق الوجود . وخصصته بأشرف المقامات بمواهب الامتنان والمقام المحمود . وأقسمت بحياته في كتابك المشهود لأهل الكشف والشهود . فهو سرك القديم الساري ماء جوهر الجوهرية الجاري . الذي أحييت به الموجودات . من معدن وحيوان ونبات . قلب القلوب . وروح الأرواح . وأعلام الكلمات الطيبات . القلم الأعلى والعرش المحيط . روح جسد الكونين وبرزخ البحرين . وثاني اثنين . وفخر الكونين . أبى القاسم “

3- ومن أوراد الطريقة الجيلانية ” وأسألك الوصول بالسر الذي تدهش منه العقول ، فهو من قربه ذاهل أتينوخ ب أملوخ ب ي وأمن آي وأمن مهباش الذي له ملك السماوات والأرض “

4 – ومن أوراد الطريقة الدسوقية ” اللهم آمني من كل خوف وهم وغم وكرب كدكد كردد كردد كردد كرده كرده ده ده ده الله رب العزة “

5- ومن أوراد الطريق البرهانية “احمى حميثا أطمى طميثا ..بها بها بهيا بهيا بهيات بهيات القديم الأزلي يخضع لي كل من يراني لمقفنجل يا أرض خذيهم “

6- ومن أوراد الطريقة الكتانية ( يَا طَمُوشُ يَا طَمُوشُ يَا يَحُومُ يَا سَيْحُومُ يَا شَبْطُوشُ يَا سَيْطُوشُ يَا شَعْيَابُ يَا هَيْلُوتَا يَا شَيْلُوتَا يَا عَلْشَاقِشُ يَا مَهْرَاقِشُ يَا شَعْيُوبُ يَا شَرَاهَيَا أُدْنُ مِنِّي عَلَى سَطْحِ الشِّينِ فِي نَفْسِ التَّعَيُّنَاتِ العَدَمِيَّةِ المَوْجُودَةِ المَنْقُوشَةِ فِي يَاقُوتَةِ الذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ، إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ، حَتَّى أَغِيبَ عَنْكَ بِكَ فِي هُوِيَةِ إِجْمَالِ حَتَّى إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا، وَاجْذُبْنِي إِلَيْكَ جَذْبَةً لَهْوَانِيَةً فَهْوَانِيَةً حَتَّى أَنْبَسِطَ فِي مَيَادِينِ مَا عَلَى المُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ )

7 -ومن مجربات بعض الصوفية ” اهمن سقك حلع يص ” تقال 1111 مرة .