ليسوا مجرد أرقام على جداول الحياة، بل هم صفحات من تاريخنا الحي، وحكماء يحملون في أعماقهم كنوز التجارب والمواعظ الحياتية.
في أعماق كل مجتمع، يتجلى شيء من الفلسفات المغمورة في كيفية تعامله مع كبار السن. فهم المرآة الصافية التي تعكس لنا مدى وعي المجتمع ونضجه، هؤلاء الشيوخ الذين يمشون ببطء ويحملون على كاهلهم سنوات العمر، هذه المجتمعات ترى كبار السن منبعاً للبركة و ذخيرةً لدعاءٍ مستجاب، يحيطونهم بالحب و الاحترام و يغمرونهم بالرعاية. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا». (رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح)
وأيضاً قال: «البركة مع أكابركم» (رواه ابن حبان في صحيحه و قال الألباني: صحيح).
بينما المجتمع الذي يتجاهلهم ويلقي بهم في غياهب الوحدة والنسيان، يظهر جفاءه ونكرانه لتاريخه الحي.
وعلى وجوه الشيوخ، ترى تجاعيد الزمن وحكايات الصبر، كبار السن ليسوا مجرد أرقام على جداول الحياة، بل هم صفحات من تاريخنا الحي، وحكماء يحملون في أعماقهم كنوز التجارب والمواعظ الحياتية. الاهتمام بهم ليس مجرد واجب شرعي، بل هو استثمار في ذاكرة الأمة وروحها.
Source link