منذ حوالي ساعة
المعصية تُحدِث صدعًا خفيًّا في جدار التوفيق، وتُربك انسياب النفس في مدارج الإقبال، فتفتر الهمّة، ويبهت الصفاء، وتتشوش زاوية النظر
المعصية تُحدِث صدعًا خفيًّا في جدار التوفيق، وتُربك انسياب النفس في مدارج الإقبال، فتفتر الهمّة، ويبهت الصفاء، وتتشوش زاوية النظر، والذنب يُشوّش جهاز التلقّي، ويعطّل سلك الاستمداد من موارد الهداية، فيبرد الإحساس عند مقامات البذل، ويخفت وهج السير في مضمار التعبّد.
وصدق ابن القيم حينما قال في الجواب الكافي: أَنَّ الْمَعَاصِيَ تُفْسِدُ الْعَقْلَ، فَإِنَّ لِلْعَقْلِ نُورًا، وَالْمَعْصِيَةُ تُطْفِئُ نُورَ الْعَقْلِ وَلَا بُدَّ، وَإِذَا طُفِئَ نُورُهُ ضَعُفَ وَنَقَصَ.
والتوبة الصادقة تُطلق عملية تصحيح داخلية، يُعاد فيها ترتيب الأولويات، وتُجتثّ مواضع التلوّث، فالقلب يشتدّ نوره كلما غُمِس في ماء الاستغفار، وتُشحذ بصيرته كلما سجد في هدأة الليل، ومنازل الإقبال تُفتح لمن أقبل بكليّته، لا لمن بعثرته الغفلة، ولازمه العُذر المؤجل.
Source link