الليل أصدق عن خبايا الإنسان من النهار

منذ حوالي ساعة

في سكون الليل، حين تهدأ الأصوات وتستكين الأرواح، تتجلى حقيقة النفس البشرية كما لا تفعل في ضجيج النهار. ذلك النهار الذي يعج بالحركة، والأصوات تتعالى، والأقنعة تتعدد.

في سكون الليل، حين تهدأ الأصوات وتستكين الأرواح، تتجلى حقيقة النفس البشرية كما لا تفعل في ضجيج النهار. ذلك النهار الذي يعج بالحركة، والأصوات تتعالى، والأقنعة تتعدد.

ثم يأتي الليل، بسكينته وغموضه، ليُسدل ستارًا على كل هذا الصخب. في هذا الهدوء، تبدأ الأفكار بالتدفق، والأحاسيس بالظهور، ليواجه الإنسان ذاته بلا حواجز كل مساء. في قلب الليل، يصل الإنسان إلى لحظة صدق مع نفسه، يرى فيها حقيقته دون زيف. 

وعندما يقف المسلم في جوف الليل يتلو القرآن، حين يغمر السكون كل شيء، يمتلئ القلب بنور الإيمان، وتصفو الروح. تلك اللحظات حين يرتفع صوت القرآن في سكون الليل، يُعاد ترتيب جينات روحه بهذه الآيات وهذا الصفاء، و تتجلى التصورات للحياة بشكل أكثر وضوحًا. و يصبح الإنسان أكثر قربًا من ربه، وأكثر إدراكًا لمعاني الحياة الحقيقية.

ومع بزوغ الفجر، يحمل الإنسان بصيرة جديدة خُلقت من تأملات الليل، واستعداداً لمواجهة يومه بروح أكثر نقاء ونفس مغدقة بالوفاء. 

و لم يكن الليل مجرد فترة زمنية تخلو من الضوء، بل كان لكثير من الأدباء والمفكرين زمنًا للتأمل والتفكر. وهذا التوحيدي يقول ” الليل أصدق عن خبايا الإنسان من النهار” وصدق والله.


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

تجاعيد الزمن – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة على وجوه الشيوخ، ترى تجاعيد الزمن وحكايات الصبر، كبار السن ليسوا مجرد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *