من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (القادر, القدير, المقتدر) – فهد بن عبد العزيز الشويرخ

من أسماء الله الحسنى: القادر, القدير, المقتدر. وللسلف رحمهم الله أقوال في معاني هذه الاسماء, وبعض الفوائد المتعلقة بها, جمعت بعضًا منها أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع

 

            

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين…أما بعد: فمن أسماء الله الحسنى: القادر, القدير, المقتدر. وللسلف رحمهم الله أقوال في معاني هذه الاسماء, وبعض الفوائد المتعلقة بها, جمعت بعضًا منها أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع

& قال محمد بن إسحاق رحمه الله الله على كل ما أراد بعباده من نقمةٍ أو عفو قدير

&قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله: قادر لا يعجزه شيء أراده ولا يُعييه أمر أراده

& قال الإمام ابن مندة رحمه الله: قال أهل التأويل: معنى القدير: يقدر على كل شيء من الخير والشر والطاعة والعصيان.

& قال قوام السنة الأصفهاني رحمه الله: من أسماء الله تعالى: القادر والقدير والمقتدر

…قال أهل العلم: معنى القدير: يقدر على كل شيء من الخير والشر والطاعة والعصيان, وقيل مقتدر: أي قادر على كل شيء, لا يعجزه شيء…وقيل: المقتدر التام القدرة الذي لا يمتنع عليه شيء…وقيل: المقتدر المظهر قدرته.

& قال العلامة ابن القيم رحمه الله:

وهو القدير وليس يعجزه إذا          ما رام شيئٍا قطُّ ذُو سلطـــــــان

القدير الذي لكمال قدرته يهدي من يشاء ويُضلّ من يشاء, ويجعل المؤمن مؤمنًا والكافر كافرًا, والبر برًّا والفاجر فاجرًا…ولكمال قدرته لا يحيط أحد بشيء من علمه إلا بما شاء سبحانه أن يعلمه إياها. ولكمال قدرته خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام, وما مسه من لغوب, ولا يعجزه أحد من خلقه, ولا يفوته, بل هو في قبضته أين كان,  وإن فرَّ منه فإنما يطوي المراحل في يديه.

& قال الإمام ابن الأثير الجزري رحمه الله: في أسماء الله تعالى: ” القادر, والمقتدر, والقدير”, فالقادر اسم فاعل, من قَدَر يقدِر, وهو للمبالغة, والمقتدر: مُفتَعِل, من اقتتدر, وهو أبلغ.

& قال الإمام الشوكاني رحمه الله: قدير لا يستعصى عليه شيء من الأشياء.

& قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله: من تمام قدرته محاسبة الخلائق, وإيصال ما يستحقونه من الثواب والعقاب.

& قال الشيخ حافظ بن أحمد حكمي رحمه الله: القدير: الذي له مطلق القدرة وكمالها وتمامها, الذي ما كان ليعجزه من شيء في الأرض ولا في السماء.

& قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: قادر, هذا اسم من أسماء الله, والقدرة هي الفعل, أو هي وصف يقوم بالفاعل بلا عجز, وقد وصف الله نفسه بأنه قادر, وبأنه قدير, وبأنه مقتدر, وكل هذا يعود إلى معنى واحد, وهو فعل الفعل بلا عجز

والقدير: ذو القدرة, وهي صفة يتمكن بها الفاعل من الفعل بدون عجز.

& قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان: القدير معناه: المبالغ في القدرة, فقدرته سبحانه وتعالى لا يعجزها شيء, إذا أراد شيئًا فإنما يقول له: كن فيكون.

أما العبارة التي يقولها بعض المؤلفين: إنه على ما يشاء قدير, فهذا غلط, لأن الله لم يقيد قدرته بالمشيئة, بل قال: على كل شيء قدير, فقل ما قاله سبحانه وتعالى.

& قال الشيخ سعد بن ناصر بن عبدالعزيز الشثري: نحمده جل وعلا على قدرته, والقدرة يراد بها أمور:

الأول: القدرة على تقدير الشيء قبل إيجاده وخلقه.

الثاني: الخلق والتصرف بأنواع التصرفات التي تقع على المخلوقات.

الثالث: القدرة على إيجاد المعدومات, ونفي الموجودات وإعدامها.

وكل هذه المعاني للقدرة ثابتة لله جل وعلا, فأما القسمان الأولان فهما ثابتان وواقعان في نفس الأمر, وأما القسم الثالث فهو مقدور لله لكنه لم يقع.

والنصوص الدالة على هذه الأنواع كثيرة منها:

قوله تعالى: {﴿ إِنَّا كُلَّ شَيۡءٍ خَلَقۡنَٰهُ بِقَدَرٍ﴾} [القمر:49] فقوله: { ﴿  خَلَقۡنَٰهُ ﴾} هذا متعلق بالقسم الثاني, وقوله: {﴿ بِقَدَرٍ﴾} هذا متعلق بالقسم الأول.

وقوله تعالى: { ﴿ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَأَعۡنَتَكُمۡۚ ﴾ } [البقرة:220] وهذا متعلق بالقسم الثالث, فالإعنات مقدور لله, لكنه برحمته جل وعلا لم يقدره ولم يخلقه.

& قال الشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر: إن للإيمان بقدرة الله عز وجل التي دل عليها أسماؤه ” القدير. القادر, المقتدر” آثارًا عظيمة, وثمارًا مباركة, تعود على العبد في دنياه وأخراه, كيف لا والإيمان به قطب رحا التوحيد ونظامه, ومبدأ الإيمان وتمامه, وأصل الدين وقوامه, فهو أحد أركان الإيمان, وقاعدة أساس الإحسان.

فمن ثماره المباركة أنه يقوي في العبد الاستعانة بالله وحسن التوكل عليه, وتمام الالتجاء إليه.

ومن ثماره تكميل الصبر وتتميمه وحسن الرضا عن الله…ومن ثماره سلامة الإنسان من أمراض القلب كالحقد والحسد ونحوهما لإيمانه أن الأمور كلها بتقدير الله عز وجل

ومن آثاره تقوية عزيمة العبد وإرادته في الحرص على الخير وطلبه, والبعد عن الشر والهرب منه…ومن آثاره حسن رجاء الله ودوام سؤاله, والإكثار من دعائه, لأن الأمور كلها بيده.

                  كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: ( القدوس, والسلام) – فهد بن عبد العزيز الشويرخ

من أسماء الله الحسنى: القدوس, والسلام, وللسلف رحمهم الله أقوال في هذين الاسمين, وبعض الفوائد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *