الارتقاء المتزن – طريق الإسلام

طلب العلم ليس اندفاعًا جامحًا يعصف بالروح، ولا فتورًا باردًا يخمد جذوته، بل هو ارتقاءٌ متزن، كالنهر الجاري الذي لا يتوقف

الارتقاء المتزن

طلب العلم ليس اندفاعًا جامحًا يعصف بالروح، ولا فتورًا باردًا يخمد جذوته، بل هو ارتقاءٌ متزن، كالنهر الجاري الذي لا يتوقف، لكنه أيضًا لا يفيض ليغرق ولا ينحسر لييبس، هذا العلم رحلةٌ لا تكتمل بقفزاتٍ متعجلة، ولا تُؤتى ثمارها لمن أراد قطفها قبل أوانها.

وما كان لروحٍ تعلّقت بنور العلم، أن تتركه لفتورٍ طارئ، أو لضعفٍ يعترضها، فهي إن مُنعت، انتظرت، وإن صُدّت، صبرت، وإن أكُرمت، ازدادت تواضعًا، فالمحب للعلم لا تستخفه نشوة البدايات، ولا يخذله طول الطريق، وإنما هو سفرٌ طويلٌ، لا يُبلغ منتهاه إلا لمن صبر على وعثائه، واستعذب مشقته، وجعل النَفَسَ الطويل زاده في الطريق.

اللهم اجعلنا من أهل العلم الذين لا تستخفهم نشوة البدايات، ولا يخذلهم طول الطريق، وارزقنا ارتقاءً متزنًا في مدارج الفهم، وصبرًا لا ينفد أمام وعثاء المسير، وهمةً تعلو فوق الفتور، وتواضعًا يزداد كلما زاد العلم، اللهم أنر بصائرنا، وثبّت أقدامنا على درب التعلم، وبارك لنا في أوقاتنا، وأعنّا على بلوغ منتهاه، فإنك وليُّ العلم، ومفيضُ نوره، وبيدك مفاتيح الخير.


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

فضل الحوقلة «لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله» – علي بن محمد الصلابي

إن كلمة لا حول ولا قوة إلا بالله هي من الأذكار العظيمة القدر، الرفيعة المنزلة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *