منذ حوالي ساعة
وما خاب من صغرت في عينيه العاجلة، ولا أفلح من عظمت في قلبه الزائلة.
ثمة رؤى لا تنجلي إلا حين تُغمس العين في ماء الآخرة، فتجفّ عنها ضباب العادة، وتنكشف لها طبقات المعنى كما هي، لا كما رُسمت في مرآة الدنيا المعوجّة.
فكم من فتنةٍ لامعةٍ إذا أعدت النظر بعين البصيرة، تهاوى لمعانها، وانكشف هشيمها، وكم من همٌّ تأوّهتَ له زمنًا، فإذا أبصرته بنور الآخرة، رأيتَه نعمةً تنكّرت بثياب الشدّة، ومطيةً تسير بك نحو الطمأنينة.
إننا نعيش كثيرًا من لحظاتنا تحت خدعة “الحضور اللحظي”؛ نغرق في الفرح لأنه كبير في صورته، أو نحزن لأن الخسارة مدوية في صداها، لكن لو أعدنا توجيه البصر من زاوية “الخلود”، لانكشفت هشاشة اللذة، وهوان المصيبة، وضآلة الجرح، وبقي من كل شيء: ما رضي الله عنه فقط! كما قال تعالى: {بل تؤثرون الحياة الدنيا * والآخرة خيرٌ وأبقى} فمن عرف وجه البقاء، هان عليه كل ما يرحل.
وما خاب من صغرت في عينيه العاجلة، ولا أفلح من عظمت في قلبه الزائلة.
Source link