منذ حوالي ساعة
تصريح نتنياهو حول إسرائيل الكبرى هو تصريح عقدي ديني تاريخي، عابر للحدود وممتد في الأفق الزمني بين الماضي والمستقبل، وفيه استحضار لمسؤولية الأجيال في المحافظة على المشروع الصهيوني.
تصريح نتنياهو حول إسرائيل الكبرى هو تصريح عقدي ديني تاريخي، عابر للحدود وممتد في الأفق الزمني بين الماضي والمستقبل، وفيه استحضار لمسؤولية الأجيال في المحافظة على المشروع الصهيوني.
وقد صرح نتنياهو في خطابه بأنه جنّد نفسه هو وعائلته لتحقيق هذا الحلم وأنه قدم في ذلك تضحيات كبيرة، وأنه جنّد الجيل القادم كذلك لحمل هذه الرؤية والرسالة والمشروع.
وهذا التصريح متجاوز تماماً للخطابات الوطنية الضيقة المنحصرة في حدود الدولة القُطرية الحديثة، والتي تتبناها عامة الدول المحيطة بالكيان، بل ويتبنى بعضها محاربة الخطاب الإسلامي “العابر للحدود” والمتعلق بالأمة في مساحتها الواسعة زماناً ومكاناً، وتعده هذه الدول خطابا متطرفاً خطيراً، وتكرّس جهودها في محاربته واستهداف حمَلَته.
بينما يسير الكيان المحتل بجوارها بخطاب ديني عابر للحدود بكل وضوح وجلاء، ويصدّقه بعمله، فيقتحم الحدود، ويضرب في عدة دول، ويقصف ما حوله ويستبيح الديار والبلاد، بحجة حفظ الأمن القومي تارة، أو باستدعاء الموروث الديني والعقدي المتعلق بالتاريخ والحاضر والمستقبل تارة أخرى.
وهذا الخطاب الصهيوني العابر للحدود لا يمكن مواجهته بخطاب قُطري وطني ضيق الحدود، بل لا بد من مواجهته بمثله، بالاستناد إلى مفهوم الأمة الواسع -وهو المفهوم الذي كان مهيمنا على الأمة في عامة مراحل تاريخها- وبالاستمداد من الدين والعقيدة والتاريخ لتعزيز الهوية وتقوية النفوس وتنشئة الأجيال والاستعداد للتضحية والبذل والمواجهة.
وهذا الخطاب الإسلامي الواسع هو الموافق للشرع والقدر:
فأما الشرع فنصوص الوحي في حصر الولاء بين المؤمنين وتشبيههم بالجسد الواحد والبنيان الذي يشد بعضه بعضا والأمر بالتناصر فيما بينهم ونحو ذلك أكثر من أن تحصر.
وأما القدَر فلأن النصوص الثابتة تدل على أن الصراع في آخر الزمان صراع ديني عابر للحدود كما في الأحاديث الصحيحة: (عدو يجمعون لأهل الإسلام ويجمع لهم أهل الإسلام) و (يأتونكم تحت ثمانين غاية) و (ينهد إليهم بقية أهل الإسلام) إلى غير ذلك من النصوص المخبرة عن أن القدر المتعلق بطبيعة الصراع الديني بين أمة الإسلام وأعدائها في آخر الزمان محتوم.
ولا مكان اليوم في ساحة الصراع للغافلين ولا التائهين ولا الذين يؤثرون الحياة الدنيا على الآخرة.
Source link