قدَّم الإسلام علاجًا نفسيًّا متكاملًا، لا يقوم فقط على الأدوية أو النصائح السريعة، بل على بناء شخصية متَّزِنة، متصلة بالله، متكيِّفة مع الحياة، ومتفائلة بالمستقبل.
مقدمة:
♦ الضغط النفسي: حالة من التوتر والقلق يَشعُر بها الإنسانُ نتيجة تعرُّضه لمواقفَ، أو ظروفٍ تتجاوز قُدرته على التكيف أو التحمل، سواء كانت هذه المواقف مرتبطةً بالحياة اليومية، أو بالعلاقات، أو بالعمل، أو بالأحداث المفاجئة.
وهو تفاعُلٌ بين الفرد والبيئة، يَشعر فيه الإنسان بأن ما يُطلَب منه يتجاوز مواردَه أو قدراته، فيؤثِّر ذلك في حالته النفسية والجسدية والسلوكية.
أصبَح الضغطُ النفسي جزءًا من الحياة اليومية في هذا العصر، نتيجة الضغوط الاقتصادية، والمسؤوليات الأُسرية، والقلق من المستقبل.
♦ وقد سبَق الإسلامُ هذا كلَّه، وقدَّم منظومةً متكاملة لمعالجة الضغوط النفسية، تجمع بين الجانب الإيماني، والسلوكي والاجتماعي؛ مما يحقِّق الطُّمأنينة النفسية والراحة القلبية:
التوحيد واليقين بالله أساس الطمأنينة:
♦ الإيمان بأن الله وحده هو المدبر يُزيل الخوف والقلق؛ قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].
الصلاة والعبادة ملجأٌ للراحة النفسية:
♦ الصلاة صلة بين العبد وربه، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «أرِحنا بها يا بلال»؛ أي: إن الصلاة كانت راحته من الضغوط.
حثَّ الإسلام على العدل مع النفس، والراحة البدنية، والنوم الكافي، وتجنُّب الإفراط في التفكير؛ قال صلى الله عليه وسلم: «إن لنفسك عليك حقًّا» [1]، أي: أعطِ نفسَك وقتًا للراحة.
الدعم الاجتماعي والإيجابي:
♦ الصُّحبة الصالحة ومشاركة الهموم مع مَن نَثق فيم، تساعد على تخفيف الضغط، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُشاور أصحابه ويَستأنس برأيهم[2].
خاتمة:
♦ قدَّم الإسلام علاجًا نفسيًّا متكاملًا، لا يقوم فقط على الأدوية أو النصائح السريعة، بل على بناء شخصية متَّزِنة، متصلة بالله، متكيِّفة مع الحياة، ومتفائلة بالمستقبل.
[1] صحيح البخاري، حديث: إن لنفسِك عليك حقًّا. [2] السيرة النبوية في مواقف الشورى والتعاون.
_______________________
الكاتب: محمد أحمد عبدالباقي الخولي
المصدر/ شبكة الألوكة
Source link